04-سبتمبر-2018

من صفحة أنا عراقي أنا أقرأ في فيسبوك

ألترا صوت ـ فريق التحرير

انطلق في 1 أيلول/سبتمبر مهرجان "أنا عراقي أنا أقرأ"، في موسمه السادس، والذي كانت بدايته قبل خمسة أعوام، حين قام بتأسيسه شباب عراقيون كانوا يهدفون إلى تطوير العلاقة بين القارئ والكتاب، أو استقطاب الشباب للقراءة.

المهرجان الأكبر في الشرق الأوسط

كان المهرجان في بدايته يعتمد على جمع التبرعات من المنظمات ودور النشر العراقية، إضافة إلى وضع صندوق في شارع المتنبي يضع فيه المارون كتبًا لدعم المهرجان، من خلال شراء الكتب أو جلبها من المكتبات الشخصية، فضلًا عن دعوة العراقيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووضع أرقام هواتف القائمين على المبادرة للاتصال بهم والتبرع لهم بالكتب.

شهد مهرجان "أنا عراقي أنا أقرأ" حضورًا جماهيريًا واسعًا من مختلف الأعمار، فضلًا عن المهتمين بالشأن الثقافي

منظموه يعتبرونه أكبر مهرجان للقراءة وتوزيع الكتب مجانًا في الشرق الأوسط، إذ لم تشهد بلدان أخرى مثل هذه الفعالية توزع الكتب فيها مجانًا، وترغّب الناس باقتنائها، وبالتالي تضع لديهم الرغبة في اقتناء الكتب وقراءتها بشكل دائم.

اقرأ/ي أيضًا: مكتبة ممدوح عزام

شهد المهرجان، في موسمه السادس، حضورًا جماهيريًا واسعًا من مختلف الأعمار، فضلًا عن المهتمين بالشأن الثقافي، لكن محمد عباس، وهو أحد الحاضرين في المبادرة، قال في حديثه لـ"ألترا صوت"، إن "الجميل في المهرجان لا يقتصر على المثقفين، إنما يضم مختلف الناس، وتتولد لديهم رغبة كبيرة في اقتناء الكتب والحصول عليها مجانًا".

عامر مؤيد، أحد مؤسسي المبادرة، أشار إلى أن "نتائج المبادرة كانت مفرحة كثيرًا، والحضور كان مميزًا"، لافتًا إلى أن "هذا لم يأت من فراغ، إنما هو نتيجة عمل وإتقان كبيرين من قبل المنظمين، كما أن المهرجان يأخذ في موسمه السادس شكلًا أكثر تنظيمًا".

الكتب التي تم توزيعها في المهرجان وصلت إلى نحو أربعين ألف كتاب في هذا الموسم متوزعة على ثلاث محافظات، حيث يشير عامر مؤيد إلى أن "أغلب الحاضرين عبروا عن فرحهم الغامر مع كمية الكتب التي تم توزيعها، إضافة الى الفقرات المتنوعة والتي زينت زوايا حديقة شهريار وشهرزاد، مبينًا أن "الكتب الموزعة بكمياتها الكبيرة جاءت نتيجة عمل منذ 4 شهور في فتح باب التبرع للكتب، موضحًا "أننا قمنا بشراء بعضها، والبعض الآخر جاء من خلال التبرع سواء المواطنين أو دور النشر"، معتبرًا أن "المهرجان هو فسحة أمل لما يعاني منه أبناء العراق بشكل عام".

أنا عراقي أنا أقرأ

دجلة ثيمة المهرجان

المختلف في هذا الموسم، أن المهرجان طوال مواسمه الخمسة الماضية، كان يقام في العاصمة بغداد فقط، لكن هذه المرة، انطلق في ثلاث محافظات في وقتٍ واحد، ببغداد والموصل وميسان، مع اشتماله على عروض فنية ورسم وعزف وزوايا للطفل، إضافة إلى الأغاني العراقية.

حرص المنظمون على تمرير رسالة بيئية في ثنايا المهرجان، إذ كتبوا في دعوات الحضور التي وزعت في المحافظات الثلاث أن دجلة يتعرض للأذى والإهمال والتجفيف المتعمد من قبل الدول الإقليمية، مستذكرين بيتًا شعريًا للشاعر العربي الكبير محمد مهدي الجواهري:

"يا دجلة الخير يا نبعا أفارقه

على الكراهة بين الحين والحين".

من الموصل مرورًا ببغداد إلى ميسان الأهوار

كان هذا شعار رفعه المنظمون في كل مطبوعاتهم، ليكون إشارة واضحة إلى ما يحاولون قوله ومزجه بفعل القراءة، إذ كتبوا في إحدى رسائل الدعوة "رغم القسوة التي يتعرض لها نهرنا الخالد، نريد موسمًا حافلًا بالكتب والماء، ونقرأ على ضفتيه والممرات الحلوة، وعلى أيامه وجداوله وسواقيه".

رئيس منظمة "أنا عراقي أنا اقرأ" علي عبد الخالق، قال ليس لنا هدف من المهرجان "سوى دعم الكتاب وترغيب الناس بالقراءة"، مشيرًا إلى أن "المهرجان  يحاول أن يكون بعيدًا عن التجاذبات السياسية، ويكون لخدمة الثقافة والكتاب فقط".

وأضاف عبد الخالق: "عندما فكرنا أن يقام المهرجان في ثلاث محافظات، كان الهدف هو أن تصل كتبنا إلى الشباب والفقراء أولًا، كوننا نعيش أزمة بطالة منذ سنوات، كما أن ارتفاع أسعار الكتب لا يساعد على انتعاش القراءة".

يحاول مهرجان "أنا عراقي أنا أقرأ" أن يكون بعيدًا عن التجاذبات السياسية، ومكرسًا لخدمة الثقافة والكتاب فقط

وبشأن مهرجان محافظتي ميسان والموصل، قال إن "العمارة أقامت موسمها الثاني في الرصيف المعرفي على ضفاف دجلة، بينما أطلقت الموصل الموسم الأول في منطقة الغابات"، مبينًا أن "المحافظتين بحاجة ماسة إلى تحفيز الجيل الشاب على انتهاج الوسائل التقليدية في التثقيف وهي القراءة، مع تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي".

وقد اختتم المهرجان بترديد الحاضرين هتافًا واحدًا، وبصوت عال: "أنا عراقي أنا أقرأ"، عسى أن يكون مساحة للأمل وسط أكوام اليأس التي تتركها السياسة ومآلاتها الكارثية على الشارع العراقي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

قاسم سعودي.. تعال نكتب في بغداد

مكتبة عصام نصار