23-مارس-2019

جنود إسرائيليون في هضبة الجولان (Getty)

الترا عراق – فريق التحرير

رفضت وزارة الخارجية العراقية، اليوم السبت 23 آذار/مارس، دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى الاعتراف بـ "سيادة" إسرائيل على الجولان السوري، فيما دعت المجتمع الدوليّ إلى احترام القواعد الآمرة للقانون الدولي، والعمل على إنهاء احتلال الأراضي العربية.

أعلن العراق رفضه دعوة الرئيس الأمريكي ترامب للاعتراف بـ"سيادة" إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة، ودعا المجتمع الدولي إلى العمل لإنهاء احتلال الأراضي العربية

وقالت الوزارة في بيان لها، إن العراق يعارض بشدة شرعنة احتلال الجولان، ويرفض هذا التوجّه استنادًا إلى القانون الدوليّ الذي يقضي بعدم شرعية أيِّ سلطة قائمة بالحرب، أو الاحتلال كأداة لاكتساب ملكيّة الأراضي المحتلة، بل "يُعَدّ الاحتلال جريمة ضد أمن البشرية توجب العقاب لمرتكبيها".

اقرأ/ي أيضًا: #من_بغداد_إلى_القدس.. عراقيون مع فلسطين في العالم الافتراضي أيضًا

أضافت الوزارة، أن العراق يؤكد، من هذا المنطلق، أن التقادم الزمنيّ لا يعطي للسلطة القائمة بالاحتلال أيّ حق، أو سيادة على الأراضي المحتلة في الجولان السوريّ، أو الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولاسيما مدينة القدس.

كما بينت، أن العراق، واستنادًا للأحكام الواردة في الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بالاحتلال خصوصًا اتفاقيات لاهاي، وجنيف، والبرتوكولات الملحقة بها، وقرارات الشرعية الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي يرفض هذه السياسات "التي تضر في إيجاد حلول دولية تنهي احتلال الجولان السوري، والأراضي العربية الفلسطينية".

فيما دعا العراق، وفق البيان، المجتمع الدوليّ إلى احترام القواعد الآمرة للقانون الدولي، وأن يعمل على إنهاء احتلال الأراضي العربية، والقبول بقرارات الشرعية الدولية الصادرة عن أجهزة الأمم المتحدة بخاصة قرارات مجلس الأمن، والجمعية العامة.

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال الخميس 21 آذار/مارس، إن الوقت قد حان لإعتراف الولايات المتحدة بـ"السيادة الكاملة" لإسرائيل على هضبة الجولان السورية.

وكتب ترامب في تغريدة على تويتر: "‏بعد 52 عامًا، حان الوقت للولايات المتحدة للاعتراف الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان"، مضيفًا أن الهضبة "لها أهمية استراتيجية وأمنية بالغة الأهمية لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي".

ولاقى موقف ترامب إدانات عربية واسعة، كما حذرت تركيا وروسيا من تداعياته. لكنه عاد وأكد لاحقًا في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" أنه قرر المضي قدمًا في الاعتراف بما يسميها سيادة إسرائيل على الجولان، وشبّه هذا الأمر بالقرار الذي وقعه في كانون الأول/ديسمبر 2017 بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، مبينًا أنه سيقدم على هذه الخطوة رغم مناشدات عديدة من مختلف أنحاء العالم لثنيه عن ذلك، فيما أشار إلى أنه يتفهم صعوبة الأمر وعدم إقدام أي من الرؤساء الأمريكيين السابقين عليه.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية قوله، أمس الجمعة، إن مسؤولين أمريكيين يعدون وثيقة رسمية باعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على الجولان، ومن المرجح أن يوقعها ترامب الأسبوع المقبل أثناء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن.

أما في الأردن، فقد أكد وزير الخارجية أيمن الصفدي موقف المملكة "الثابت بأن الجولان أرض سورية محتلة وفقا لجميع قرارات الشرعية الدولية التي تنص بشكل واضح وصريح على عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة".

بينما إقليميًا حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن موقف ترامب يضع المنطقة على حافة "أزمة وتوترات جديدة"، كما أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن صدمة بلاده بعد إعلان ترامب. وكتب في تغريدة "الجميع صُدم بمواصلة ترامب محاولة منح ما ليس له لإسرائيل العنصرية.. أولا القدس والآن الجولان".

وعلى المستوى الدولي قال الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، إنه لا يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، وهو الموقف ذاته الذي أعلنته الخارجية الفرنسية، في حين أكد الكرملين الروسي أن "دعوات كهذه من شأنها زعزعة استقرار الوضع بشكل كبير (...) في الشرق الأوسط".

من جانبه انتقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الجمعة، التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة. وتبنى المجلس قرارًا سنويًا بشأن الجولان السوري طرحته باكستان بالنيابة عن منظمة التعاون الإسلامي بتأييد 26 دولة ومعارضة 16 وامتناع خمس دول عن التصويت.

واجهت دعوة ترامب رفضًا عربيًا وإقليميًا ودوليًا شديدًا، فيما تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرارًا يدين التوسع الإسرائيلي في الجولان

وصوتت دول أوروبية من بينها بريطانيا ضد القرار. ولم تشارك الولايات المتحدة في التصويت إذ انسحبت من المجلس العام الماضي واتهمته بالتحيز ضد إسرائيل.

واحتلّت إسرائيل مرتفعات الجولان والضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة في حرب عام 1967. وبعد ذلك ضمّت مرتفعات الجولان والقدس الشرقية في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.

كانت الولايات المتحدة  قد صوتت، منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي من العام المضي، للمرة الأولى ضد قرار أممي يعتبر ضم إسرائيل للجولان "لاغيًا وليس في محله" وكانت الدولة الوحيدة التي اتخذت هذا الموقف، كما لمحت واشنطن بشأن مرتفعات الجولان قبل أسبوع، عندما غيّرت الخارجية وصفها لتلك المرتفعات، واستبدلت وصفها بالمحتلة بعبارة "التي تسيطر عليها إسرائيل".

 

اقرأ/ي أيضًا:

حناجر إسرائيل في بغداد.. إيقاع التطبيع المنبوذ

فلسطين في العراق.. هل يبني الحقد موقفًا إنسانيًا؟