22-مارس-2023
بعثة العراق

الحرب وموسكو يعرقلان خطط كاساس التحضيرية (فيسبوك)

في قرار مفاجئ، أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم، إلغاء معسكر تدريبي كان يفترض إقامته في روسيا، دون سابق إنذار، ليكتفي المنتخب الوطني العراقي بإقامة معسكر في بغداد، مع الإبقاء على المباراة الودية أمام المنتخب الورسي.

وكان من المفترض أن 

يغادر المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم، الثلاثاء 21 آذار/مارس 2023، إلى روسيا، لإقامة معسكر تدريبي ولقاء المنتخب الروسي؛ لكن خلافات تنظيمية، والحرب الروسية - الأوكرانية، تسببت بتغيير خطط قائد كتيبة أسود الرافدين.

وربما تبعثرت أوراق المدرب الإسباني، خيسوس كاساس، الحاصل مؤخرًا على لقب خليجي 25، بعدما تعثر التحاق عدد من لاعبي الفريق الذين استدعاهم لمعسكر روسيا.

كاساس
مدرب منتخب العراق خيسوس كاساس خلال الوحدة التدريبية الأخيرة (فيسبوك)

 

 

الحرب الروسية - الأوكرانية حاضرة

إقامة المعسكر الروسي "المفترض" دخلت في مخاض عسير، حيث تعثر التحاق بعض اللاعبين ببعثة المنتخب الوطني لأسباب تتعلق بموقف دول أنديتهم من الذهاب إلى الأراضي الروسية، بعد الحرب الأوكرانية.

وقال المنسق الإعلامي للمنتخب محمد عماد، إن "اللاعبين الذين سيغيبون عن الفريق هم المحترفان في السويد (آلاي فاضل، أمير العماري) "المحترفان في السويد"، إضافة إلى (كيفن يعقوب) الذي يلعب في الدوري الدنماركي، بسبب رفض أنديتهم لسفرهم إلى روسيا"، كما سيغيب لدواعي الإصابة (ميرخاس دوسكي) الذي يلعب في الدوري التشيكي.

بعد القرار النهائي لأندية اللاعبين المذكورين بعدم تفريغهم، قرر الجهاز الفني إضافة لاعبين جدد، بحسب عماد، الذي ذكر لـ"ألترا عراق"، أن "أربعة لاعبين سيتواجدون رفقة الوطني بدلًا عن الغائبين، وهم كل من: حمزة عدنان، مصطفى محمد، حسين عمار وكرار نبيل".

 

منع اجتماعي! 

بعد إعلان لاعبي المنتخب عدم انضمامهم إلى معسكر الوطني، طُرحت تساؤلات حول مدى قانونية منع اللاعبين، وعن ذلك يقول يقول الصحفي العراقي، المتخصص بالشأن الرياضي، سنان السبع إن "عدم التحاق اللاعبين جاء بنصيحة من قبل أنديتهم السويدية والدنماركية خوفًا عليهم من ردة فعل الإعلام والجمهور بسبب المقاطعة الشاملة مع روسيا".

يقول صحفي عراقي مغترب في السويد إن اللاعبين العراقيين المحترفين لم يلتحقوا بمعسكر روسيا بسبب الخوف من ردة فعل المجتمعات هناك

ويضيف السبع الذي يسكن في السويد، في حديثه لـ"ألترا عراق" أن "السويد لديها مقاطعة سياسية واجتماعية شاملة لروسيا وحتى على الجانب الرياضي بسبب موقف السويد الواضح من الحرب الروسية - الأوكرانية، ووقوفها إلى الجانب الأوكراني، لذلك جاءت النصيحة من قبل اللاعبين بعدم الذهاب إلى روسيا في هذا الوقت لما سيترتب على هذا الذهاب من ردة فعل ستكون قوية من قبل الإعلام السويدي وكذلك المجتمع السويدي".

 

فوائد ومضار

تعذر التحاق بعض لاعبي المنتخب الوطني مع بعثة الفريق بسبب الأزمة الروسية والقضايا التنظيمية، له فوائد إلى جانب مضار الغياب، في الوقت ذاته، بحسب متخصصين.

