27-ديسمبر-2019

قابل تحالف البناء رفض برهم صالح بتقديم مرشح منه بالهجوم و"التخوين" (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

 في 26 كانون الأول/ديسمبر أعلن رئيس الجمهورية برهم صالح، استعداده لتقديم استقالته، احتجاجًا على تقديم أسعد العيداني كمرشح لشغل منصب رئيس الوزراء، وهو الأمر الذي خلف ردود أفعال متباينة قدمت وضوحًا أكثر بما يخص الانشقاق الذي يشهده البرلمان بين تحالف البناء يقابله تحالف سائرون والنصر والحكمة.

 قوبلت الاستقالة التي وضعها برهم صالح تحت تصرف البرلمان بردود أفعال متباينة كانت بين جبهتين، جبهة تحالف الفتح يقابلها تحالف سائرون

  ائتلاف النصر، بزعامة حيدر العبادي، رفض استقالة رئيس الجمهورية برهم صالح، داعيًا إلى "سحبها والاستمرار بمسؤولياته الدستورية والوطنية"، فيما أكد الائتلاف في بيان تلقى "ألترا عراق"، نسخة منه، أن "المصالح الوطنية والشرعية الشعبية تقتضيان من القوى السياسية دعم الحلول الملبية لطموحات الشعب، وترك عقلية التخوين والاستقواء والهيمنة".

 اقرأ/ي أيضًا: فائق الشيخ علي يحذر ممثل السيستاني: إياك أن تقولها للرئيس!

 سائرون، بزعامة مقتدى الصدر، أعلن رفضه استقالة رئيس الجمهورية برهم صالح، فيما تعهد بمؤازرته لـ"إكمال المسيرة" وتطبيق المبادئ التي تحملتها في هذه المرحلة.

 قال رئيس كتلة "سائرون" خلال مؤتمر صحفي مشترك عقد في البرلمان بمشاركة نواب من كتل مختلفة، حضره مراسل "ألترا عراق"، إن "تحالف سائرون يرفض استقالة رئيس الجمهورية، في هذا الظرف العصيب الذي تمر به البلاد، وفي أجواء المطالبات التي تنادي بها جموع المتظاهرين في عموم العراق بالإصلاح ومحاربة الفساد".

 أضاف أن "الأحزاب التي قادت العملية السياسية خلال 16عامًا لم تنتج إلا فساد ودمار وضياع للوطن، وتحاول اليوم البقاء على نفس منهجها السابق من خلال تدوير رجالاتها في محاولة لبقائها في السلطة"، مؤكدًا أن "الانتفاضة الشعبية هي من أسقطت حكومة القمع والفساد والمحاصصة وأجبرت رئيسها على الاستقالة، ولا يمكن القبول برئيس وزراء جديد من نفس رحم المحاصصة".

 أشار إلى "وجود محاولات لتمرير مرشحي الأحزاب من خلال ضغوطات على رئيس الجمهورية"، مشيدًا بموقف رئيس الجمهورية "الذي ما يزال يقاوم ضغوطات الأحزاب الداخلية والخارجية".

 مجموعة من معتصمي التحرير: ثوار تشرين يقفون مع رئيس الجمهورية برفض شخصية متحزبة ونشد على يده بعدم خنوعه لمطالب القوى الراغبة بفرض مرشح متحزب

 وفي الأثناء، أصدر مجموعة من المعتصمين في ساحة التحرير، بيانًا مؤيدًا لموقف رئيس الجمهورية برهم صالح من مرشح تحالف البناء، أسعد العيداني.

 اقرأ/ي أيضًا: نائب عن سائرون: الجماهير التي دخلت الخضراء ستعود لها

وجاء في بيان حمل اسم "ثوار تشرين" وتلقى "ألترا عراق" نسخة منه، "يومًا بعد آخر تثبت أحزاب السلطة تشبثها بكرسي الحكم غير مبالية بما يمر به وطننا الحبيب من مآسي وآلام، حيث أصرت هذه الأحزاب على ترشيح شخصية متحزبة على عکس ما طالب به الثوار الذين آمنوا بمبدأ الوطنية وحب الوطن مما اضطر رئيس الجمهورية برهم صالح إلى تقديم استقالته".

