11-أغسطس-2021

رجح مراقبون انضمام القضية إلى سجل "الإفلات من العقاب"

الترا عراق - فريق التحرير

في مشهد قلَّما شهدته البلاد لمسؤول بعد 2003، شيّع الآلاف في كربلاء مدير البلدية عبير الخفاجي الذي قتل على يد شخص يشتبه بصلته بسياسي كبير ومسؤول بارز في حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.

أكّد محافظ كربلاء اعتقال "قاتل" الخفاجي فيما صدرت أوامر باحتجاز القوة الأمنية المرافقة

وأعلن المحافظ، فجر الأربعاء 11 آب/أغسطس، اعتقال "القاتل"، بعد أوامر صدرت من وزير الداخلية عثمان الغانمي بـ "احتجاز" القوة الأمنية التي كانت ترافق الخفاجي "لعدم أداء واجبهم وعدم قدرتهم على منع حصول هذا الحادث".

قوة تتفرج!

وأظهر مقطع مصور رجلاً يرتدي الزي العربي يطلق النار على الخفاجي من مسافة قريبة جدًا، ثم يصيح فوق رأسه، أمام أنظار عناصر القوة الأمنية المرافقة، قبل أنّ يهرب من الموقع.

الحادثة "لم تكن صدفة أو لحظة انفعال" من القاتل، كما يؤكد ضابط في الشرطة تحدث لـ "الترا عراق"، عن الحادثة ودوافعها، مشيرًا إلى أنّ "القاتل يشغل بستانًا أقام على أرضه المملوكة للدولة بناية تجارية كبيرة"، مبينًا أنّ البناية "تطل على الشارع الرئيسي لمنطقة المعملجي في مركز محافظة كربلاء".

اقرأ/ي أيضًا: اغتيال مسؤول بالرصاص في كربلاء

وأوضح الضابط مشترطًا عدم كشف هويته، أنّ "المنطقة تقع ضمن مشروع لتوسعة مدينة كربلاء ومد طريق جديد، وهو في مراحله الأخيرة ما يوجب إزالة مباني ومنازل المتجاوزين"، مشيرًا إلى أنّ "عشيرة القاتل وبعض المتجاوزين كانوا قد توعدوا مدير البلدية في حال الإصرار على إزالة المباني، لكن الخفاجي لم يرضخ".

إصرار وترصد..

وأكّد الضابط، أنّ "القاتل كان ينتظر اللحظة المناسبة لينفذ عملية الاغتيال، على خلفية تهديد سابق أطلقه وعشيرته ضد مدير البلدية، وقد حدث ذلك فعلاً على الرغم من وجود قوة أمنية كانت ترافق الخفاجي"، مبينًا أنّ "القوات الأمنية اعتقلت اثنين من أبناء القاتل أيضًا".

الموقع الذي شهد اغتيال مدير البلدية

وبيّن الضابط، أنّ "القوة قامت بتسليم المعتقلين إلى قيادة عمليات كربلاء، وهناك لجنة تحقيقية تم تشكيلها برئاسة المحافظ وقائد العمليات وقائد الشرطة ومديرية الاستخبارات، فضلاً عن وجود فريق مختص لتحليل بيانات الكاميرات في التقاطعات المرورية القريبة من موقع الحادث".

تحريض.. الفصائل مجددًا!

ومع الكشف عن هوية القاتل سارع صحافيون وناشطون إلى مشاركة تقرير يحرض بشكل واضح على مدير البلدية ويتوعده على خلفية حملة سابقة في ذات المنطقة.

ويظهر التقرير، الذي بثته في آيار/مايو الماضي قناة تلفزيونية تابعة لأحد الفصائل المسلحة ويشرف عليها اتحاد الإذاعات الممول إيرانيًا، القاتل وهو يوجه اتهامات إلى مدير البلدية.

وانحاز التقرير الذي تابعه "الترا عراق"، بشكل واضح إلى المتجاوزين على الرغم من الإشارة إلى قانوينة إجراءات مدير البلدية ضد المتجاوزين.

ما علاقة المالكي؟

وتداول صحافيون معلومات وصورًا تشير إلى صلة القاتل بائتلاف دولة القانون في كربلاء.

وتقول المعلومات، إنّ ‏القاتل ينتمي إلى حزب الدعوة و"يرتبط بشكل مباشر بأحمد المالكي "أبو رحاب" القيادي في ائتلاف دولة القانون والمسوؤل البارز وصهر رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.

كما تشير، إلى أنّ "القاتل" قاد حملات سابقة ضد مدير البلدية لمنع رفع أعداد كبيرة من المباني التي أقامها على أراض مملوكة للدولة.

ولم ينف ائتلاف دولة القانون هذه المعلومات، لكنه طالب في بيان بـ "ملاحقة المجرم وتقديمه للقضاء لينال جزاءه"، محذرًا من "خطورة هذا النوع من الجرائم".

"الإفلات من العقاب".. العشائر والمحافظ!

لكن محاسبة القاتل ومواجهة القضاء "أمر مستبعد"، كما يقول مراقبون مستندين إلى سجل طويل من "إفلات الجناة والقتلة ومرتكبي الانتهاكات من العقاب".

ويقول صحافي بارز من محافظة كربلاء لـ "الترا عراق"، إنّ "تسوية عشائرية ستحسم القضية في الغالب بعيدًا عن القضاء، كما حدث سابقًا في قضايا كثيرة".

محافظ كربلاء نصيف الخطابي مع مدير البلدية عبير الخفاجي

ويؤكد الصحافي الذي تحدث شرط إخفاء هويته للحفاظ على حياته، أنّ "محافظ كربلاء نصيف الخطابي جزء من معادلة نفوذ العشائر والفصائل المسلحة، وقد لاحت بالفعل مؤشرات على إغلاق القضية بإظهارها كخلاف عشائريّ بين القاتل ومدير البلدية".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

أذرع الفصائل تتلطخ بدماء قوات الأمن.. هل يجرؤ الكاظمي على فتح النار؟

مدن العشوائيات "المقدّسة"