14-سبتمبر-2021

موظفون بلا شهادات (فيسبوك)

لا يمكن اعتبار نسب الأمية قليلة في العراق نظرًا للظروف الاقتصادية والحروب التي شكلت عائقًا للكثيرين في مواصلة الدراسة، فضلًا عن ظروف الحصار الذي مر به العراق بعد حرب الخليج، وترجع وزارة التربية العراقية أسباب ارتفاع نسب الأمية في العراق، إلى الأوضاع الاقتصادية والحروب، وآخرها الحرب ضد تنظيم "داعش"، وما أفرزته موجات النزوج في عدة محافظات، فيما ترجح أن "يكون هناك 5 ملايين أميّ في البلاد".

أرقامهم غير معروفة 

ومع الأرقام التي تُعرض، لكن لا توجد إحصائية رسمية لأعداد الأمية في العراق بسبب عدم وجود تعداد سكّاني في البلاد، بحسب المتحدث باسم جهاز محو الأمية في وزارة التربية، مؤيد العبيدي الذي يقول إن "آخر تعداد كان عام 1997، ما يجعله ضروريًا لكون أي تعداد سيعطي قاعدة بيانات كاملة لكل المجتمع بما فيها أعداد هذه الفئة، لافتًا إلى أن "الجهات الرسمية تعتمد بعض الأحيان على بيانات منظمات دولية معنية بهذا الشأن عن طريق استطلاعاتها".

لا توجد ضوابط معينة في العراق تلزم الأهالي بإدخال أطفالهم إلى المدارس ودور التعليم المختلفة

وبيّن العبيدي في تصريح لـ"ألترا عراق"، أن "هناك أقسامًا لمحو الأمية في جميع مديريات التربية بعموم البلاد وتعمل وفق قانون، كما يوجد مجلس لمحو الأمية في كل محافظة يرأسه المحافظ ويعاونه مدير تربية المحافظة ورئيس القسم المختص، مضيفًا "لدينا 9 دفعات جرى تخريجها بأقسام محو الأمية منذ عام 2012 ولغاية الآن، وستنطلق قريبًا الدفعة العاشرة مع بداية العام الدراسية 2021-2022".

ويشير العبيدي إلى أن "الدفعة التاسعة قد تخرجت من 1200 مركز بعموم العراق، وهي دفعة 2020-2021 بعد امتحانهم بمرحلتي الأساس والتكميل، ثمّ جرى منحهم شهادة معادلة للصف الرابع الابتدائي، مع إمكانية إكمال الصفوف الأخرى تدريجيًا في كل عام".

                                         قناتنا على تلغرام.. تغطيات مُحايدة بأقلام حرّة

وكان العراق يعد من البلدان الأولى عالميًا بمستوى التعليم لغاية ثمانينيات القرن الماضي وفقًا لتصنيفات منظمة اليونسكو العالمية، إلا أن المنظمة ذاتها حدثت تصنيفاتها لتضعه ضمن أكثر البلدان التي تعاني صعودًا كبيرًا في نسب الأمية يتجاوز 47% (للأعمار بين 6 -55 عامًا)، كما لا توجد في العراق ضوابط معينة تلزم الأهالي بإدخال أطفالهم إلى المدارس ودور التعليم المختلفة، لكن هناك محاولة لتدارك الخطر المتفشي، وهو ما أثبتته خطوة تشكيل هيئة لمحو الأمية التابعة لوزارة التربية في عام 2011 لتضم ممثلين عن تسع وزارت، بالإضافة إلى دواوين الأوقاف ونقابة المعلمين والمجتمع المدني، حيث تهدف لوضع الضوابط العامة لمحو الأمية وميزانية التنفيذ وإقرار المناهج والكتب ومواعيد الدراسة وضوابط اختيار المعلمين.

