الترا عراق - فريق التحرير
في الذكرى السادسة لحادثة سبايكر والتي راح ضحيتها أكثر من 1700 شخص على يد مسلحين من تنظيم "داعش" المتطرف، كشف الخبير في المجال الأمني هشام الهاشمي عن شهادة 3 من أبرز قادة التنظيم حول ملابسات الحادثة.
نشر الهاشمي شهادة 3 من أبرز قادة تنظيم "داعش" حول حادثة سبايكر
وكتب الهاشمي في تدوينة، السبت 13 حزيران/يونيو، "سؤال وجهته الى ثلاثة من كبار قيادات داعش، في السجون العراقية، محكوم عليهم بالإعدام ينتظرون تنفيذ الحكم، من المتوحش الذي أخذ قرار غدر طلاب سبايكر، ولماذا لم تبادلونهم بسجنائكم؟".
ونشر الهاشمي جواب الشخصيات الثلاث وهم أبو زيد العراق مسؤول الهئات والمناهج التعليمية لداعش، عبد الناصر قرداش، رئيس اللجنة المفوضة لتنظيم داعش قبل مقتل البغدادي، ومحمد علي ساجت عديل البغدادي وأمين سره وساعي بريد الخليفة.
أبو زيد العراقي:
"من قام بأخذ القرار هو أبو مسلم التركماني، ولا أحد يستطيع أن يعترض فهو مسؤول فرع العراق، وفرحة السيطرة على نينوى كانت بالنسبة له كفتح مكة، بل هي الحسنة التي تغفر له كل فعل متوحش يفعله، من نفذ أوامر أبو مسلم التركماني، مجموعة كبيرة غالبيتهم من العراقيين، ربما يقدر عديدهم بنحو 150-200، يختلفون تمامًا عن المقاتلين الذين عرفتهم خلال فترة الزرقاوي وأبو حمزة المهاجر، الذين عرفتهم كانوا قادرين على سرد تاريخيهم القتالي وصلاتهم بالعشائر والمساجد، أما هؤلاء فغالبهم ممن يحكون قصصًا وحكايات متوحشة من أفعالهم في جنوب نينوى وغرب صلاح الدين، علمت أن معظمهم من العناصر الوظيفية "المرتزقة" الذين أصبحوا بعد عام 2006 بلا جذور اجتماعية ولا عمل ولا أموال ولا هوية دينية واضحة، وكان إيمانهم الضعيف الحديث جاء عن سماعات خطب رديئة زرعت في نفوسهم الكراهية للشيعة وكل من هو ليس بمسلم سني، كانت تلك الخطب هي السند الوحيد الذي يبرر لهم تلك الوحشية في غدر الأسير والتمثيل بجثته".
عبد الناصر قرداش:
"لم أشاهد حادثة سبايكر كنت يومها والي المنطقة الشرقية في سورية وهي من جنوب الرقة وحتى شرق نهر الفرات، لكن سمعت أن القرار أحادي اتخذه أبو مسلم التركماني، ومعه القسم الأمني المسؤول عنه أبو جرناس رضوان الحمدوني.
التقيت بالتركماني بعد سبايكر في الرقة، وكان يقول: إن أكثر عملية بعد السيطرة على نينوى غيرت مسارات الحرب وأرعبت السنة والشيعة هي سبايكر، فكثير من القرى والمدن سقطت بعد سبايكر، على يد قوة صغيرة من مفارز التنظيم، وهذا الرعب كان أحد أسبابه حادثة سبايكر، فلأول مرة منذ 10 سنوات يسيطر عناصر التنظيم على قرى ومدن الصحوات والعشائر المرتدة بدون أن يجدوا من يقاومهم، وكان هذا ما جعل القوات الحكومية تستغرق وقتًا طويلاً من أهوال صور الإعدامات التي نشرت..، لم يكن لدينا فرصة أن نفكر إلا في الوصول إلى شمال بغداد وإخراج السجناء من سجن التاجي، ولم نفكر ولو لحظة واحدة أن عشائر الضلوعية والدجيل وبلد وسامراء سوف يقفون مع الفصائل المسلحة الشيعية لمنع تقدمنا نحو سجن التاجي، ولذلك رفضنا فكرة إبقاء 500 من طلاب سبايكر من أجل عقد صفقة مع حكومة بغداد لإطلاق سراح سجناء التنظيم في السجون العراقية".
محمد علي ساجت:
"كنت في جنوب الرقة قريبًا من البغدادي ولم أطلع عن كثب على واقعة طلاب سبايكر، لكن سمعنا الأخبار من الراديو، والبغدادي كان يسجد فرحًا بهذه الأخبار، أخبار أن مفارز التنظيم أصبحت على الأسوار الشمالية لبغداد، لم أسمع من البغدادي الذي كان بقربه أبو محمد العدناني وأبو محمد فرقان إلا تبادل التبريكات والتهاني، يخططون لأمر كبير، وطلب منا البغدادي أن نوصل رسائل إلى جميع قادة الشرقية وعليهم التوسعة على الناس بالمال فرحًا.
سبايكر كانت تعني للبغدادي جيش الرعب الذي يقود مسيرتهم إلى بغداد، وأبو محمد فرقان مسؤول الإعلام المركزي كان له صوت جميل ينشد الأناشيد فرحًا باقتراب مفارز التنظيم من شمال بغداد، وكانوا يحضرون لاقتحام معسكر وسجون التاجي، ويخططون إلى قطع طريق مطار بغداد الدولي، لا أذكر الكثير عن سبايكر هذا فقط ما اسعفتني به الذاكرة، بالنسبة لي سبايكر وحشية مفاجئة لم يخطط لها، كان قرارًا ارتجاليًا لأبي مسلم التركماني ولمساعده رضوان الحمدوني، فقد كان واضحًا أن قرار التركماني قد نجح في إرهاب عشرات العشائر ومئات القرى التابعة للصحوات من إخفاء سلاحها وأن يخيف مدن كبيرة في صلاح الدين، وكانت هناك خطب رنانة وحماسات لخطباء الجمعة من انصار التنظيم تبرر وتشيد بعملية سبايكر، ففي الأيام الأولى من سقوط نينوى، البغدادي كان يميل إلى هكذا عمليات شديدة القسوة والوحشية من القتل بالغرق والإحراق وقطع الرؤوس والرمي من شاهق... حيث كان يزعم أنها فرصة التمكين بالرعب ولا بد من استثمارها ونشرها إعلاميًا وعلى الهيئات الشرعية برهنة ذلك بالأدلة والنصوص".
اقرأ/ي أيضًا:
"صورني وي الشهداء".. سبايكر "تدين" حكومة جديدة بالفساد وحماية "المجرمين"!
اعتقال "أخطر" المشاركين بـ"جريمة سبايكر" في الموصل