28-يناير-2022

السلطات تصفها بـ"الإرهابية" وتتعامل معها كـ"جنائية" (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

تنوعت خسائر العراق من صواريخ الكاتيوشا، ووصلت لمديات مختلفة بين بشرية وملكية خاصة ومنشآت حكومية، حتى وصل الأمر لتعرض طائرة مدنية في مطار بغداد إلى إصابة مباشرة بصاروخ كاتيوشا فجر اليوم الجمعة، وهوالأمر الذي يطرح تساؤلات عن "الحد الفاصل" أو المدى الذي ستصله صواريخ الكاتيوشا لكي يشكل قرارًا سياسيًا وحكوميًا للتعامل مع هذه النشاطات كملف جاد يتجاوز التفاعل الحكومي الحالي الذي يتعامل مع هذه النشاطات بما يشبه الحوادث الجنائية.

قال التحالف الدولي إنّ الميليشيات الخارجة عن القانون للمرة الثانية في هذا الشهر تهدد وتقصف مطار بغداد الدولي

وأفاد مصدر أمني بأن جهة مجهولة أطلقت 3 صواريخ من عجلة نوع بيك آب من محافظة بغداد قضاء "أبو غريب" باتجاه مطار بغداد الدولي، و3 صواريخ لم يتم إطلاقها وتم تفكيكها من قبل الجهد الهندسي التابع لعمليات بغداد.

اقرأ/ي أيضًا: ضبط 5 صواريخ كانت مهيأة للإطلاق على قضاء الكرمة

من جانبه أصدر التحالف الدولي بيانًا أكد فيه سقوط "ما لا يقل عن 6 صواريخ في مطار بغداد المدني صباح اليوم في تمام الساعة (4:30) صباحًا"، مضيفًا أنّ "الميليشيات الخارجة عن القانون للمرة الثانية في هذا الشهر تهدد وتقصف مطار بغداد الدولي".

وأشار البيان إلى أنّ "الصواريخ جميعها وقعت في منطقة المدرج أو مناطق قريبة من الجانب المدني"، مؤكدة "تفعيل نظام منع الصواريخ للدفاع الجوي العراقي في المطار واستطاع أن يوقف عدد من الصواريخ".

وأظهرت صور اطلع عليها "ألترا عراق" تعرّض الطائرة ايرباص A300 إلى إصابة مباشرة بصاروخ كاتيوشا اخترق بدن الطائرة، وهي طائرة تابعة لرئاسة الجمهورية دخلت الخدمة عام 2007 وخرجت عنها عام 2011.

وأكدت الخطوط الجوية العراقية في بيان تلقى "ألترا عراق" نسخة منه، أنّ "القصف الصاروخي الذي استهدف مطار بغداد الدولي فجر اليوم الجمعة أدى إلى تضرر إحدى طائرات الشركة الخارجة عن الخدمة الجاثمة في محيط المطار".

ويأتي استهداف مطار بغداد في سياق الهجمات الصاروخية التي تشنها فصائل مسلحة ضد منشآت حكومية وامنية عراقية ومعسكرات تضم عناصرمن قوات التحالف الدولي، فضلًا عن منشآت ومقرات أحزاب "كردية" و"سنية" تحالفت مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، كان آخرها إصابة طفل بجروح في قضاء الكرمة بمحافظة الأنبار بعد محاولة استهداف منزل رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

وبتنوع الخسائر العراقية جراء هذه العمليات للحد الذي وصلت إلى اصابة طائرة مدنية إصابة مباشرة، وهو ما يمثل مستويات خطرة من تمادي صواريخ الكاتيوشا وتهديد المنفذ الجوي الرئيسي للعراق، يطرح تساؤل عن ما هو "الحد الفاصل" الذي سيجعل الحكومة والقوى السياسية تعترف بأن جميع المنشآت الحكومية والسيادية تقبع تحت "تهديد إرهابي" صريح، حيث تستمر الحكومة العراقية والقرار السياسي العام بالتعامل مع هذه الحالات كحوادث "جنائية" بالرغم من أنها تصفها أحيانًا بالعمليات الإرهابية، وفقًا لسياسيين.

ووصف القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني بنكين ريكاني العملية بـ"الإرهابية".

