11-فبراير-2020

يقول متظاهرون إن الصدر يتزعم حركة دينية "متشددة" وتوجيهاته لا تعني إلا اتباعه (الترا عراق)

الترا عراق - فريق التحرير

على خلفية أعمال العنف التي طالت المتظاهرين منذ مطلع شهر شباط/فبراير الجاري، والتي يتهم زعيم التيار الصدري وأنصاره بالمسؤولية عن معظمها، تراجعت شعبية مقتدى الصدر، فيما يحاول التيار ترميمها عقب الضربة القاسية التي تعرضت لها سمعة رجل الدين الذي يصدر نفسه كمناصر للاحتجاجات وداعية سلام.

أثار "الميثاق" الذي أعلنه الصدر جدلًا بين المتظاهرين وسط رفض وانتقادات حادة لزعيم التيار الصدري

وأثار اجتماع "الخيمة" ليلة الجمعة 7 شباط، بين مجموعة من المتظاهرين، وممثل الصدر (أبو دعاء العيساوي)، والذي مهد لإعلان الصدر ما عرف بـ"ميثاق ثورة الإصلاح"، موجة من الجدل والرفض بين المتظاهرين. 

اقرأ/ي أيضًا: الصدر يحاول التخلّص من فشل حملته لـ"حماية التظاهرات" بأقصى سرعة

يقول الناشط في تظاهرات بغداد حيدر فليح لـ"الترا عراق"، إن "الاجتماع الذي عقد مع ممثل الصدر، لا تمثل نتائجه ساحات التظاهر، لأنهم يريدون التغطية على الاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون في بغداد وبابل وكربلاء، والنجف".

وأضاف، أن "استنكار المرجعية لتلك الاعتداءات، دفع الصدر إلى سحب أصحاب القبعات الزرق من ساحات التظاهر"، مؤكدًا أن "الميثاق الذي أعلن عنه لا ينطبق علينا بل على أتباعه ومناصريه".

من جانبه، يرى عباس عبد، وهو متظاهر من مدينة الصدر، في ساحة التحرير، ضرورة "الالتزام ببنود الميثاق التي أعلنها الصدر مؤخرًا، كونها تهدف إلى ديمومة الثورة والنصر لتضحيات الشباب والإصلاح".

ويقول عباس لـ"الترا عراق"، إن "الصدر يدفع ضريبة دفاعه عن المتظاهرين السلميين، عبر هجمة شنتها الجيوش الإلكترونية التابعة للأحزاب الفاسدة، والتي ستتضرر من الإصلاح ونجاح الثورة".

بالمقابل، يقول الناشط في محافظة البصرة، حازم بهلول لـ"ألترا عراق"، إن "وعي الشباب صنعته الأحداث المؤسفة التي مرت بها البلاد، بالتالي لا يمكن أن يقاد قسرًا، أو تكمم الأصوات الحرة بتغريدة، أو تشيطن التظاهرات بإعلام مأجور وممول خارجيًا".

وأضاف، أن "رفض الانصياع لتوجيهات الصدر، الذي انقلب على المتظاهرين، بعد ما ضمن منصب رئاسة الحكومة، شكل صفعة قوية للمراهنين على فض التظاهرات، حتى باستخدام القوة، من أجل إكمال مشروع تقاسم السلطة". 

يقول متظاهرون إن مخرجات اجتماع ممثل الصدر ببعض المتظاهرين في ساحة التحرير لا يمثل الاحتجاجات 

وبين بهلول، أن "الميثاق الذي أعلن عنه الصدر مؤخرًا، أو نتائج الاجتماع الذي عقد في ساحة التحرير، مع ممثله، لا يمثلنا في محافظة البصرة"، مؤكداً أن "سقوط عشرات الضحايا جراء العنف الذي مارسه أصحاب القبعات الزرق ضد المتظاهرين، عمق الخلاف بين الصدر وأتباعه من جهة والشارع من جهة أخرى".

اقرأ/ي أيضًا: الصدر يشعر بـ"الارتياح" بعد "مجزرة النجف".. والمتظاهرون يستغيثون بالسيستاني

ونشر الصدر، المقيم في إيران منذ عدة أشهر، تغريدة، السبت 8 شباط/فبراير تتكون من 15 نقطة أطلق عليها اسم "ميثاق ثورة الإصلاح". ونصت أبرز النقاط التي أوردها الصدر، على انسحاب "القبعات الزرق" وتسليم ملف حماية المتظاهرين إلى القوات الأمنية.

يقول المحلل السياسي محمود رستم، في حديث صحافي، إن هذه "التحركات تمثل تراجعًا في مواقف الصدر الذي حاول من خلالها إجهاض التظاهرات بالقوة، لكنه أدرك أنه غير قادر على ذلك نتيجة استمرار زخم الاحتجاجات رغم العنف والقتل الذي مارسه ضدهم".

ويشير رستم، إلى أن "الصدر اضطر إلى التراجع عن مواقفه المتشددة تجاه الاحتجاجات بعد الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها من قبل المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني".

وندد المرجع الديني علي السيستاني، الجمعة، بالعنف الذي أودى بحياة محتجين في مدينة النجف، جنوبي البلاد، وقال إن أي حكومة عراقية جديدة يجب أن تحظى بثقة الشعب ومساندته.

فيما يرى المتظاهر في ساحة الحبوبي وسط الناصرية، مركز محافظة ذي قار، حسين عبد الأمير، أن محاولات الصدر المستمرة للهيمنة على ساحات الاحتجاج "فشلت تمامًا، والجميع أصبح بمستوى عالي من الوعي والإدراك لما يريده الصدر، بالتعاون مع الأحزاب الفاسدة".

ويقول عبد الأمير لـ "ألترا عراق"، إن "الصدر يتزعم حركة دينية متشددة وليست حركة ديمقراطية، بالتالي فرض الوصايا، وشيطنة التظاهرات من قبله، أمر مرفوض"، مؤكدًا أن "هناك ميثاق سيصدر بتوقيع جميع ساحات الاحتجاج في العراق، ردًا على الميثاق الذي أعلنه الصدر".

يستعد متظاهرو الناصرية إلى إعلان "ميثاق" يعبر عن الاحتجاجات ردًا على مقتدى الصدر

وشدد الناشط، أن "فض الاعتصامات غير ممكن إلا بتحقيق المطالب التي خرج من أجلها المتظاهرون وقدموا مقابلها الدم"، موضحًا أن من بين تلك المطالب "محاسبة قتلة المتظاهرين، بما فيهم زعيم التيار الصدري وأنصاره، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وفق قانون جديد على مقاس الوطن والثورة والجيل الجديد، وليس على مقاسات الأحزاب والكتل السياسية".

 

اقرأ/ي أيضًا:

المرجعية تدين أعمال العنف بالنجف و"تتبرأ" من تشكيل الحكومة: غير معنية بالتدخل

"القمصان البيض" في وجه "القبعات الزرق".. كيف سيرد الصدر على رسائل الطلاب؟