 أضاف البيان أن "ثوار تشرين يقفون مع رئيس الجمهورية برفض شخصية متحزبة ونشد على يده بعدم خنوعه لمطالب القوى الراغبة بفرض مرشح متحزب"، فيما ختم البيان بالقول "فشكرًا لك ياسيادة الرئيس لأنك رجحت كفة الشعب العراقي والثوار، وموقفك هذا سيسجله التاريخ بأحرف من نور لأنك رفضت الفساد والمفسدين".

أحد النشطاء، وقد رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، قال لـ"ألترا عراق"، إن "برهم صالح الآن يُنظر له كـ"بطل"، لأنه وقف بوجه المحور الإيراني، مستدركًا "لكن ما قام به هو لا بدّ أن يقدم عليه كل مسؤول عراقي لأنه واجبه". 

 لكن تحالف البناء ردّ ببيان شديد اللهجة على موقف رئيس الجمهورية برهم صالح من مرشحه لرئاسة الحكومة وإعلان الاستعداد لتقديم الاستقالة، وبدأ التحالف بيانه بالآية "ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني إلا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين".

 قال بيان البناء، إنه "لقد حرصنا منذ اليوم الأول لأعلان نتائج الانتخابات البرلمانية عام 2018 على التوافق حفاظًا على السلم الأهلي وتحاشيًا لحدوث أزمات ومشاكل تعكر فرحة العراقيين الكبرى بالأنتصار على تنظيم داعش الإرهابي"، لافتًا إلى أنه "ودعمًا لهذا التوافق آثرنا السكوت عن أستحقاقنا في الكتلة النيابية الأكثر عددًا، والذي ثبتناه وسجلناه في الجلسة الأولى لمجلس النواب بتاريخ 16 أيلول/سبتمبر، وذهبنا إلى ترشيح السيد عادل عبد المهدي مع كتلة سائرون وبموافقة الكتل الأخرى لتولي منصب رئيس الوزراء، وبعد استقالة السيد رئيس الوزراء كنا حريصين على اتباع ذات الآلية في اختيار مرشح بديل لمنصب رئيس الوزراء".

 استدرك التحالف "ولكن لجوء السيد رئيس الجمهورية إلى سياسة قتل الوقت وتوجيه الرسائل إلى هذه الجهه وتلك وعدم الالتزام بالمهل الدستورية دفعنا إلى تقديم الأدلة الثبوتية التي لا تقبل الشك باعتبارنا الكتله النيابية الأكثر عددًا، والتي اعتمدناها في تقديم مرشحنا لرئيس الجمهورية الذي كان قد تعهد بتكليفهِ بتشكيل الحكومة، مبينًا "ولكننا فوجئنا بإصرار رئيس الجمهورية على مخالفة الدستور وعدم تكليف مرشح الكتلة الأكبر بحجة رفض المرشح من بعض الأطراف السياسية".

 تحالف البناء: على مجلس النواب اتخاذ الإجراءات القانونية بحق رئيس الجمهورية لحنثه باليمين وخرقه للدستور

أضاف البيان، أننا "في تحالف البناء وإذ نجدد التزامنا التام بالسياقات الدستورية التي تؤكد عليها المرجعية الدينية العليا، نرفض بشكل قاطع أي تبريرات أو عملية التفاف على الدستور، وإن انتهاك الدستور من الجهة التي يفترض أن تكون حامية له يعني دفع البلاد إلى الفوضى التي لا تخدم سوى الجهات الأجنبية التي تتربص الشر بالعراق وشعبه الذي يرفض بقوة الإملاءات من أية جهة كانت وفرض سياسة الأمر الواقع ولي الأذرع وتجاوز المؤسسات الدستورية".

 اقرأ/ي أيضًا: ساعات حرجة فيصلها القضاء.. خليفة عبدالمهدي يتأرجح بين منزل المالكي وقصر الرئيس

أوضح أن "مخالفة الدستور ورفض تكليف رئيس الوزراء وفق السياقات الدستورية  سيؤدي إلى نتائج  تتنافى مع مطالب المتظاهرين وعموم الجماهير في تحقيق الأمن والاستقرار لتبدأ عملية تنفيذ مطالب المتظاهرين السلميين، لافتًا إلى أنه "على مجلس النواب اتخاذ الإجراءات القانونية بحق رئيس الجمهورية لحنثه باليمين وخرقه للدستور".