وقال ريكاني في تدوينة، رصدها "ألترا عراق"، "عفية.. رجعونة لأيام الجاهلية.. أغلقوا مطاراتنا.. ‏دمروا ما تبقى.. الأمية بالملايين والفقر والمرض والتشرد"، مضيفًا "‏بقت على المطارات.. إرهاب إرهاب إرهاب".

وبحسب مراقبين، فإنّ وصف عمليات ما بـ"الإرهابية" تستوجب إعلان الجهة الإرهابية وأهدافها والتعامل بجدية على ملاحقتها كون هذه التحركات والعمليات لا تنبع من أهداف فردية بل "مؤسساتية وستراتيجية"، إلا أنّ التفاعل الحكومي مع هذه العمليات هو بمستوى الحوادث الجنائية أو أقل حيث تستهدف القوات الأمنية ملاحقة العناصر التي أطلقت الصواريخ فقط ونادرًا ما يتمّ القبض عليهم.

من جهته يصف الخبير الأمني سرمد البياتي هذه الحادثة بأنها مستوى جديد وشديد الخطورة، مبديًا تخوفه من ردود الفعل العالمية تجاه ملف حركة الطيران بينها وبين العراق.

وقال البياتي في حديث لـ"ألترا عراق"، إنّ "القوات الأمنية لاحقت العناصر التي أطلقت الصواريخ وتم التبليغ عنهم من قبل الأهالي هناك إلا أنهم اختفوا في البساتين المجاورة للأرض التي تمت منها عملية إطلاق الصواريخ".

واعتبر البياتي أنّ "ردود فعل دولية محتملة قد نشهدها قريبًا من بينها إيقاف طيران وهبوط طائرات الدول الأخرى في مطار بغداد الدولي"، مشيرًا إلى أنّ "الموضوع سيتعدى الخسائر المادية إلى خسائر معنوية كبيرة جراء هذا الاستهداف وطريقة تفكير هذه الجهات بتبعات هكذا نوع من العمليات".

وبحسب صور اطلع عليها "ألترا عراق"، فقد عثرت القوات الأمنية بداخل العجلة التي تضم منصة إطلاق الصواريخ في "أبو غريب" على وثائق وأوراق دونت فيها تعليمات وملاحظات عسكرية لمنفذي الإطلاق من قبيل زاوية الإطلاق ومعامل التصحيح وغيرها، فيما كتب بأعلى الصفحة أن منفذ الإطلاق من خريجي دورة "السيدة زينب"، بالإضافة إلى أوراق العجلة التي حملت اسم شخص يسكن في محافظة صلاح الدين.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني، التوصل إلى خيوط مهمة عن مستهدفي مطار بغداد، كاشفة عن أضرار بطائرتين كانتا جاثمتين على المدرج. 

وقال بيان للخلية وتلقى "ألترا عراق"، نسخة منه، إنّ "عصابات اللادولة الإرهابية أقدمت على استهداف مطار بغداد الدولي فجر اليوم بستة صواريخ نوع كاتيوشا في محاولة لاستهداف مقدرات البلد"، مشيرًا إلى أنّ "الصواريخ سقطت على مكان انتظار طائرات الخطوط الجوية العراقية، مما أدى إلى أضرار بطائرتين كانتا جاثمتين على المدرج".

وأضاف البيان أن "هذا الفعل الإرهابي يسعى الى تقويض الجهد الحكومي في استعادة الدور الإقليمي للعراق، وإعاقة نشاط جهود الخطوط الجوية العراقية في أن تكون بطليعة الدول في مجال النقل والملاحة الجوية ورفع تحديات عملها".

وتابع أنه "وفور حصول هذا العمل الإرهابي شرعت الأجهزة الأمنية والاستخبارية بإجراءاتها وعثرت على ثلاثة صواريخ داخل منصة للإطلاق في قضاء أبو غريب قرب إحدى المبازل وتمكنت مفارز المعالجة من إبطال مفعولها، كما تم التوصل إلى خيوط مهمة عن الجناة للقبض عليهم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم وتقديمهم للعدالة، في حين قامت مفارز الأدلة الجنائية برفع البصمات والتحرز على المبارز الجرمية".

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

المحكمة الاتحادية تعلن شرعية رئاسة البرلمان وتلغي أمر التجميد

الاتحادية تؤجل دعاوى نصيف والعطواني إلى مطلع شباط المقبل

دلالات: