04-مارس-2024
الإصلاح

تدخل السيستاني سابقًا بالنزاع بين العشيرتين في قضاء الإصلاح  (فيسبوك)

فرضت وزارة الداخلية، حظر التجوال في قضاء الإصلاح بمحافظة ذي قار وذلك إثر تجدد نزاع عشائري قديم بين عشيرتين على "مشاريع ومناصب محلية".

قتل مدير استخبارات ومكافحة إرهاب ذي قار العميد عزيز شلال خلال النزاع بين عشيرتي آل رميض وآل عمر

ووفق بيان صادر عن الداخلية واطلع عليه "ألترا عراق"، فإنه "رغم التأكيدات المستمرة من وزارة الداخلية على أهمية الابتعاد عن النزاعات العشائرية التي ترتقي إلى مستوى الإرهاب وإدخال الرعب في قلوب المواطنين وإزهاق أرواحهم، إلا أن البعض ما زال يصر على أن تكون لغة السلاح هي السائدة بدل القانون وإنفاذه، وهذا مرفوض جملة وتفصيلاً".

وأكدت وزارة الداخلية، مقتل مدير استخبارات ومكافحة إرهاب ذي قار العميد عزيز شلال جهل خلال النزاع المتجدد، قائلة إنّ "الجريمة تعد تجاوزًا كبيرًا على سلطة القانون". 

وعلى إثر ذلك قالت الداخلية إنه "تم الشروع بعمليات واسعة على إثر النزاع العشائري الذي حصل بين عشيرتين في قضاء الإصلاح ضمن محافظة ذي قار، كما فرض حظر للتجوال".

وأشارت إلى أنّ "قيادة شرطة المحافظة فرضت طوقًا أمنيًا حول المنطقة التي حصل فيها النزاع، بعد أن وصلت تعزيزات من قوات الشرطة الاتحادية وفرقة الرد السريع لفرض الأمن والقانون في هذه المنطقة". 

وأعلنت الداخلية "إلقاء القبض على (75) متهمًا من طرفي النزاع وفق مذكرات قبض قضائية وضبط العديد من الأسلحة خلال الساعات الأولى من عمليات المداهمة". 

وأرسلت الداخلية "فريقًا من كبار المحققين للتحقيق في  حادث استشهاد العميد (عزيز شلال جهل) وما زال الواجب مستمرًا لحين إلقاء القبض على جميع المتورطين في هذا الفعل الإجرامي".

قتل ضابط في الأمن الوطني بالنزاع بين العشيرتين بقضاء الإصلاح في نيسان 2023

 

ويعود النزاع بين العشيرتين إلى مشاكل سابقة تتعلق ببعض المشاريع والمناصب في قضاء الإصلاح، وقد بلغ ذروته في نيسان/أبريل الماضي بمقتل ضابط في جهاز الأمن الوطني، هو ابن أحد شيوخ آل عمر.

وتحاول القوات الأمنية منذ ذلك الحين السيطرة على النزاع دون جدوى، حيث اضطر الأهالي إلى نصب سواتر ترابية حول منازلهم لتجنب نيران الاشتباكات المستمرة.

كما لم تفلح الوسطات العشائرية في إنهاء الأزمة التي خلفت عددًا كبيرًا من الضحايا، وحرمت مئات الطلبة والموظفين من الوصول إلى المدارس والمؤسسات، ما اضطر المرجعية الدينية، عبر مكتب المرجع علي السيستاني، إلى التدخل عبر وفد أرسله إلى القضاء. 

وأصدر مكتب المرجع الديني الأعلى في النجف، علي السيستاني، في 3 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بيانًا يعلن فيه إرسال وفد لوضع حد للمصادمات بين عشيرتي آل عمر والرميض في ذي قار.

وحثّ السيستاني وقتها "وجهاء العشيرتين وكبرائهما وأهل العقل والحكمة فيهما على السعي الحثيث لحلّ هذه الأزمة بالطرق المقبولة والمتعارفة في مثلِ هذه الحالات، تجنّبًا للمزيد من سفك الدماء وما يترتّب على ذلك من انعدام الأمن وتعطيل الحياة العامّة في الناحية".

وقتها قالت عشيرة "آل عمر" إنّها قبلت مبادرة المرجع السيستاني "من أجل حل الأزمة في قضاء الإصلاح، حقنًا للدماء ودفعًا للفتنة"، مشيرة إلى أنّ العشيرة تتفق مع "رؤية ورغبة المرجعية الدينية"، ولا تحيد عن "نهجها وإرشاداتها الحكيمة"، لكن النزاع عاد وتجدد الآن. 

ووفق تصريح جديد لمدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في ذي قار، داخل عبد الحسين المشرفاوي، فإنه "لحد الآن لا نعرف الأسباب الحقيقية لاندلاع الاشتباكات بهذه الشراسة والعنف واستخدام السلاح الثقيل"، مستدركًا بالقول: "لكن المشكلة قديمة بين الطرفين على مناصب إدارية تتعلق بالحكومة المحلية". 

وأصدر محافظ ذي قار مرتضى عبود الإبراهيمي، بيانًا يوم أمس الأحد 3 آذار/مارس، قال فيه: "تلقينا ببالغ الحزن والأسى الأحداث المؤسفة التي جرت هذه الليلة وما نتج عنها من استشهاد ‏أحد خيرة الضباط في المحافظة (‏العميد عزيز شلال الشامي أبو ماهر) مدير استخبارات ذي قار"، مضيفًا: "تم الاتصال المباشر مع القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية، ‏وقد أعرب سيادته عن امتعاضه الشديد من هذه الجريمة النكراء ووجّه بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والقضائية بحق المجرمين".

قال محافظ ذي قار إن السوداني ممتعض من تجدد النزاع بين العشيرتين في ذي قار

وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية، العميد مقداد الموسوي، قال في شباط/فبراير الماضي، إنّ "الدكات العشائرية انخفضت بشكل كبير في المناطق الجنوبية".