29-أكتوبر-2016

أبو بكر البغدادي يخطب الجمعة بالموصل (الأناضول)

قبل أيام طل علينا نائب عن ائتلاف دولة القانون الإسلامي. هذا النائب يُدعى محمود الحسن وهو قاضي قبل أن يكون نائبًا. يفترض به أن يكون مدافعًا عن حقوق الناس وحرياتهم الشخصية، لكنه كان سعيدًا بمنعهم من ممارسة حرياتهم الشخصية.

منذ أسبوع وهذا النائب يحتفل كونه ساعد على وضع فقرة في قانون واردات البلديات تحظر استيراد وتصنيع وبيع المشروبات الكحولية بكافة أنواعها. لكن هذا النائب الذي يريد منع ما يعتقده "فسادًا" كان قد وزع قبيل انتخابات 2014 التشريعية سندات قطع أراضٍ مزورة على مجموعة من سكان القرى من أجل انتخابه.

ما زال المشرع العراقي يتعامل بعقلية بوليسية وليس بعقلية رجل دولة يُمكن أن يساعد الناس على تعزيز حقوق الإنسان والحريات

هذا النائب لا يختلف بهذه الخطوة عن أبو بكر البغدادي أو عن أي متطرف آخر. فبدلًا من تشريع ينظم عملية تصنيع واستيراد المشروبات الكحولية وحصرها بيد الدولة ووضع ضرائب عليها لتعود الفائدة على الجميع، يأتي هذا النائب ليمنعها ويعتقد أنه حقق إنجازًا عظيمًا.

راح محمود الحسن اللاحسن إلى ما هو أبعد من ذلك فخرج في فيديو بث مباشر يُهدد برفع دعاوى قضائية على كل من اعترض على حظر الخمور، وهددهم بأن هناك من يدافع عن الإسلام ضد حملتكم التي تحارب الإسلام. الأدهى من ذلك أنه حرض على قتل الناس بطريقة غبية جدًا.

ورغم أنه بارك للمرجعيات الدينية في النجف الأشرف هذه الخطوة، والتي يعتقد الجميع أن المرجعيات في النجف لم تكن وراء هذه الفعلة، لكن صمتها إزاء المباركة التي قُدمت لها يجب أن لا يكون، وأن لا تُعطي فرصة لمارقين مثل محمود الحسن وغيره أن يتحدثوا باسمها.

اقرأ/ي أيضًا: بالخرائط.. تركيا تستعيد الإمبراطورية العثمانية

بحسب نظرة خبير في الاقتصاد فإن منع استيراد الخمور أو تصنيعها في العراق سيحرم البلاد من 300 مليون دولار سنويًا. هذا الرقم كبير جدًا بالنسبة لحجم الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها العراق، لكن هذا النائب اللاحسن، لا تهمه الدولة ومؤسساتها والعراق وشعبه، المهم أن يعتقد في باله أنه أرضى الله، لكن لا يعلم أنه زاد غضبه بشكل لا يُصدق.

كما أن هذا النائب البطل، لم يعِ خطورة أن تنتشر المخدرات في العراق بشكل كبير بعد قرار حظر الخمور.

منع استيراد الخمور أو تصنيعها في العراق سيحرم البلاد من 300 مليون دولار سنويًا

لكن هذا لا يدفعنا إلى أن نظن وبسوء نية ستصدق لاحقًا، أنه أو أن أحزابًا أخرى يعرفها ستكون مستفيدة من تجارة المخدرات في العراق، وإلا ماذا يعني أن نحظر الخمور ونترك المخدرات تدخل من إيران بشكل كبير!

للأسف ما زال المشرع العراقي يتعامل بعقلية بوليسية وليس بعقلية رجل دولة يُمكن أن يساعد الناس على تعزيز حقوق الإنسان والحريات الشخصية، ويعتقد أنه للأسف وكيل الله الذي خوله بختم رسمي أن يمنع عن الناس ما يعتقده حرامًا وأن يُحلل ما يعتقده حلالًا.

ليس لدينا فرصة أن نشتكي عند أحد إلا لله، وندعوه أن يخلصنا من وكلائه المزيفين الذين جعلوا منه سلعة تجارية تزيد أرباحهم وتزيد قتلانا.

اقرأ/ي أيضًا:
زعيم أكبر تحالف عراقي يدافع عن صحفيين إسرائيليين
هل ينجح "داعش" في استنزاف قوات التحالف في الموصل؟
كيف تم حظر الخمر في العراق؟