الترا عراق - فريق التحرير
في تطور لافت، سقط عسكري عراقي بنيران عبوة ناسفة استهدفت رتلاً لوجستيًا للتحالف الدولي في العراق، في سابقة أولى منذ اندلاع هجمات الفصائل المسلحة ضد قوافل دعم القوات الأمريكية.
قتل عسكري عراقي وأصيب 3 آخرون بهجومين استهدفا رتلين يحملان معدات لقوات التحالف
وانفجرت عبوة ناسفة، مساء الثلاثاء 8 آب/أغسطس، على رتل للدعم اللوجستي لقوات التحالف، على الطريق السريع بين محافظتي الديوانية وبابل قرب ناحية الشوملي تحديدًا، ما أسفر عن مقتل أحد منتسبي قوة من سوات التابعة إلى قيادة شرطة محافظة الديوانية، كانت ترافق الرتل، وإصابة اثنين آخرين.
"إنها تحترق"!
وذكرت خلية الإعلام الأمني في بيان، أن "منتسبًا استشهد وأصيب اثنان آخران من قوة الحماية المرافقة للرتل، بانفجار عبوة ناسفة استهدفت رتلاً للدعم اللوجستي التابع لقوات التحالف الدولي على طريق السريع ديوانية - بابل"، مبينة أن "قوات الشرطة العراقية وبالتحديد قوات سوات كانت ترافق الرتل أثناء تنقله".
اقرأ/ي أيضًا: لجنة الكاظمي.. المالكي يخشى "النيران الأولى" والكرد يتحصنون بـ"النزاهة"
وبعد لحظات عادت منصات مرتبطة بالفصائل المسلحة لتنشر عبارة "إنها تحترق"، في إشارة إلى هجوم جديد، قبل أن تعلن استهداف رتل آخر يحمل معدات للتحالف على الطريق السريع في التاجي، شمالي العاصمة بغداد.
فيما قالت خلية الإعلام الأمني في بيان لاحق، إن "عبوة ناسفة انفجرت على رتل تابع للشركات المتعاقدة مع قوات التحالف الدولي في منطقة النباعي شمالي العاصمة بغداد، ما أدى إلى إصابة أحد سائقي العجلات وعنصر أمني، فضلاً عن أضرار بعجلتين".
"تحريض ولائي"!
وعقب الهجومين، ومع تأكيد سقوط 4 عسكريين عراقيين ومدني بين قتيل وجريح، سارعت منصات على صلة بالفصائل المسلحة إلى شن هجوم إعلامي استباقي، عبر اتهام الحكومة بتجنيد القوات العراقية لحماية أرتال دعم القوات الأمريكية، لتجنب غضب شعبي محتمل، محملة القائد العام للقوات المسلحة مسؤولية سقوط ضحايا بين قوات الأمن العراقية.
أطلقت منصات ولائية حملة تحريض تبيح استهداف قوات الأمن المكلفة بحماية الأرتال
ثم ذهبت أبعد في إطلاق حملة عدها مراقبون "تحريضًا" ضد القوات الأمنية المكلفة بحماية الطرق وحركة المركبات، عبر نشر صور لأحد المنتسبين الجرحى في الهجوم الأول واعتباره ورفاقه مدافعين عن "قوات محتلة" ما يبرر استهدافهم.
هل تندلع المواجهة؟
وتضع هذه التطورات حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في زاوية أكثر ضيقًا وحرجًا، حيث تبدو حتى الآن عاجزة عن رد اعتبارها أو اعتبار قواتها التي حوصرت قبل أسابيع داخل المنطقة الخضراء، معقل السلطة في العراق، مكتفية بعمليات هنا أو هناك تحت عنوان محاولة ضبط السلاح المنفلت.
وتبرر الحكومة مواقفها هذه بالإشارة إلى صعوبة قضية مواجهة سلاح الفصائل، كما جاء على لسان أحمد ملا طلال الناطق باسم مصطفى الكاظمي، والذي قال إن "حصر السلاح بيد الدولة قضية معقدة، وهي حصيلة 17 عامًا من التعقيد السياسي الداخلي والخارجي ونتاج لضعف الدولة"، مشيرًا إلى أن الحكومة "تتخذ إجراءات تدريجية محسوبة، حتى لا تخلق حالة من عدم الاستقرار، وتتحرك بهدوء بهدف عدم جر الأطراف العراقية إلى أي نوع من أنواع الصراع، وهناك مسار سياسي قد يساعد في حل هذه المعضلة المعقدة الكبيرة".
ويرى صحافيون ومراقبون، أن ذلك يشير بما لا يقبل الشك إلى عدم قدرة الكاظمي على إطلاق أي مواجهة مع الفصائل المسلحة، بل على العكس، حيث يحاول تجنبها منقادًا إلى تسويات تزيد من هيمنة الفصائل وأحزاب السلطة الداعمة لها وتفت عضد الدولة.
ويقول الصحافي أحمد السهيل لـ "الترا عراق"، إن "هذه العملية ومثيلاتها في الأسابيع الماضية تندرج ضمن سياق الرد على كل محاولة تريد الحكومة تصديرها كخطوة في وجه الفصائل المسلحة، لتجبر الكاظمي على تسوية جديدة تريق ماء سلطته وتضمن مكاسب أكبر لها ولأحزاب السلطة".
ويضيف السهيل، "حتى الآن شهدنا تسويتين أعقبتا عمليتا الدورة والمنافذ الحدودية، بانتظار ما ستكشف عنه الأيام المقبلة من تنازلات قد تقدمها حكومة الكاظمي لدفع الفصائل إلى التخفيف من حدة هجماتها التي تصاعدت بعد إعلان إطلاق عملية أمنية تحت عنوان ضبط السلاح المنفلت والتي لم تطل الفصائل ولا سلاحها"، مستبعدًا أن يقدم الكاظمي على مواجهة مفتوحة مع الفصائل لـ"إدراكه أن هذا يعني ربما سحقه".
يستبعد صحافيون ومراقبون قدرة الكاظمي على إطلاق مواجهة مع الفصائل مرجحين لجوء الحكومة إلى تسوية ثالثة
بدوره، يرى الخبير في مجال الأمن أحمد الشريفي، أن "العنوان الرئيس لتلك الهجمات هو صراع المال والسلطة الذي يمكّن من يتحكم بهما بفرض مسارات الانتخابات المبكرة"، مبينًا أن "تلك الانتخابات تشكل مصدر قلق للأحزاب السياسية التي تحاول تجاوزها من خلال افتعال أزمات متكررة".
ويقول الشريفي في تصريح، إن "دولاً إقليمية تحاول إثارة عوامل التوتر في العراق لأنها تتخوف من اصطفاف أمريكي مع الكاظمي الذي يحظى بقبول لدى دول المنطقة والعالم، في محاولة لإبقاء العراق كطرف ضعيف في معادلة التوازن الإقليمي".
اقرأ/ي أيضًا:
فوق مستنقع لاهب.. سيناريوهات رحلة الكاظمي على حبل طهران وواشنطن