11-مارس-2021

ألغت الشرطة البيان الأول عن الحادثة ثم بيانًا آخر

الترا عراق - فريق التحرير

قتل في محافظة ميسان، والد الناشط المغيب علي جاسب في الذكرى السنوية لحادثة اغتيال الناشط في العمارة عبد القدوس قاسم.

قتل جاسب حطاب بعد أكثر من سنة قضاها في رحلة بحث عن نجله الناشط علي الذي اختطف على يد مسلحين

وقال ناشطون من المدينة غادروها "هربًا من الفصائل المسلحة التي تطبق على المحافظة بشكل كامل"، على حد تعبيرهم، إنّ "جاسب حطاب الهليجي" قتل الأربعاء 10 آذار/مارس، على يد "اثنين من المسلحين يستقلون دراجة نارية، في فلكة حي العامل، التي تقع بين منطقتين مؤمنتين، خلال عودته إلى منزله من مجلس عزاء عقد في ذكرى اغتيال عبد القدوس".

واتهم الناشطون بشكل مباشر، ميليشيا "أنصار الله الأوفياء المتهمة باختطاف نجل المغدور علي جاسب، بالمسؤولية عن عملية الاغتيال".

وتحدث والد الناشط المغيب، خلال الأشهر السابقة، بشكل صريح عن الأطراف المتهمة باختطاف نجله، بعد الوصول إلى أدلة تثبت مسؤولية أمين عام حركة "أنصار الله"، عبر تتبع هاتف نجله.

وقال أحد الناشطين وهو مقرب من الهليجي، إنّ والد الناشط المختطف كشف قبل مدة قصيرة عن تعرضه إلى "تهديدات عشائرية من قبل المتهمين باختطاف علي جاسب وهم خمسة أشخاص ينتمون إلى حركة أنصار الله من بينهم الأمين العام للحركة حيدر الغراوي"، مشيرًا إلى وجود محاولات لتصوير عملية الاغتيال "كحادثة جنائية أو عشائرية تمهيدًا لتخليص القتلة عبر أطراف مسلحة وأخرى نافذة على المستوى العشائري".

اقرأ/ي أيضًا: قصة "الطفل المختطف".. السلطات تقدم رواية مغايرة وحملة ضد تشرين

وأصدرت قيادة شرطة ميسان، عقب ساعات من الحادثة، بيانًا قالت فيه إنّ "مواطنًا قتل في حادث جنائي سببه وجود خلافات عشائرية ودعاوى قائمة قبل وقوع حادث قتل المجنى عليه وأطراف آخرين، وأنّ القضية قيد التحقيق حتى الوصول إلى مرتكبي الجريمة ومعرفة دوافع الحادثة"، دون أنّ ذكر اسم القتيل.

حيدر الغراوي أمين عام حركة "أنصار الله" المتهمة باختطاف جاسب واغتيال والده

وأضافت قيادة الشرطة، أنّ "قائد الشرطة أصدر أمرًا بتشكيل فريق عمل أمني مختص لكشف الجناة، واتخاذ الإجراءات الكاملة"، مبينة أنّ "قوة أمنية شرعت باعتقال 5 أشخاص يشتبه بهم على الحادث، والتحقيق مستمر معهم".

لكن القيادة اضطرت إلى سحب البيان، بعد حملة ضغط مارسها ناشطون وصحافيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بحضور مسؤولين سابقين وقيادات بارزة في السلطة.

عقب ذلك، أصدرت قيادة الشرطة بيانًا آخر أعلن "اعتقال المتهم المتورط باغتيال والد المحامي علي جاسب مساء هذا الأربعاء، وحسب ادعاء وتشخيص عائلة المجني عليه، وهو الآن في قبضة القوات الأمنية".

إلاّ أنّها عادت وسحبت البيان الثاني، قبل أنّ يصدر مدير العلاقات والإعلام اللواء سعد معن بيانًا تضمن ذات المعلومات.

وأطلق ناشطون حملة للمطالبة بالضغط على الأجهزة الأمنية "لمنع إفلات الجناة وتقديمهم إلى محاكمات علنية تمهد لكشف الجهات التي تقف خلفهم، والبت في قضية الناشط المغيب علي جاسب نجل المغدور".

فجر الخميس 11 آذار/مارس، أعلن قائد الشرطة في ميسان أنّ المتهم المعتقل هو "ابن عم الناشط المغيب علي جاسب"، فيما قال مصدر في الشرطة أنّ الشخص هو ذاته المتهم في التخطيط لاختطاف علي جاسب وهو "ينتمي إلى حركة أنصار الله الأوفياء".

ويقول أحد ناشطي محافظة ميسان الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنّ "المحافظة ومركزها مدينة العمارة باتت مدينة موت تخضع تمامًا إلى الفصائل المسلحة، ويدير عمليات الاغتيال فيها فريق تشترك فيه قيادات من ميليشيات وحركات مسلحة منها كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وحركة أنصار الله الأوفياء".

ويضيف الناشط الذي تعرض إلى أولى محاولات الاغتيال في المحافظة، أنّ والد الناشط علي جاسب "المحافظة خالية الآن تمامًا من الناشطين والصحافيين والمتظاهرين البارزين، باستثناء عدد محدود جدًا والذين يعيشون في مناطق نائية وفي ظروف معقدة حفاظًا على حياتهم وأسرهم".

ويبيّن الناشط، أنّ "غالبية الشبان من أبناء المحافظة تعرضوا إلى حملة مباشرة بعد اغتيال والد الناشط علي جاسب تضمنت تهديدات بالتصفية في حال تفاعلوا مع الحادثة"، متهمًا قائد الشرطة والمسؤولين فيها بـ "التستر على قائد الميليشيا المسؤول المباشر عن عملية اغتيال الهليجي واختطاف نجله علي جاسب".

وشيعت حشود، فجر الخميس، جثمان الهليجي في مدينة العمارة، وسط هتافات تمجد الاحتجاجات وتتعهد بـ "مطاردة القتلة حتى القصاص منهم".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

نشطاء الاحتجاجات المغيبون قسرًا.. لا خبر جاء ولا وحي نزل!