العضو السابق في لجنة الخبراء في اتحاد الكرة العراقي، والخبير الكروي، بسام رؤوف، قال إن "القائمة الخاصة بالمنتخب العراقي الذي سيواجه روسيا، فيها خيارات جزء منها مدروس وجزء مفروض بسبب الظروف الخاصة المتعلقة بالحرب الروسية - الأوكرانية والتي سيغيب عنها بعض العناصر لمؤثرة من دولة السويد والدنمارك".

أثارت تشكيلة المنتخب الوطني العراقي الأخيرة الجدل على مواقت التواصل الاجتماعي

ويرى رؤوف في حديث لـ"ألترا عراق"، أن "غياب بعض اللاعبين، أعطى من جانب آخر الفرصة لكاساس من أجل منح فرص جديدة إلى لاعبين من الدوري العراقي بغية التعرف على مستوياتهم وفهم إمكانياتهم عن قرب مما سيشكل فارق عند الجهاز الفني في خلق منافسة أكبر بين اللاعبين الذين تواجدوا في بطولة الخليج الأخيرة والقائمة الجديدة".

 

جدل حول تشكيلة المنتخب 

وطرأت تغييرات كثيرة على تشكيلة المنتخب الوطني، حيث تم تعويض اللاعبين الذين لم يُسمح لهم بالذهاب إلى روسيا من قبل أنديتهم، فيما غاب آخرون بسبب الإصابة، آخرهم لاعب الشرطة أحمد يحيى الذي تعرض لإصابة عضلية، ما جعل الكادر الفني يقرر الاستعانة بلاعب القوة الجوية حسن رائد بدلًا عنه.

وجاءت القائمة على النحو التالي: جلال حسن، أحمد باسل، فهد طالب، علي فائز، مصطفى ناظم، إبراهيم بايش، اسو رستم، أمجد عطوان، محمد علي عبود، حسن رائد، حسين عمار، أحمد فرحان، حمزة عدنان، مصطفى محمد، لؤي العاني، حسين علي، كرار نبيل، الكسندر اوراها، مناف يونس، علي الحمادي، أسامة رشيد، اندريه السناطي، أيمن حسين، وزيدان إقبال.

المنتخب الوطني العراقي

 

وبعد إعلان القائمة النهائية للمنتخب الوطمي العراقي، اعترض مدونون رياضيون في مواقع التواصل الاجتماعي، على بعض الأسماء المستدعاة إلى معسكر روسيا، ويؤيدهم في ذلك بسام رؤوف، الذي قال إن "قضية الاستدعاءات فيها أخطاء كثيرة ولكن لا قيمة فنية لأي اعتراض الآن، لأن الدعوة تمت ولا مجال للتغييرات جديدة".

يؤيد متخصصون اللعب أمام المنتخبات القوية وتقبّل الخسائر 

ويستدرك رؤوف في حديث لـ"ألترا عراق"، بالقول: "ولكن كل المباريات الدولية الودية أو المنافسات في البطولات هي جزء من إعداد المنتخب ويجب أن نتعامل معها بشكل إيجابي، ففي النهاية القرار وحده لمدرب المنتخب وكادره المساعد".

مواجهة منتخبات أعلى قيمة فنية وتسويقية من المنتخب الوطني العراقي، يرى فيه بسام رؤوف "فوائد"،  إذ إن "إقامة مباراة أمام منتخب روسيا شيء جيد ولكننا نعرف النتيجة مسبقًا كما إننا سنحقق فرصة للجهاز الفني لمعرفة إمكانيات لاعبينا أمام منتخبات أوروبية في المستقبل وما هي المردودات التي ممكن الاستفادة منها بشكل دقيق، فاللعب ضد المنتخبات القوية قرار استراتيجي وسلاح ذو حدين: أما أن تصبر لسنوات على الخسائر وتتحمل النتائج حتى تأتي ثمار الاحتكاك الفنية، أو تبقى في مستوى الصف الثالث في آسيا".