13-يونيو-2023
عطل كهرباء ملعب المدينة

نظرة على افتتاح بطولة غرب آسيا للمنتخبات الأولمبية في العراق (تويتر)

شهد افتتاح بطولة غرب آسيا للمنتخبات الأولمبية في العراق، انقطاعًا للتيار الكهربائي في ملعب المدينة الدولي، كما لوحظ ضعف الحضور الجماهيري خلال مباريات البطولة، ما طرح تساؤلات عديدة في الشارع الرياضي عن أسباب ضعف الحضور، مع تلميحات حول وجود تعمّد في قطع الطاقة الكهربائية عن الملعب.

انقطعت إنارة ملعب المدينة قبل مباراة العراق والأردن

وانقطع التيار الكهربائي قبل بدء مباراة المنتخب الأولمبي العراقي مع نظيره الأردني، في بطولة غرب آسيا، ليعم الظلام أرجاء ملعب المدينة، ويتأخر انطلاق المباراة 25 دقيقة عن الموعد المحدد.

ولم تكُ مدرجات ملعب المباراة تغص بالجماهير كما حدث في بطولة خليجي 25 في محافظة البصرة، حيث كانت فيه الجماهير تتدافع من أجل الحصول على مقعد لمشاهدة مباريات المنتخب الوطني.

ملعب المدينة
صورة توضح المقاعد الخالية في ملعب المدينة خلال مباراة العراق والأردن (فيسبوك)

 

 

 

الكهرباء: لا علاقة لنا بانقطاع الكهرباء

بعد انتهاء المباراة بتعادل المنتخب الأولمبي العراقي مع نظيره الأردني بهدفين لهدفين، طُرحت تساؤلات عن سبب انقطاع التيار الكهربائي وإن كان الأمر مقصودًا أو لا. وكان أول الأجوبة من وزارة الكهرباء التي أكدت أن "كهرباء الملعب جاهزة تمامًا، وأن ما حصل من انطفاء لإنارة الملعب الرياضي لا يتعلق  بالوزارة، ولم يكن هنالك أي خللٍ بمغذيات الملعب الرياضي وجميعها كانت بالعمل ولم تنفصل نهائيًا".

وأشارت الوزارة بيان إلى أن "ما حصل هو إجراء (داخل الملعب) بقواطع الدورة، ما أدى إلى فصل الكهرباء عن تراكيب الإنارة بشكل جزئي" إذ أن تشغيل كهرباء الملاعب الرياضية أثناء المباريات يلزم أن يكون "على المولدات الكهربائية" وفق لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم، كما تؤكد الوزارة.

هتف المحتجون ضد الحاكمين في البلاد بعد انقطاع الكهرباء

وشهدت مدرجات ملعب المدينة الدولي، هتافات من الجماهير الحاضرة 

اعتاد المتظاهرون على ترديدها ضد السياسيين والأحزاب، وهي "شلع قلع كلهم حرامية"، في اعتراض على ما حصل من انقطاع للكهرباء.

 

قطع الكهرباء متعمّد؟

يقول مصدر مطلع في حديث لـ"ألترا عراق" إن "الكاميرات الخاصة بملعب الحبيبية رصدت شخصين يدخلان إلى غرفة ما يُعرف بالجوزات [غرفة التحكم] التي يُمنع دخولها إلا لأصحاب الشأن" ويضيف: "فور وصولهما إلى الغرفة تم قطع الكهرباء في الملعب".

المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أكد ما نقلته صفحة متخصصة في موقع فيسبوك، عن "اعتقال 5 أشخاص" على خلفية انقطاع الكهرباء في ملعب المدينة، وهم "قيد التحقيق الآن من أجل الوصول إلى الفاعل الرئيس والمتسبب بهذه القضية".

لكن المصدر لفت إلى أن قطع الكهرباء ليس العمل الأول، بل سبقته حادثة قبل 4 أيام، حيث "

تم وضع مادة السكر مع "الدهن" الخاص بالمولدات من أجل تعطيلها وتم كشف الأمر في اللحظات الأخيرة"، فيما لم يُعلن عن الحادثة لكي "لا تصير ضجة" قبل افتتاح البطولة، وفق المصدر.

 

سوء تسويق وتذاكر غالية

ولم يكن الحضور الجماهيري على المدرجات بالمستوى المطلوب، وفق مراقبين رياضيين، رغم أن المباراة هي للمنتخب العراقي وعلى أرض العاصمة بغداد، أما سبب ذلك، فيعود بحسب الإعلامي غيث جمال إلى "التسويق الخاص بالبطولة" وهو ما "يتحمله اتحاد غرب آسيا واتحاد كرة القدم العراقي" على حد تعبيره.

لا يناسب سعر بطاقة الدخول إلى ملعب المدينة الأوضاع الاقتصادية لسكان المنطقة

ملعب المدينة

 

وليست المسألة الدعائية هي السبب الوحيد، بل سعر التذكرة أيضًا، وفق جمال، الذي قال  في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "ملعب المدينة يوجد في منطقة أغلب سكانها من الطبقة الفقيرة" بينما كان مبلغ البطاقة الواحدة 10 آلاف دينار وهو "باهظ بالنسبة لهم حيث كان يجب أن تكون بسعرها المعتاد 5 آلاف دينار".