وبعد بيان تحالف البناء، هاجمت كتائب حزب الله، رئيس الجمهورية برهم صالح، فيما اعتبرت الكتائب خطوة صالح بأنها "مزايدة بادعاء وقوفه إلى جانب إرادة الشعب"، مشيرة إلى أنها "تعلم أن برهم صالح ينفذ إرادة أمريكية تخطط لجر البلاد نحو الفوضى وإبقاء الأزمة السياسية بلا مخرج، لفرض احتلال أمريكي جديد بغطاء أممي".

وفي الأثناء، انهار النائب عن كتلة صادقون التابعة لحركة "عصائب أهل الحق" عدي عواد على الهواء مباشرة، بالوقت الذي أطلق فيه شتائم على رئيس الجمهورية، وذلك على خلفية امتناعه تكليف مرشح تحالف البناء أسعد العيداني.

وبدأ النائب عن العصائب مداخلاته بوصف رئيس الجمهورية برهم صالح بـ"الجبان.. شرد" متهمًا إياه بـ"خرق الدستور"، قبل أن يقاطعه المقدم ويطلب منه الالتزام بالسياقات المنضبطة للحوار.

نائب عن العصائب وصف برهم صالح بـ"الجبان" مطالبًا العراقيين بـ"البصق عليه" بسبب خرقه للدستور

إلا أن عواد تابع حديثه في الفقرة التالية، مطالبًا "العراقيين بالبصق على رئيس الجمهورية" بسبب خرقه للدستور، وإعلانه الاستعداد للاستقالة إذا اضطُر لتكليف شخصية جدلية. كما دعا عواد صالح إلى "مواجهة الشعب العراقي بدل الهرب من المسؤولية". 

اقرأ/ي أيضًا: أمام إصرار إيران.. من هو مرشح اللحظات الأخيرة لرئاسة الوزراء؟

وفي السياق، نقلت صحيفة "اندبندنت" البريطانية في نسختها العربية، عن مصادر، قولها، إن رئيس الجمهورية برهم صالح تلقى تهديدًا بالقتل بسبب امتناعه عن تكليف مرشح الكتلة الأكبر أسعد العيداني بتشكيل الحكومة الجديدة.

قالت الصحيفة في تقرير لها، تابعه "ألترا عراق"، إن صالح غادر بغداد إلى السليمانية "فور إعلانه رفض تكليف مرشح الكتلة الأكبر لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة"، مؤكدة "تواتر الأنباء عن تعرضه لتهديدات مباشرة بالقتل من قبل أطراف على صلة بالحرس الثوري الإيراني".

رأت الصحيفة أنه "بالنسبة لكثيرين، فقد أحبط صالح آخر خطط طهران لضمان وجود رئيس وزراء موال في بغداد، عندما اعتذر عن تكليف أسعد العيداني، الذي يوصف بأنه أحد رجال الحرس الثوري الإيراني، بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، مؤكدًا استعداده للاستقالة من منصبه إذا لزم الأمر في حال تواصلت الضغوط الخارجية، ما وضعه في مواجهة مباشرة مع الجارة الشرقية للعراق".

وتنقل الصحفية عن مصادر لم تسمها، قالت إن "كتائب حزب الله العراقية، وهي ذراع الحرس الثوري في العراق، أرسلت طائرات مسيرة عصر الخميس، 26 كانون الأول/ديسمبر، لتحلق فوق قصر السلام، وهو المقر الرسمي لرئيس الجمهورية في بغداد، لافتة إلى أن "الطائرات المسيرة كانت مسلحة بعبوات متفجرة".

صحيفة قالت إن كتائب حزب الله أرسلت طائرات مسيرة تحلّق فوق المقر الرئيسي لبرهم صالح مشيرة إلى أنه تعرض للتهديد بالقتل

وبحسب الصحيفة، فإن "كتائب حزب الله تملك موقعًا قريبًا من قصر السلام، سبق لها أن استضافت فيه قادة في الحرس الثوري، من بينهم قاسم سليماني قائد فيلق القدس"، مبينة أن "النسخة العراقية من حزب الله اللبناني، استخدمت تكتيك الطائرات المسيرة بشكل أكبر خلال الأيام الأخيرة مع رئيس الجمهورية، لا سيما خلال بعض لقاءاته الرسمية مع دبلوماسيين أجانب".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

المحتجون يستبقون "الخميس المقلق" بخطوات تصعيدية: من سيحدّد مصير العيداني؟

البرلمان يقّر قانون الانتخابات.. الحلبوسي يتوعد مزدوجي الجنسية وسائرون "يحتفل"