22-أغسطس-2021

3 أسباب للصعوبة (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

في كل حادثة أمنية يشهدها قضاء الطارمية، تذهب أصوات مقرّبة من الفصائل المسلحة لإخراج "الحل الجاهز" تحت اليد كحل وحيد، والمتمثل باستنساخ تجربة جرف الصخر في الطارمية وجعلها منطقة "منزوعة السكان".

يمتلك الحشد الشعبي لواءً ضمن القوات الأمنية المسؤولة عن عمليات الطارمية وهو لواء 12 "حركة النجباء"

وفي تمثيل حقيقي لكون هذا الحل هو الوحيد ولا يوجد غيره نصب أعين هذه الجهة، قامت عدد من الشخصيات المقرّبة من الفصائل بتسجيل موقف تجاه أحداث الطارمية الأخيرة عبر إعادة تغريد تغريدات سابقة ارتبطت بأحداث مشابهة تتعلّق بالطارمية، في إشارة إلى أن هذا الحل مبدأ ثابت وليس زمنيًا، فيما أطلقت المنصات المقرّبة من الفصائل على تطبيق تليغرام ومواقع التواصل الاجتماعي دعوات جديدة لتجريف القضاء وتهجير سكانه كما حدث في ناحية جرف الصخر، إثر مقتل 4 من مقاتلي الحشد الشعبي بهجوم شنه عناصر من تنظيم "داعش" في البلدة التي تشهد عمليات أمنية منذ أيام.

اقرأ/ي أيضًا: القوات المسلحة ترد على حملة منصات الفصائل حول الطارمية

وعلى هذا الأساس، قام الأمين العام لكتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولائي، بإعادة تغريد تغريدة سابقة تعود لتموز/يوليو الماضي، كان قد أعلن فيها عن "الاستعداد لاستعادة الطارمية والمشاهدة من براثن الإرهاب خلال يومين فقط".

وكذلك أعاد الإعلامي المقرّب من الفصائل أحمد عبد السادة، بإعادة تغريد تغريدات سابقة تشدّد على عدم وجود "حل لمعضلة الإرهاب المزمنة في الطارمية إلاّ باستنساخ تجربة جرف الصخر فيها، وتحويلها لمنطقة منزوعة السكان وتسليم ملفها الأمني للحشد الشعبي".

وتتركّز هذه الحلول باقتصار معالجة الطارمية على الحشد الشعبي فقط، دون باقي القوات الأمنية، بالرغم من أن الحشد الشعبي يمتلك بالفعل لواءً ضمن القوات الأمنية المسؤولة عن عمليات الطارمية، وهو لواء 12 "حركة النجباء".

التأكيد على اقتصار حل الطارمية بـ"الحشد الشعبي" لوحده دون تدخل باقي القوات الأمنية يثير العديد من التساؤلات عن نوايا هذه السردية، وما إذا كانت وسيلة للتخلّص من الإرهاب أم هي غاية وهدف، بغض النظر عن المسبّبات. 

هل الطارمية "معضلة" بالفعل؟

يستعرض المحلّل الأمني علي فضل الله عدّة أسباب تجعل الطارمية صعبة نسبيًا فيما يتعلّق بفرض الأمن والتخلّص من "العناصر الإرهابية" هناك.

ويبيّن فضل الله في حديث لـ"ألترا عراق"، أن "صعوبة الطارمية تكمن في أكثر من نقطة، النقطة الأهم؛ هو الموقع الجغرافي الذي يحدها بعدة محافظات من بينها ديالى وصلاح الدين والأنبار، وتوفر لها ممرات كثيرة نيسمية تستطيع المجاميع الإرهابية الدخول والخروج من خلالها، فيما تتمثّل النقطة الثانية بالطبيعة الجغرافية كأرض زراعية ووجود أكثر من مجرى مائي يجعل من هذه المنطقة صعبة الدخول، خصوصًا للآليات العسكرية، فضلًا عن كثافة الأشجار والمزروعات التي تعيق سلاح الجو مما يصعب رصد المجاميع الإرهابية".

ويعتبر فضل الله أن "المسحة العشائرية في هذه المنطقة تعطي حاضنة شعبية لبعض المجاميع الإرهابية مما يصعب الجنبة الاستخبارية على القوات الأمنية، فضلًا عن كون الحكومة العراقية لم تمتلك استراتيجية محددة من أجل مواجهة المجاميع الإرهابية في هذه المنطقة".

ووسط هذه السرديات، تنفي قيادة العمليات المشتركة أن تكون الطارمية بهذا التصوير المبالغ به كـ"معضلة"، واصفةً إياها بأنها "منطقة متعاونة وآمنة".

ويقول المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "وصف الطارمية بالمعضلة ليس دقيقًا، والطارمية منطقة آمنة ومتعاونة بالجهد الأمني"، إلا أن "المشكلة تتركز في منطقة واحدة فقط تقع شمال الطارمية تسمى الزور".

ويوضح الخفاجي أن "هذه المنطقة ونتيجة لكونها منطقة زراعية ووعرة، وتحتوي على طبيعة جغرافية تساعد على الاختباء، أصبحت تحتاج إلى جهود فنية مختلفة للتعامل معها".

ويؤكد أن "ما حدث خلال الأيام الماضية هو أن العمليات العسكرية الجارية في الطارمية تسبّبت بضغط على العناصر الإرهابية التي حصرت بمنطقة واحدة وتحتوي على طبيعة جغرافية صعبة، مما ساعدها لإجراء عمليات وهجمات عسكرية في محاولة لتخفيف الضغط عليها".

ويرفض الخفاجي الحديث عن تصدير حل "المنطقة منزوعة السكان" كحل نهائي، مؤكدًا أن "هذه دعوات باطلة والقوات الأمنية ملزمة بتقديم الأمن لكافة شرائح ومناطق العراق"، مبينًا أن "العناصر الإرهابية محدودة تساعدهم الطبيعة الجغرافية وبعض الحواضن التي تسندهم ولدينا خطط فنية واستخبارية جديدة للتعامل مع جميع المعوقات هذه للقضاء على باقي العناصر الإرهابية هناك".

تقول العمليات المشتركة إن الطارمية منطقة آمنة ومتعاونة بالجهد الأمني إلا أن المشكلة تتركز في منطقة واحدة فقط تقع شمال الطارمية تسمى الزور

واعتبرت لجنة الأمن والدفاع النيابية، تكرار تجربة "جرف الصخر" في الطارمية ليس حلًا أمنيًا، مؤكدةً "من غير المعقول تهجير آلاف العوائل من منازلهم". 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

لجنة الأمن والدفاع: تكرار تجربة جرف الصخر في الطارمية ليس حلًا

الخاصرة الرخوة.. عملية "كبرى" في بغداد تقودها القوات الخاصة