18-مايو-2022
العاصفة

توضيح رسمي (GETTY)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

مع تعرّض العراق إلى العاصفة الترابية الأخيرة التي دخلت أغلب المحافظات وتوقفت على إثرها حركة المطارات، أطلقت وزارة الصحة تحذيرًا مقلقًا قالت فيه إن الموجة التي ضربت البلاد تسبب الضرر للجهاز التنفسي كما أن هناك احتمالية بأنّ تخلف التجلطات في الدم. 

العاصفة

ولم تصدر الصحة المزيد من التوضيح بهذا الشأن، لكنّ وزارة البيئة مؤخرًا بيّنت الأمر بشكل مفصل، حيث أقرّت بأنّ بغداد تعرضت إلى أكبر تلوث عالمي، أثناء هبوب العاصفة الغبارية صباح يوم الاثنين الماضي.  

  تقول وزارة البيئة إنّ الجفاف والتصحر والغطاء النباتي المهمل أسهم في زيادة العواصف الترابية

مدير عام دائرة الوقاية من الإشعاع في وزارة البيئة، صباح حسن الحسيني، قال إنّ "بغداد تعرضت إلى اسوأ تلوث غباري في العالم الاثنين الماضي، إذ وصلنا لنسب تلوث عالية جدًا بحدود الساعة التاسعة صباحًا"، مشيرًا إلى أن "التقديرات الحالية بحسب عدد ذرات الغبار الموجودة في المتر المكعب الواحد من الهواء، ووفق المقايسس العالمية والأميركية والأوروبية".  

 وأغلب العواصف الغبارية تأتي من خارج العراق، وما أسهم في زيادتها ـ والكلام للحسيني ـ هو "الجفاف والتصحر وقلة الغطاء النباتي المهمل منذ مدة بعيدة، ناهيك عن تراجع الاهتمام بالمساحات والأحزمة الخضراء وتوزيع الشبكات الإروائية"، مبينًا أنّ "المسألة يمكن حلها من خلال زراعة العاكول والشعير".

وسبق لوزارة البيئة أن اقترحت ـ بحسب الحسيني ـ "إنشاء الحزام الأخضر الذي يمكنه مقاومة العواصف ولا يمنعها، مع إنشاء مساحات مائية وخضراء وزيادة التشجير وتثبيت الغطاء النباتي"، مضيفًا أنّ الوزارة اقترحت أيضًا "مد أنابيب من مياه وإنشاء مساحات وبحيرات مائية تساعد على ترطيب البيئة وحصول تبخر ومن ثم غيوم وأمطار تساعد على إعادة الحياة إلى الأراضي التي أصابها الجفاف".

ورأى الحسيني في حديث للصحيفة الرسمية وتابعه "ألترا عراق"، أنّ "العراق بات ضحية تصاعد قدرات البلدان الصناعية نظرًا لوصول التغيير المناخي لجميع دول العالم والناتح عن زيادة الملوثات، ولذلك من الضروري استخدام الأمطار الصناعية كما معمول به عالميًا". 

العاصفة

ويؤشر المسؤول في وزارة البيئة إلى أنّ العراق "لا يملك بنى تحتية لخزن المياه الزائدة أو شبكات إرواء حديثة أو محطات تحلية يمكن الاستفادة منها في بعض المناطق الموجودة في المحافظات ومنها مدينة الفاو لأغراض الشرب والسقي، مع تجاهل إمكانية بناء مفاعل نووي محدود لاستخدامات توليد الطاقة وتحلية المياه". 

ويقدر الخبير الزراعي محمد جواد الخطاب من جانبه أضرار العاصفة بالقول إنّ "كمية الغبار التي سقطت على بغداد يوم الاثنين الماضي بلغت نحو 60 طنًا"، داعيًا إلى ضرورة أن "يصار إلى تحليل العناصر والإشعاع التي يتضمنها هذا الغبار، بعد استحصال مساعدة الجهات المعنية والمختصة في هذا الموضوع".  

وفي وقت سابق، قالت دائرة صحة كركوك، إنّ "الموجة التي تضرب العراق محملة بأتربة غاية في الضرر للجهاز التنفسي (مادة PM 2.5 )"، موضحةً أنّ "هذه المادة تسبب الجلطات أيضًا حيث تأثيرها مثل تأثير الدهون المضرة التي تضر بجدار الأوعية الدموية".  

رأى مختصون أنّ كمية الغبار التي سقطت على بغداد يوم الاثنين الماضي بلغت نحو 60 طنًا

وتوقعت وزارة البيئة العراقية، في وقت سابق من الشهر الماضي، ارتفاع عدد الأيام المغبرة في السنة إلى 300 يوم بحلول العام 2055، مؤكدةً أنّ "التغيرات المناخية عامل أساسي في زيادة موجات الغبار"، أما الإحصائيات المسجلة من قبل الهيئة العامة للأنواء الجوية، فقد ارتفع عدد الأيام المغبرة من 243 يومًا إلى 272 يومًا في السنة لفترة عقدين من الزمن.