05-يوليو-2020

(فيسبوك)

جاء اللصوصُ وذهبوا

سرقوا الصقرَ الأعمى الذي حنّطناهُ ليُبعدَ عنّا اللصوص.

الصفحةُ الأخيرةُ من كتاب المواثيقِ، مزّقوها

قنديلُ الأنفاسِ المعلّقُ في أعلى النخلةِ، أطفأوه

لوثوا الهواءَ المعطّرَ في قُفلِ الباب،

دنّسوا خاتمَ الغدِ وقطعوا الخُنصرَ الذي فيه الخاتمُ،

ثمَّ

يا للأسى

أحرقوا أقفاصَ الفجرِ الكبيرةَ وأطلقوا منها الليلَ والنهار.

جاء اللصوصُ وذهبوا

أفرغوا سورةَ الكوثرِ من الماءِ

قهقهوا أمامَ صورةِ الإمامِ على الحائطِ حتى بكى الحائطُ والإمامُ،

زرعوا أقنعةً سوداءَ تحتَ السريرِ واقترعوا على هواءِ الحديقةِ،

بلبلوا الأرواحَ الساهرةَ في دوارقِ النحاسِ،

أفسدوا خمسينَ عامًا من الزينةِ الحقِّ،

ثمّ

يا للأسى

سرقوا منّا إبريقَ الضوءِ

سرقوا الطشتَ الذي كنّا نشطفُ فيه قلوبَ الأطفال.

حين جاء اللصوصُ

كان أبناؤنا ينعسون

وكنّا نغنّي لهم أغنيةً عن الأسى

عن صقرٍ أعمى حنّطناه ليُبعدَ عنّا اللصوص.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ابن الألم

مفتتحٌ لنصٍ طويل

دلالات: