24-أكتوبر-2020

تحدث الكاظمي عن "مخطط خبيث" ضد الدولة

الترا عراق - فريق التحرير

دعا رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، السبت، إلى الحفاظ على سلمية الاحتجاجات قبيل تجدد التظاهرات في البلاد، مؤكدًا أن حكومته لن "تستلم لأنصار اللادولة".

حذر الكاظمي من مخطط "خبيث" ضد الدولة ودعا إلى الحفاظ على سلمية التظاهرات 

وقال الكاظمي في كلمة متلفزة، 24 تشرين الأول/أكتوبر، إنّ "وظيفة الحاكم هي الاستماع إلى شعبه، ونذكر أنفسنا أن للشعب حقوقًا في ذكرى الخامس والعشرين من تشرين، حيث كان للشعب صرخة وصولة تجسدت في وجه الشبان والشيوخ والأطفال"، مؤكدًا أن "الحراك الاجتماعي العراقي قد وضع خارطة طريق أقر بها الجميع ونحن ماضون بها".

وأضاف، أن "الحكومة تضع نصب عينها أن تكون معبرة لإرادة الشعب، وهدف الحكومة الأساسي التحضير لانتخابات حرة عادلة ونزيهة، ونحن متمسكون بالموعد المحدد ونعمل على مساعدة مفوضية الانتخابات لإكمال استعداداتها لإنجاز هذا الحدث الكبير، ونعمل على أن تراقب منظمات ومؤسسات دولية الانتخابات لضمان المزيد من الشفافية والنزاهة".

وتابع الكاظمي، أن "إرادة التغيير السياسي يعبر عنها واقع صناديق الاقتراع، ليس هناك أي تمثيل سياسي شرعي إلا من خلال الانتخابات"، داعيًا الجميع إلى "الاستعداد للانتخابات".

وتعهد الكاظمي، بـ "حماية الانتخابات من التزوير والسلاح المنفلت بكل السبل والطرق القانونية والخطط الأمنية المحكمة"، مشيرًا إلى "اعتماد النظام البايومتري للتصويت وسد جميع الثغرات التكنولوجية والإدارية في النظام الانتخابي".

وبيّن الكاظمي، أن "الباب مفتوح أمام القوى السياسية والشعبية للتعبير عن أنفسهم وتنظيم صفوفهم وخوض الانتخابات بشرف ومسؤولية وضمن السياق القانوني والدستوري".

وتحدث رئيس الحكومة، عن لجنة التحقيق في أحداث العنف التي رافقت الاحتجاجات منذ عام، مؤكدًا أن حكومته ملتزمة "بتقصي الحقائق عبر قضاة يشهد لهم بالنزاهة، رغم شكوك البعض من المزايدين وأحيانًا تحديات المبتزين هنا وهناك".

كما أشار الكاظمي، إلى الأزمة الاقتصادية، مبينًا أن حكومته "وفرت الاحتياجات الأساسية للبلاد بعد أن تسلمت ملفًا اقتصاديًا مثقلاً بالسياسات الخاطئة وخزينة أفرغتها غيابات الاستراتيجيات الاقتصادية والاعتماد الكلي على النفط"، فيما أكد أن "الورقة البيضاء وضعت الحلول طويلة الأمد للانهيارات الاقتصادية وتشجيع الزراعة والصناعة الوطنية والاستثمار، وقد بدأت إجراءات جادة لتطبيقها".

وقال الكاظمي أيضًا، إن حكومته "اتخذت خطوات واسعة ضد الفساد للمرة الأولى، وتجاوزت جميع الاعتبارات المكوناتية وتحديات نفوذ البعض، عبر فتح أكثر من 30 ملف فساد كبير وجلب المتورطين فيها بالقانون".

وأضاف الكاظمي، عشية تجدد الاحتجاجات يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر، "في مثل هذا اليوم وقف العراق على حافة حرب إقليمية ودولية كادت أن تحدث على أرضه، وعملنا بكل هدوء ودبلوماسية على جمع الدعم لاستعادة وزن العراق وحجمه الدولي وعدم السماح بالانزلاق إلى الصراع نيابة عن غيرنا أو الاعتداء على الغير من جيراننا".

وشدد رئيس الوزراء، أن "تدعيم الأجهزة الأمنية وتكريس تخصصاتها من صميم تعهداتنا الحكومية، وقد قطعنا شوطًا كبيرًا خلال الأشهر الخمسة الماضية في طريق استعادة هيبة الدولة"، مؤكدًا أن "هيبة المؤسسات الأمنية تمثل هيبة الدولة، وهدف الأجهزة الأمنية حماية الشعب وليس الاعتداء عليه".

وحذر الكاظمي، المتظاهرين من "محاولات من أصابهم الخبث وانعدام الوطنية في سعيهم إلى إخراج الاحتجاجات عن سلميتها وجرها للصدام مع الأجهزة الأمنية أو الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة"، مشددًا أن "مهام القوات الأمنية هي حماية المتظاهرين وكذلك حماية الممتلكات العامة والخاصة وضرب كل من يحاول كسر هيبة الدولة".

ودعا رئيس الحكومة، المتظاهرين إلى "الحفاظ على سلمية التظاهر، وتشكيلِ أطواقٍ بشريةٍ للحفاظِ على سلميةِ التظاهر، والاتصالِ بالأجهزةِ المعنيةِ عبرَ خطوطٍ خاصة، تُعرضُ اليومَ للإبلاغِ عن أيِّ محاولةٍ للعبثِ بأمنِ المواطنين، أو تهديدِ حياتِهم أو الإضرارِ بالمؤسسات والممتلكات".

كما قال الكاظمي محذرًا، "راقبوا صفوفَكم، ميّزوا صفوفكم، كي لا تقفوا في موقعٍ واحدٍ مع من يريدُ بالعراق وشعبه سوءًا، ومع من يريدُ تحطيمَ الدولةِ وتكسيرَها، ومنحَها هديةً أو سبيةً إلى الآخرين"، مشددًا أن حكومته "لن تستسلمَ أبدًا لأنصارِ اللادولةِ، من أتباعِ هذه الجهةِ أو تلك، أو المتضررينَ من هذه المرحلة، في محاولتِهم المستمرة لتجريدِ التظاهرِ السلمي من جوهرِهِ، وزرعِ العابثينَ والانتهازيينَ والمجرمينَ ومثيري الفتن، في صفوفِه، بعد أن فشِلوا في اختطافِ الدولةِ عبرَ السلاحِ المنفلتِ".

وأكد الكاظمي، إصدار "أوامرَ مشددةً بحمايةِ المتظاهرين باعتبار التظاهر السلمي حق أصيل من حقوق الشعب"، داعيًا في الوقت ذاته إلى "احترام الرتبة والبدلة العسكرية والقيمةَ المعنويةَ التي يمثلُها العسكريُّ ورجلُ الأمن".

 

اقرأ/ي أيضًا:

حشود تطلب القصاص.. "عاصمة تشرين" تغص بأفواج "التكتك" وصور الضحايا

رغم "تعهد" الكاظمي.. ضحايا تشرين بلا حقوق