موظفون بلا شهادات

وفي إجابته حول الدعم الدولي لفئة الأمية في العراق، أوضح المتحدث باسم جهاز محو الأمية في وزارة التربية، أن "منظمة اليونسكو تتابع وتتواصل مع وزارة التربية بجهود محو الأمية والإشراف على المراكز التي تفتتح لهذا الغرض، فضلًا عن رفد هذه الفئة لتخريجهم بالشكل الملائم وأيضًا تقوية مهاراتهم بمختلف المهن مثل الخياطة وتعلم الحاسوب والحرف الأخرى وهي مدعومة ماليًا بشكل مستمر".

أما عن الدعم والتمويل الحكومي، بيّن العبيدي، إن "الجهات المسؤولة عن هذه المهام حكوميًا تمارس عملها بإمكانيات قليلة متوفرة لتقديم كافة الخدمات لفئة الأمية وتعزيز وجودها في المجتمع، لافتًا إلى أن "جهاز محو الأمية قد أطلق في 2016 برنامجًا لمكافحة محو الأمية في وزارات الدولة، وهو مستمر لغاية اليوم لوجود موظفين ومنتسبين أميين لم يحصلوا على الشهادة الدراسة في فترات حياتهم السابقة ومضى بهم العمر بهذا الشكل، ولهذا وضع برنامج خاص لهم لدعمهم بالحصول على شهادة محو الأمية، كما جرى فتح مراكز لهم بعد إرسال الوزارات لإعدادهم الكاملة".

اقرأ/ي أيضًا: التخطيط تستبق اليونسكو في إعلان نسب الأمية في العراق

وبمرور اليوم العالمي للأمية في العراق، فقد اعترف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، خلال لقاءه عدد من التربويين، بـ"سوء الإدارة، والفساد، وعدم وجود كادر حقيقي للتربية ساهم كله في تدني مستوى التعليم، مبينًا "علينا أن نأخذ خطوات صحيحة في دعم وزارة التربية والكادر التربوي والتعليمي"، لافتًا إلى أن "ما تم صرفه خلال العقود الماضية في الحروب والصراعات، وما تم هدره في الفساد والسرقات، لو تم استثماره في المجالات السابقة كان العراق سيغدو في وضع آخر اليوم، كما أن الموازنات السابقة في مجال التعليم شيء مخجل".

المستفيدون في 9 سنوات

وعن الأعداد التي جرى تخرجها من الدورات التدريسية، فقد كشف المتحدث باسم جهاز محو الأمية، عن امتحانات شهرية في جميع المحافظات تجري بشكل دائم تسمى بـ"امتحان انصاف المتعلمين"، وتقوم عليها لجنة مختصة لاختبار ممن يعرفون القراءة والكتابة، لكن لا يملكون الشهادة الدراسية ما يسهل إمكانية حصولهم على فرصة رسمية، وغيرهم ممن ليس لديهم أي خبرة.

ويضيف العبيدي، أن "عدد المستفيدين على مدى 9 سنوات، يبلغ أكثر من مليوني شخص استفادوا من برامج محو الأمية في جميع محافظات العراق، ما عدا إقليم كردستان عبر البرامج المقدمة منذ عام 2012 ولغاية 2021، مشيرًا إلى أنه "بالإضافة لذلك يوجد مراكز لمحو الأمية في مخيمات النازحين بالمحافظات الشمالية نتيجة الحرب ضد داعش وقد تم تأهيل الأعداد الكبيرة منهم".

 وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء في عام 2020، فإن نسبة الأمية في العراق بين السكان الذين تزيد أعمارهم عن 10 سنوات، بلغت 13%، وترتفع النسبة بين الإناث ممن تزيد أعمارهن عن 10 سنوات، لتصل إلى 18%، فيما تنخفض بين الذكور إلى 8%، كما يشير إلى أن 87% من الأفراد ممن تزيد أعمارهم عن 10 سنوات فما فوق، ليسوا أميين، من بينهم 82% من النساء، لسن أميات، مقابل 92% من الذكور، ليسوا أميين.

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

أرقام صادمة للأمية في العراق.. ما هي الأسباب؟

جهاز محو الأمية: شهادة المتخرجين منا معادلة للرابع ابتدائي