23-مايو-2023
الحمى

انتشار واضح للحمى النزفية في محافظات العراق (Getty)

مع الأرقام المعلنة من قبل وزارة الصحة بشأن أعداد الإصابات بالحمى النزفية، تتزايد المخاوف لدى الشارع العراقي من استمرار تفشي الفيروس القاتل، وسط عجز حكومي من القضاء عليه ومكافحة مسبباته.

حصيلة الإصابات بالحمى النزفية ارتفعت إلى 119 إصابة مؤخرًا 

ويعرف مرض الحمى النزفية باسم "حمى القرم- الكونغو" النزفية، وهو واحد من مجموعة حميات نزفية فيروسية والتي تنتشر في مناطق الشرق المتوسط، من بينها العراق.

وآخر إحصائية لمرض الحمى النزفية في العراق خلال العام الحالي، بلغت 119 إصابة مؤكدة، نجم عنها 18 حالة وفاة، فيما تتصدر محافظة ذي قار معدل الإصابات المسجلة بين المحافظات.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإنّ معدل الوفيات الناجمة عن الحمى النزفية تصل إلى 40% من المصابين بها، مؤكدة عدم وجود لقاح فعال لا للإنسان أو الحيوان للوقاية من الإصابة بهذا المرض.

الحمى النزفية

أسباب الانتشار

يقول عضو الفريق الإعلامي في وزارة الصحة السابق، علي حليم الطاهر، إنّ "هناك انتشارًا واضحًا للحمى النزفية في عدد من المحافظات العراقية، الأمر الذي يدعو إلى القلق كونه مرض قاتل ويدرج ضمن الأمراض الفتاكة في لوائح الصحة العالمية". 

وفي حديثه لـ"ألترا عراق"، يعزو حليم أسباب المرض الرئيسية إلى "الذبح العشوائي المنتشر في شوارع المدن، والتقلّبات المناخية مع قلة مكافحة الحشرات من قبل وزارة الصحة". 

ولا تبدو على الحيوانات الحاملة للمرض ملامح الإصابة، وفقًا لحليم الذي يستدرك: "لكنّ المرض ينتشر سريعًا دون معرفة من قبل المواطنين".

وينصح حليم بـ"طبخ اللحوم جيدًا مع استعمال (الكفوف)، مع الإسراع في معالجة أي جرح على الجلد، وهي جميعها عوامل تساعد على الحد من الحمى النزفية".

وفي ظل هذا الانتشار، فإنّ وزارة الصحة والجهات المعنية الأخرى مطالبة بتنظيم إجراءات ذبح المواشي مع استخدام الطرق الوقائية المعروفة للحد من المرض، بحسب حليم الذي يعلّل ذلك بأنه "لا يوجد علاج فعال ضد هذا المرض، وبالتالي ليس هناك حلول سوى الاهتمام بقضية الوقاية لتلافي انتشاره وتحوله إلى وباء قد يصيب العراق".

المرض

وشهدت الأعوام الثلاثة الماضية، ارتفاعًا ملحوظًا في الإصابات بالحمى النزفية يرجعها مختصون إلى "غياب حملات التعقيم التي تجريها السلطات للحيوانات، إلا أن الجهات المعنية أكدت الانتهاء من هذا الملف بعد توفر المبيدات الخاصة، لكن الحصيلة التي سجلت هذا العام كذبت رواية الحكومة بهذا الشأن".

ويقول حيدر حنتوش، وهو اختصاصي في الأوبئة، إنّ "ارتفاع درجات الحرارة توفر البيئة المناسبة لانتشار فيروس الحمى النزفية"، مبينًا أنّ "هذه الأجواء هي وقت تكاثر حشرة الجراد وهي الناقل الرئيس لفيروس الحمى النزفية".

ووفقًا لحديث حنتوش لـ"ألترا عراق"، فإنّ عدم مكافحة حشرة الجراد على مدار السنوات الماضية تسبب بانتشار المرض في العراق، مشيرًا إلى أنّ "الفيروس يتواجد في دماء الحيوانات وينتقل إلى الإنسان عند التلامس أو أثناء عمليات الذبح".

ويضيف المتخصص بالأوبئة، أنّ "هناك العديد من المسببات وراء انتشار المرض الخطير، أبرزها ظاهرة الذبح العشوائي للمواشي في عموم المحافظات وعدم الالتزام بالأماكن المحددة"، مبينًا أنّ "هذه الظاهرة تتسبب بتلوث بيئي خطير ويساعد على انتشار الأوبئة والأمراض المعدية المختلفة".

الحمى

وضمن خطوات الحكومات المحلية للحد من انتشار المرض، أعلنت محافظة واسط، يوم الجمعة الماضي، منع دخول المواشي إلى المحافظة بسبب انتشار الحمى النزفية إلى أشعار آخر.

تحول إلى وباء 

ويعتقد أستاذ علم الأوبئة في جامعة بغداد، جواد الديوان،  أن الحمى النزفية توطن في العراق، وما يحصل اليوم هو وباء الحمى النزفية، مستدركًا "لكنّ النظام الصحي في البلاد قادر على مواجهة هذا التحدي، خصوصًا وأن الجهات المعنية تمتلك الأدوات التي تصارع هكذا نوع من الفيروسات". 

وحمّل الديوان، المواطنين مسؤولية انتشار الفيروس، كونهم "أصبحوا يرعون الحيوانات بشكل كبير في الأحياء السكنية دون رقابة، الأمر الذي ساعد على تفشيه بهذا الشكل". 

ويقول الأكاديمي لـ"ألترا عراق"، إنّ "تربية الحيوانات بهذا الشكل وانعدام تغطيس الحيوانات بمواد القاتلة للحشرات، يكرس توطن وانتشار مرض الحمى النزفية"، معتبرًا أنّ "الوقاية من الحمى النزفية يعتمد على وعي المجتمع وتجاوز هذه العادات، وتطبيق الأنظمة والتعليمات بخصوص تربية الحيوانات والجزر خارج المجازر وغيرها". 

وينتقل المرض من الإنسان المصاب إلى السليم بطرق مختلفة، منها عند التقرب للمريض ودون ملابس واقية، كما هو الحال خلال جائحة كورونا، وفقًا لحديث الديوان، الذي أضاف: "كما ينتقل عن طريق سوائل المريض (اللعاب والإدرار والبراز والدم) وكذلك عن طريق ملامسة المصاب".

العجول

كيف ينتقل المرض؟

ومؤخرًا، شهد أكثر  من 12 بلدًا في الشرق المتوسط انتشار كبير من (الحمى الصفراء، وحمى الوادي المتصدع، وحمى الضنك الوخيمة، وحمى القرم-الكونغو النزفية، بحسب تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية.

ولخصت المنظمة كيفية انتقال هذه الفيروسات في البلدان بالآتي:

أولًا: التلامس المباشر مع المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض.

ثانيًا: عدم كفاية مكافحة العدوى في المستشفيات.

ثالثًا: ممارسات الذبح العشوائية.

رابعًا: استهلاك اللحوم النيئة من الحيوانات المصابة أو الحليب غير المبستر.

خامسًا: التلامس المباشر مع القوارض أو استنشاق مواد ملوثة بفضلات القوارض أو ملامستها.

سادسًا: لدغات البعوض أو القُراد.