08-ديسمبر-2021

السلاح المنفلت من التحديات التي تواجه السياحة (Getty)

تشكّل المواقع الأثرية في أور وأريدو ولكش والأهوار الوسطى والجنوبية مقصدًا للسياح العراقيين والأجانب في فصل الخريف، لكنّ هذا الثراء التاريخي والبيئي لم يرتق بمحافظة ذي قار اقتصاديًا، فلا زالت ذي قار تتصدر إحصائية مديرية  دائرة العمل التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية بوجود 250 ألف عاطل عن العمل، فيما تشكّل نسبة الخرجين بينهم الشريحة الكبرى، بينما تبلغ نسبة الفقر 45% كم جاء في إحصائية 2020. 

يشكّل وجود الثكنات العسكرية وسجن الحوت المركزي بجوار مدينة أور الأثرية سببًا مؤثرًا على  السياحة وزيارة هذا  المعلم العالمي البارز

وحاول فريق "ألترا عراق" أن يرصد الصعوبات والعراقيل التي تواجه قطّاع السياحة في ذي قار أثناء تجوله بعدة أماكن سياحية في المحافظة، فضلًا عن محاولة معرفة عدم استثمار قطاع السياحة، وهو ما يقول عنه مدير دائرة الآثار في ذي قار عامر عبد الرزاق، إن "غياب الدعم المالي المموّل لعمليات التنقيب هي السبب الجوهري في ضمور هذا القطاع، فالثقيب الذي يكشف عن ملامح هذه المواقع التاريخية سيشجع عددًا كبيرًا على زيارتها، بالإضافة إلى ذلك يشكّل وجود الثكنات العسكرية وسجن الحوت المركزي -  بجوار مدينة أور الأثرية سببًا مؤثرًا على  السياحة وزيارة هذا  المعلم العالمي البارز". 

اقرأ/ي أيضًا: آثار زيارة البابا على موسم العراق السياحي.. ياباني يصل إلى أور بدراجة هوائية

وبوجود الكثير من الصعوبات، لا تخلو ذي قار من محاولات تأسيس شركات سياحية خاصّة للمدن الأثرية، لكنّها أيضًا تعاني من تحدّيات في العمل داخل المحافظة، حيث تبدأ بحسب حيدر عجيل، وهو مدير إحدى الشركات بـ"الإجراءات الأمنية المشدّدة في نقاط التفتيش عند مداخل بعض المدن، والتأخير غير المبرّر رغم وجود التصريحات الأصولية".

سياح أجانب بالقرب من زقورة أور الشهيرة (بابل تورز)

وفي ما يخص المناطق الأثرية، فأنها تفتقر وفقًا لعجيل لـ"أبسط الخدمات من الطرق المتهالكة المؤدية إليها التي تشكل خطرًا على السياح وغياب أماكن الاستراحة فيها إلى الحد أن هذا المواقع تفتقر إلى دورات المياه  العامة، كما أن  رسوم الدخول لهذه المواقع عالية تبلغ 20 دولارًا للشخص الواحد، فضلًا عن عدم وجود فنادق درجة أولى في بعض المدن وأن توفرت فهي قليلة لا تستوعب السياح أحيانًا". 

سياح أجانب بالمقبرة الملكية في أور 

ولا تعاني المناطق الأثرية المرتبطة بأور في ذي قار من الإهمال فقط، إذ أن الأهور تواجه نفس المصير، فإدراج الأهوار على قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2016 قد أثّر في ارتفاع عدد السياح القادمين لزيارتها لكن الصعوبات والعقبات لا زالت قائمة، وفقًا لرئيس مؤسسة الجبايش للسياحة البيئية، رعد حبيب الأسدي. 

سياح أجانب في أهوار الجبايش (موقع شركة بابل تورز)

ويؤكّد الأسدي في حديث لـ"ألترا عراق"، أنّ "الإهمال الكبير الذي تتعرّض له الأهوار وعدم وجود برامج حكومية مدروسة تحافظ على الحصّة المائية، جعل الأهوار عرضة لمواجهة صيف العراق الحار، فتنخفض نسبة المياه، مضيفًا "كذلك خطر التلوّث البيئي المتمثل بشبكات الصرف الصحي والمواد الكيمياوية الملقاة في نهر الفرات تشكل خطرًا على التنوع الإحيائي في الأهوار، فضلًا عن عدم جدية السلطات المحلية والمركزية  في مراقبة عمليات الصيد الجائر".

ويرى الأسدي أنّ التحديات التي تواجه عمل السياحة، تتمثل "غياب تام للبنية التحتية، فلا وجود للفنادق والأسواق التراثية، وعدم صلاحية الطرق المؤدية إلى الأهوار وغيرها من الأماكن السياحية".

وإلى جانب هذه  العقبات، يظل ملف أمن السياح الأجانب والمحليين  هو التحدي الأكبر، خاصّة بوجود السلاح المنفلت، أو "سلاح الميليشيات"، كما وصفه أحد المسؤولين عن السياحة في ذي قار، وفضّل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، والذي يقول إنّ "ملف الأمن والسلاح خارج حدود القانون  بكل صوره هو العقبة الأصعب أمام  ملف السياحة في ذي قار". 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

"اختفاء" كرسي البابا في أور يثير الجدل.. توضيح رسمي وطلب مسيحي

آلهة الشعر وسيّدات الملحمة.. ترانيم العراق القديم تصدح في نيويورك