لم تكن مهمة منتخب شباب العراق في بطولة آسيا سهلة، قبل التأهل إلى نصف نهائي البطولة الذي جعله يضمن مقعدًا مباشرًا له في بطولة كأس العالم التي ستقام لاحقًا في إندونيسيا.
دعا متابعون إلى تحرّك سريع من اتحاد الكرة تحسبًا لوقوع منتخب شباب العراق مع منتخب الكيان الصهيوني في مجموعة واحدة
الوصول إلى نصف نهائي كأس آسيا جاء بعد تعثرات وانتقادات توّجت بتصريحات وتلميحات غاضبة بين مدرب منتخب شباب العراق عماد محمد، وبعض الصحفيين.
وفي الوقت ذاته، وبعد التأهل إلى كأس العالم، طُرح سؤال مبكر حول إمكانية أن يواجه منتخب شباب العراق، منتخب إسرائيل المتأهل هو الآخر إلى البطولة.
تأهل عسير
في أول مشواره ضمن المجموعة الأولى في بطولة كأس آسيا، انتصر منتخب شباب العراق على إندونيسيا بهدفين نظيفين رغم طرد المحترف في الدوري الأسترالي شربل شمعون منذ الشوط الأول، ثم تعرض المنتخب لخسارة أمام أوزبكستان بهدف نظيف رغم نقصهم العددي منذ الفترة الأولى من اللقاء.
اللقاء الحاسم الأخير كان مع سوريا، حيث كان العراق متقدمًا حتى الدقيقة الأخيرة قبل أن يدرك السوريون التعادل، ليدخل المنتخب في حسابات معقدة، إلا أن تعادل إندونيسيا وأوزبكستان في المباراة الأخرى ضمن تأهل شباب العراق بفارق الأهداف عن المنتخب الإندونيسي.
إلى المونديال.. العمدة يهاجم إعلاميين
بعد التأهل الصعب، ارتفع صوت الانتقادات في البرامج التلفزيونية فضلًا عن أقلام الصحافة، وتوقع كثيرون أن تكون محطة إيران في ربع النهائي هي الأخيرة، لكن العكس حصل.
هدف في الدقيقة التسعين جعل منتخب الشباب بقيادة المدرب عماد محمد يضرب أكثر من عصفور حجر واحد: التواجد في المونديال، وأيضًا التأهل لنصف نهائي آسيا.في المؤتمر الصحفي بعد المباراة، الذي تابعه "ألترا عراق"، قال قائد منتخب الشباب، بالحرف: "أهدي هذا التأهل للشعب العراقي. وأعزي الشخص الذي يعيش في لندن والشخص الذي يعيش في إسطنبول"، وقد توجهت الأنظار إلى إعلاميين اثنين، هما سلام المناصير الذي يقطن لندن، ومقدم البرامج علي نوري الذي يعيش في إسطنبول.
ورد كلاهما على تصريح عماد محمد، حيث قال المناصير في لقاء تلفزيوني تابعه "ألترا عراق"، "أنا تفاجئت من تصريح عماد محمد في المؤتمر الصحفي. سآخذ الموضوع بحسن نية ولن أزعل. سأواصل إعطاءك النصائح"، مضيفًا: "ليس لدي مصلحة ولن أطلب منه شيئًا".
أما علي نوري وفي برنامجه اليومي، وجّه رسالةً إلى عماد محمد قال فيها إن المدرب العراقي "كان مخطئًا وسقط سقوطًا مريعًا في المؤتمر الصحفي. نحن هدفنا الكرة العراقية وأن تقدم نتائج طيبة في بطولة قارية مهمة مثل كأس آسيا"، مشيرًا إلى أنه "ليس إسرائيليًا لكي لا يفرح بفوز العراق".
صفوف مكتملة أمام اليابان
انتهت الخطوة الأولى بالتأهل للمونديال، واستجد هدف آخر بحسب المنسق الإعلامي لمنتخب الشباب قحطان المالكي، الذي قال إن "التفكير الآن ينصب في مباراة نصف النهائي أمام اليابان حيث نطمح للتأهل إلى النهائي وخطف اللقب"، مؤكدًا أن "الاستعدادات مستمرة وجميع اللاعبين في جاهزية كاملة ولا توجد أية إصابات".
المالكي ذكر في حديث لـ"ألترا عراق"، أن "المنتخب سيستعيد جهود المحترف في الدوري الأسترالي شربل شمعون الذي طُرد في المباراة الأولى ما جعله يغيب لثلاث مباريات بحسب قرار الاتحاد الآسيوي وسيكون رهن إشارة الكادر التدريبي".
الاستعداد للمونديال وأوراق جديدة
لم يخفِ المالكي سعادة الكادر الفني والإداري بالتأهل إلى كأس العالم، لكنه أكد ان "التفكير مازال مبكرًا بالاستعداد لهذه البطولة خاصة وإن المنتخب تنتظره مباراة هامة أمام اليابان".
من المحتمل أن تُوقع القرعة منتخب شباب العراق مع منتخب شباب إسرائيل في كأس العالم
وأمام الكادر الفني فرصة للاستعانة بلاعبين يمثلون المنتخب الوطني الأول، حيث تسمح أعمارهم بالتواجد مع كتيبة الشباب، مثل: نجم مانشستر يونايتد (زيدان إقبال)، المحترف في الدوري السويدي (آلاي فاضل)، لاعب كوينز بارك رنجرز (ألكسندر أوراها)، والمصاب (بلند حسن).
مواجهة محتملة مع إسرائيل
بعد التأهل المونديال طُرحت أسئلة تتعلق بإمكانية مواجهة منتخب إسرائيل الذي تأهل إلى المنافسة العالمية عبر قارة أوروبا، وما إذا كان منتخب شباب العراق سينسحب من الدور المجموعات في حال تواجد مع منتخب الكيان الصهيوني.
عن ذلك، يقول المنسق الإعلامي لمنتخب الشباب إن "العراق لو وقع في مجموعة واحدة معهم [المنتخب الإسرائيلي] فأن القرار بالتأكيد سيكون أكبر من الجميع تحدده الدولة العراقية وأيضًا لظروف كثيرة".
وأضاف في حديث لـ"ألترا عراق"، "لا يمكن الجواب عن هذا الأمر الآن، فهي افتراضات إلى الآن ولا يوجد شيء رسمي بمواجهتهم".
مطالبات توجّه لاتحاد الكرة العراقي بمخاطبة الاتحاد الدولي لغرض عدم جمع العراق وإسرائيل في مجموعة واحدة
وطرح متابعون مخاوف من قرارات قاسية من الممكن أن يتخذها الاتحاد الدولي لكرة القدم بحق العراق، في حال انسحابه من مواجهة إسرائيل، إذ "سيعتبر انسحاب العراق مخالفة للنظام الأساسي الذي يمنع زج الدين والسياسة بالرياضة".
وطالب رياضيون وإعلاميون، اتحاد كرة القدم العراقي، بمخاطبة (فيفا)، الذي سبق وأن اتخذ إجراءً بإبعاد منتخبي روسيا وجورجيا عن بعضهما في ذات المجموعة على خلفية طلب المنتخبين نتيجة الخلافات السياسية.