التر عراق - فريق التحرير
على الرغم من إعلان وفاته قبل أيام وإسدال الستار على قصة رجل أعلن قتله ووفاته مرات عديدة، أثار عزة الدوري نائب رئيس النظام السابق صدام حسين، جدلاً جديدًا، هذه المرة حول محل إقامته في آخر أيام حياته.
نفت إدارة عاصمة إقليم كردستان وفاة الدوري على في أربيل
وتداولت وسائل إعلام وصفحات على مواقع التواصل، في وقت سابق، معلومات أشارت إلى أن الدوري قضى نحبه في أربيل عاصمة إقليم كردستان، والتي تضم شخصيات عدة مطلوبة للحكومة الاتحادية، لتفتح باب جدل جديد حول طبيعة سياسات حكومة كردستان بهذا الصدد.
لكن نائب محافظ أربيل هيمن قادر، نفى في تصريح بثته شبكة "رووداو" الكردية، أن يكون الدوري قد توفي في أربيل.
وقال قادر، السبت 31 تشرين الأول/أكتوبر، إنّ "الأخبار التي تداولها بعض وسائل الإعلام والتي تحدثت عن موت عزة الدوري في أربيل مجافية للحقيقة، فلم يكن المذكور مقيمًا في أربيل ولم يمت فيها".
وأعلن حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ، في 26 تشرين الأول/أكتوبر، موت الدوري، الذي يعد أحد أبرز المطلوبين للحكومة العراقية وأحد الأسماء المدرجة في قائمة رؤوس النظام البعثي المطلوبين من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بعد نيسان/أبريل 2003، عن عمر ناهز 78 عامًا.
وولد الدوري في 1942، وتزوج خمس مرات وله من الأولاد 11 إبنًا و13 بنتًا، وتولى خلال فترة رئاسة صدام حسين للعراق، منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، وكذلك نائب القائد العام للقوات المسلحة العراقية بعد احتلال الكويت من قبل الجيش العراقي في 1990.
وقد نشأ الدوري في أسرة فقيرة وكان يبيع الثلج في صباه لإعالة أسرته، قبل أن يصبح ناشطاً في حزب البعث العربي الاشتراكي في أواخر العشرينيات من عمره.
تولى الدوري آخر منصب رسميّ في العراق قبل شهر على الغزو الأمريكي للعراق، حيث أناط به صدام حسين مهمة القيادة العسكرية للمنطقة الشمالية.
عقب ذلك، اختفى الدوري كسائر رموز نظام صدام، وقد رصدت الولايات المتحدة آنذاك 10 ملايين دولار مكافأة لمن يتقدم بأي معلومات تقود إلى اعتقاله أو تصفيته، ووضعته كسادس الأسماء بقائمة المطلوبين، لكن الدوري بات أبرز المسؤولين العراقيين السابقين الذين تمكنوا من الإفلات من قبضة السلطات العراقية والأمريكية على حد سواء، وتم تنصيبه زعيمًا لحزب البعث العربي الاشتراكي عام 2006.
وكثيرًا ما شاعت أنباء عن قتل الدوري أو وفاته، كان أشهرها عام 2015 حين أعلنت حركة عصائب أهل الحق الإطاحة به في "عملية نوعية" قرب مدينة تكريت، ونقل جثته إلى بغداد.
ووقعت الحركة في حرج شديد، وتعرض قادتها الذين قال أحدهم إنه حصل على المسدس الشخصي للدوري، إلى الكثير من السخريّة، إذ لم تستطع أي جهة رسمية إثبات مقتل الأمين العام لحزب البعث المحظور في العراق، على الرغم من تأكيد الحصول على الجثة.
وينتمي عزت إبراهيم الدوري إلى قبيلة (البوحربية) من عشيرة (المواشط) في منطقة الدور، ونشأ في قضاء الدور التابع لمحافظة صلاح الدين. لم يكمل دراسته وتم فصله من ثانوية (الميثاق) المسائية بسبب رسوبه المتكرر، وقد تعرض لمحاولة اغتيال في العام 1998 خلال زيارته إلى مدينة كربلاء جنوب بغداد.
وارتبط اسم الدوري، الذي كان مخلصًا لصدام حسين، بعمليات تطهير داخل الحزب، راح ضحيتها العشرات من رفاقهما في ما عرف وقتها بمجزرة قاعة الخلد عام 1979، في نفس العام الذي تسلم فيه صدام الحكم من الرئيس البعثي الأول، أحمد حسن البكر.
اقرأ/ي أيضًا:
حرب صدام - الخميني تشتعل مجددًا وتكشف أسرارًا دفينة: لماذا انتصر سليماني؟
من صدام إلى الحشد الشعبي.. قصور تجري من تحتها الأنهار والدماء!