الترا عراق - فريق التحرير
بعد ساعات من تناول قضيته في برنامج ساخر، أفرجت السلطات عن العميد خلدون الخربيط الذي اعتقل في الأنبار إثر التعبير عن رأي معارض لرئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي وحليفه خميس الخنجر عبر حسابه في فيسبوك.
تعرض الضابط إلى اعتقال واستجواب إذا رأي معارض لرئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي
وداهمت قوة من الاستخبارات، الأسبوع الماضي، منزل العميد في الرمادي واقتادته إلى أحد مراكز الاحتجاز الرسمية وفق أمر استقدام لـ "غرض الاستفسار والتحقق من معلومات"، وفق شاهد مقرب من عائلة الضابط.
وقال الشاهد لـ "الترا عراق"، إنّ "الخربيط قضى عدة أيام في الاعتقال وتعرض خلالها للاستجواب عن رأي كتبه في فيسبوك تضمن تأييدًا للخطاب المعارض الذي ألقاه سطام أبو ريشة ابن زعيم صحوة الأنبار السابق، وآخر انتقد فيه تخصيص قطعة أرض إلى مقبرة وإحالتها للاستثمار".
اقرأ/ي أيضًا: بـ "مباركة الحلبوسي".. سجون الأنبار تتحول إلى مراكز تعذيب وحلاقة الرؤوس
وأضاف مشترطًا عدم كشف هويته خشية التعرض إلى الاعتقال، أنّ "المعلومات تشير إلى أنّ عملية الاعتقال جرت بدفع من الحلبوسي والخنجر، حيث روجت صفحات على صلة بهما لخبر الاعتقال على الفور، بهدف تخويف من يفكر بانتقادهما في محافظة الأنبار".
وأكّد المتحدث، أنّ "اعتقال العميد جاء في سياق عمليات سرية سابقة طالت شخصيات وازنة في الأنبار بعد إبداء اعتراضها على تحركات الحلبوسي والخنجر أو انتقاد نفوذهما، لكن الأخيرة جوبهت برد فعل كبيرة ما دفع السلطات إلى الإفراج عن الخربيط"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنّ "العميد لم يعرض على محكمة وظل في موقع احتجازه قبل أن يطلق سراحه بعد إنهاء التحقيق".
وكان السياسي عزت الشابندر المقرب من الإطار التنسيقي قد أكّد إطلاق سراح الخربيط بعد ساعات من عرض البرنامج الساخر.
وأشار الشابندر عبر حسابه في فيسبوك، إلى أنّ الإفراج عن العميد المعتقل جرى بتدخل مباشر من وزير الدفاع جمعة عناد.
ولم تصدر وزارة الدفاع أي تعليق رسمي حول أسباب اعتقال العميد الخربيط أو إجراءات إطلاق سراحه.
وسبق أنّ عرض أحمد البشير مقدم البرنامج الساخر الشهير "البشير شو" قضية الخربيط، مستغربًا أنّ تطال عملية اعتقال غامضة عميدًا في وزارة الدفاع لمجرد التعبير عن رأي سياسي معارض، في حين تعجز السلطات عن تطبيق القانون بحق شخصيات سياسية تحظى بدعم جهات نافذة ومن بينهم سطام أبو ريشة ذاته.
ويقود أبو ريشة حملة سياسية ضد الحلبوسي والخنجر في الأنبار، ويتهمهما بـ "تزوير الانتخابات في المحافظة والهيمنة على جميع المؤسسات والنشاطات في المحافظة".
وتحدث أبو ريشية لـ "الترا عراق"، عن التحضير لـ "مؤتمر عشائري كبير لمواجهة هذا النفوذ القمعي في الأنبار عبر عرض أدلة على تزوير الانتخابات في المحافظة لصالح تحالفي تقدم وعزم"، مؤكدًا أنّ "التحالفين لا يمتلكان قاعدة جماهيرية كبيرة في المحافظة".
بالمقابل، يُتهم أبو ريشة بـ "محاولة انتزاع جزء من السلطة التي هيمن عليها الحلبوسي بـ "دعم من أطراف شيعية نافذة" من بينها فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي.
يتعرض ناشطون وأصحاب رأي إلى "عمليات ترهيب" في الأنبار والموصل والمناطق المحررة
ويقول ناشط في الأنبار، تحدث شرط إخفاء هويته، إنّ "المحافظة تشهد صراعًا كبيرًا على الزعامة تدعمه جهات إقليمية، في ظل تعتيم إعلامي وقمع متواصل للأصوات التي تنادي بالقضايا الحقيقية والوطنية".
ويضيف الناشط لـ "الترا عراق"، أنّ "عمليات الترهيب ضد المعارضين بالرأي" لا تقتصر على محافظة الأنبار، بل تمتد إلى جميع المناطق المحررة، وهو رأي اتفق معه متفاعلون، مشيرين إلى أحداث مماثلة في الموصل ومناطق أخرى، وسط دعوات للتركيز على هذا النوع من القضايا بهدف "إجبار السلطات على الإفراج عن معتقلي الرأي".
اقرأ/ي أيضًا:
اعتقال نشطاء في الأنبار.. دعم الاحتجاجات في "فيسبوك" ممنوع!
بسبب منشور كتبه على "فيسبوك".. اعتقال ناشط وحلق شعره في الأنبار!