ويلفت جمال الذي حضر اللقاء قبل ساعات، إل

ى أن "الكثير من الجماهير كانت أمام بوابة الملعب الرئيسة وتنتظر إما تخفيض أسعار التذاكر أو السماح بدخولهم بشكل مجاني  وهو ما حدث مع بدء مجريات الشوط الثاني حيث تم إدخال جزء من الجماهير دون امتلاكهم للتذاكر".

ورجّح الإعلامي أن تشهد المباراة المقبلة لمنتخب العراق الأولمبي أمام الإماراتي "حضورًا أقل للجماهير لأنها تتزامن مع موعد مباراة المنتخب الوطني الأول أمام كولومبيا في إسبانيا".

 

"حرب ضد اتحاد الكرة"

لم تكن التغطية الإعلامية بالمستوى الذي شهدته بطولة خليجي 25، وفق ما رصده إعلاميون، حتى أن الإعلاميين والمصوريين الذين يغطون الحدث كانو أقل مما كان في خليجي البصرة، وهو ما يؤكده المصور الخاص بنادي الزوراء يحيى إبراهيم الذي تواجد في المباراة، وعزى السبب إلى "الحرب ضد اتحاد الكرة".

قال مصور إن حربًا ضد اتحاد الكرة قللت من التغطية الإعلامية لغرب آسيا

ويقول إبراهيم في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "أغلب القنوات الفضائية العراقية لم تأخذ البطولة على محمل الجد بسبب مشاكل ضد اتحاد الكرة وهذا جعل الترويج قليلًا لها"، وفق تعبيره، متوقعًا أن تحضر الجماهير بشكل أكبر مع استمرارية المباريات وكذلك الحال بالنسبة للإعلاميين والمصورين.

 

النوع والامتحانات والحرارة وعدد المنتخبات

نوع البطولة - غرب آسيا للمنتخبات الأولمبية - لايمكن مقارنتها بحدث من بطولة الخليج وتحديدًا في البصرة، وفق ما يرى عضو المكتب الإعلامي لاتحاد الكرة العراقي ميثم الحسني، الذي قال إن "عمر بطولة الخليج 55 عامًا بينما هذه الدورة الرابعة لبطولة غرب آسيا".

وحول الحديث عن ضعف الترويج الدعائي للبطولة، يخالف الحسني

 في حديث لـ"ألترا عراق" ما تحدث به مصور الزوراء، ويقول إن "جميع القنوات [الفضائية] تتناول ملف البطولة منذ أيام لكن البطولة ليست للمنتخب الأول من جانب، إضافة إلى حدوثها في فترة فصل الصيف الحار والامتحانات النهائية للجامعات والمدارس، ما ساهم بانخفاض نسبة الجماهير".

ويقر الحسني بأن "الدعاية في الشارع كانت ضعيفة"، لكنه يُرجع أحد الأسباب الأسياسية كذلك إلى "

هو عدم حسم المنتخبات المشاركة في البطولة حتى الأيام الأخيرة وهذا الأمر جعل صعوبة في طبع الملصقات الخاصة بالبطولة والإعلان عن المنتخبات المشاركة".

لا توجد أخبار عن تخفيض أسعار التذاكر حتى الآن

عن انقطاع التيار الكهربائي في الملعب، أوضح أن رئيس اتحاد الكرة عدنان درجال "يتابع بنفسه الملف والوقوف على المشكلة الأساس التي أدت إلى انطفاء أنوار الملعب". 

أما موضوع  تذاكر المباريات التي وصفت بـ"باهظة الثمن"، قال إعلامي الاتحاد: "لا يوجد إلى الآن خبر عن تخفيض التذاكر أو الإبقاء على أسعارها وهو أمر بين الشركة المسؤولة عن ترويج التذاكر ودرجال حصرًا".

 

لا تنسيق مع روابط الأندية الجماهيرية

أقدم الاتحاد العراقي لكرة القدم على التنسيق في بطولة خليجي 25 في البصرة مع روابط الأندية الجماهيرية، من أجل الحضور ومساندة المنتخب الوطني ودعم البطولة.

لكن ما حدث في بطولة غرب آسيا كان مختلفًا، وفق

 نائب رئيس رابطة مشجعي نادي القوة الجوية مهند الساعدي، الذي قال إن "اتحاد الكرة لم يتواصل معهم لمؤازرة المنتخب أو وضع خطة لضمان تواجد أكبر عدد من الجماهير".

غاب التنسيق بين اتحاد الكرة وروابط الأندية الجماهيرية لحضور المباريات

وعن إمكانية إصلاح الأمر من قبل اتحاد الكرة، والتواصل مع الروابط من جديد، رأى الساعدي في حديث لـ"ألترا عراق"،

  صعوبة في ذلك "خاصة مع المباراة المهمة التي بانتظار نادي القوة الجوية أمام الزوراء بعد عشرة أيام تقريبًا وهذا يصعّب التفكير بأي جانب آخر".