أصدرت الحكومة العراقية، يوم السبت 3 شباط/فبراير 2024، بيانًا أعلنت فيه مقتل وإصابة 41 شخصًا خلال القصف الأمريكي على مناطق غربي العراق، رافضة الحديث الأمريكي عن التنسيق معها قبل قصف مقرات الفصائل.
وقال الناطق باسم الحكومة باسم العبودي، في بيان اطلع عليه "ألترا عراق"، إن "الجانب الأمريكي عمد بعد ذلك إلى التدليس وتزييف الحقائق، عبر الإعلان عن تنسيق مُسبق لارتكاب هذا العدوان، وهو ادعاء كاذب يستهدف تضليل الرأي العام الدولي، والتنصل عن المسؤولية القانونية لهذه الجريمة المرفوضة وفقاً لجميع السنن والشرائع الدولية".
وأوضح العبودي أن "الإدارة الأمريكية أقدمت على ارتكاب عدوان جديد على سيادة العراق، إذ تعرضت مواقع تواجد قواتنا الأمنية، في منطقتي عكاشات والقائم، فضلًا عن الأماكن المدنية المجاورة، الى قصف من عدة طائرات أمريكية"، وقد "أدى هذا العدوان السافر إلى ارتقاء 16 شهيداً، بينهم مدنيون، إضافة إلى 25 جريحًا، كما اوقع خسائر وأضرارًا بالمباني السكنية وممتلكات المواطنين".
الناطق باسم الحكومة قال إن "هذه الضربة العدوانية، ستضع الأمن في العراق والمنطقة على حافة الهاوية، كما أنها تتعارض وجهود ترسيخ الاستقرار المطلوب".
وأضاف: "يجدد العراق رفضه أن تكون أراضيه ساحة لتصفية الحسابات وعلى جميع الأطراف أن تدرك ذلك، فأرض بلدنا وسيادته ليس المكان المناسب لإرسال الرسائل واستعراض القوة بين المتخاصمين"، مؤكدًا أن "وجود التحالف الدولي الذي خرج عن المهام الموكلة إليه والتفويض الممنوح له، صار سببًا لتهديد الأمن والاستقرار في العراق ومبررًا لإقحام العراق في الصراعات الإقليمية والدولية".
وختم بيانه بالقول: "ستبذل الحكومة العراقية كل الجهد الذي تقتضيه المسؤولية الأخلاقية والوطنية والدستورية، لحماية أرضنا ومدننا وأرواح أبنائنا في القوات المسلحة بكل صنوفها. المجد والرفعة لشهدائنا الأبرار، والشفاء العاجل للجرحى".
تصريح الحكومة العراقية يأتي ردًا على ما قاله مسؤولون في البيت الأبيض بعد القصف، في إن الإدارة الأمريكية "أبلغت الحكومة العراقية قبل شن الضربات"، التي استهدفت "3 منشآت في العراق، و 4 منشآت في سوريا".
وكان يحيى رسول، الناطق باسم رئيس الحكومة العراقية محمد السوداني، قال إن "هذه الضربات تعد خرقًا للسيادة العراقية وتقويضًا لجهود الحكومة العراقية، وتهديدًا يجر العراق والمنطقة إلى ما لايحمد عقباه، ونتائجه ستكون وخيمة على الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة".
وكانت القيادة المركزية الأمريكية، أعلنت في الساعات الأولى من صباح السبت، قصف عشرات مواقع للحرس الثوري الإيراني والفصائل المسلحة داخل العراق وسوريا، وقالت إن القصف شمل "85 هدفًا ضد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والميليشيات التابعة له"، عبر استخدام "طائرات تضم قاذفات بعيدة المدى انطلقت من الولايات المتحدة"، كما استخدمت القوات الأمريكية بحسب البيان "أكثر من 125 ذخيرة دقيقة التوجيه".