16-مارس-2020

تصاعد المخاوف لدى المواطنين في بغداد إثر قرار حظر التجوال (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

بعد جدل قانوني أثارته أنباء طلب رئاستي الجمهورية والحكومة إعلان حالة الطوارئ الصحية في البلاد، إذ رأى مختصون أن رئيس البرلمان لا يمتلك تلك الصلاحية دون تصويت أعضاء مجلس النواب بالأغلبية، وعدّه آخرون "انقلابًا على إرادة الشعب"، حيث يُمكّن رئيس حكومة التصريف الأعمال الغائب طوعًا من كافة الصلاحيات التي لا تتعارض مع الدستور، صدرت حزمة أولى من تلك الإجراءات.

ثار جدل قانوني ومخاوف من "انقلاب" على الإدارة الشعبية من بوابة إعلان حالة الطوارئ

وأعلنت خلية الأزمة، يوم الأحد 15 آذار/مارس، حظر التجوال في العاصمة بغداد ابتداء من يوم الثلاثاء 17 آذار/مارس، وحتى يوم الإثنين 24 من الشهر نفسه، بعد إجراءات وصفت بالمتراخية، حيث استمر السماح بالتنقل والسفر إلى دول مثلت بؤر للوباء من بينها إيران.

كما تضمنت القرار الجديد، وقف تنقل المواطنين بين المحافظات حتى 25 من شهر آذار/مارس الجاري، وقد أكدت قيادة عمليات بغداد التزامها بتوصيات لجنة الأمر الديواني.

اقرأ/ي أيضًا: توصيات وإجراءات صارمة.. العراق قد يعلن حالة الطوارئ خلال ساعات

ودعت لجنة الصحة والبيئة في مجلس النواب، في وقت سابق، إلى إعلان حالة الطوارئ الصحية، بعد أن اقتصرت الإجراءات في العاصمة خلال الأسابيع الماضية، على إغلاق بعض المطاعم و"المولات"، والاكتفاء بتقليص الدوام الرسمي بنسبة 50%، وفق قرار الأمانة العامة لمجلس الوزراء الساري منذ الخامس من آذار/مارس، والذي يشمل جميع موظفي الدولة، وليس بغداد فحسب، فيما أعلنت إدارة العاصمة تعطيل الدوام الرسمي لدوائر المحافظة بدءًا من الثلاثاء 17 آذار/مارس وحتى الخميس باسثتناء الدوائر الصحية والخدمية والأمنية.

وصدرت حزمة الإجراءات الأخيرة خلال اجتماع لخلية الأزمة، برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، حيث شددت على استثناء الأجهزة الأمنية والخدمية والصحية ووسائل الإعلام والدبلوماسيين والحركة التجارية للبضائع، من قرار حظر التجوال.

وخولت الخلية ضمن قراراتها الصادرة، المحافظين، صلاحية فرض حظر التجوال في محافظاتهم، وهو ما استجابت له فورًا محافظة النجف بإعلان حظر للتجوال لمدة أسبوع ابتداءً من الثلاثاء 17 آذار/مارس.

وصفت الإجراءات التي اتخذتها السلطات وخاصة في بغداد بـ"المتراخية والمتأخرة"

إضافة إلى ذلك، قررت خلية الأزمة تعليق الرحلات الجوية ابتداءً من يوم الحظر (الثلاثاء) ولغاية الثلاثاء الموافق 24 آذار/مارس. وفي ذات السياق كشفت وثيقة صادرة من الخطوط الجوية العراقية بتاريخ الخامس عشر من آذار/مارس، عن يقضي بإلغاء كافة الرحلات إلى إيران حتى إشعار آخر.

ودخلت البلاد مرحلة حرجة على مستوى مواجهة المرض، حيث ستكون الأيام المقبلة حاسمة في حال احتواء المرض أو خطيرة جدًا في حال تفشى والوباء وخرجت الأمور على السيطرة، وفق ما يؤكد مدير صحة الكرخ في بغداد جاسب الحجامي.

وأعلنت وزارة الصحة، الأحد، ارتفاع عدد الإصابات في البلاد إلى 124 حالة بعد تسجيل 14 حالة جديدة.

وترى مصادر طبية في العاصمة، أن الإجراءات الحكومية في بغداد لم تكن بالمستوى المطلوب، وقد تأخر قرار حظر التجوال وإيقاف الطيران بعض الشيء لأمور سياسية ربما يخشونها قادة البلاد، وربما ترتبط بتسمية رئيس الوزراء المقبل.

ويقول أحد تلك المصادر في حديث لـ "ألترا عراق"، إن "هناك استخفافًا من الجميع تجاه المرض، ونحن في المرحلة الأولى منه، ولا يمكن التعامل معه في حال تطوره"، فيما يوضح أن "العراق لا يملك مستشفيات أو مؤسسات صحية حديثة يمكنها مواجهة المرض إذا تفشى بطريقة أكبر"، محذرًا من أن "عدم الجدية في التعامل مع المرض سيؤدي بنا إلى الحال التي هي عليه دول مثل إيطاليا".

دخلت البلاد مرحلة خطرة وحاسمة على مستوى مواجهة فيروس "كورونا" مع تحذيرات من خروج الأمور عن السيطرة

وسارع المواطنين في العاصمة بغداد نحو مراكز التسوق لخزن المواد الغذائية والمستلزمات المنزلية والخضروات، تحسبًا لأي ظروف طارئة، حيث شهدت غالبية الأسواق حركة كثيفة جدًا، على الرغم من تأكيد القيادات الأمنية استمرار دخول البضائع والحركة التجارية.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

"الحرمل" و"العرق" يتنافسان بمواجهة "كورونا" في العراق وكوكل يوثق

العراق يزف بشرى أول حالة شفاء لمصاب بـ"كورونا"