04-يونيو-2021

"غير صالحة للسكن" (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

امتدت مشاكل السكن في البلاد لتساهم جنبًا إلى جنب مع مشاكل المياه وقلة الاهتمام الحكومي والمجتمعي بالزراعة وإدامة المساحات الخضراء، بزيادة نسبة التصحر التي تهدد البلاد، وما لها من مشاكل بيئية وصحية جسيمة، ولا سيما في العاصمة بغداد التي اعتبرتها وزارة الزراعة مؤخرًا بأنها أصبحت "غير صالحة للعيش".

فقدت العاصمة بغداد 75% من مساحاتها الخضراء

ومنذ أسابيع، ووزارة الزراعة مستمرة بالتطرّق لمشكلة تقلّص المساحات الخضراء في العاصمة بغداد، حتى كشفت في نيسان/أبريل الماضي عن توجيه حكومي بمحاسبة المتجاوزين على المناطق الخضراء والحدائق العامة، وتحويلها إلى أماكن سكنية أو محال تجارية.

بغداد تفقد 75% من مساحاتها الخضراء

وزير الزراعة محمد الخفاجي قال في تصريحات للصحيفة الرسمية وتابعها "ألترا عراق"، إن "هناك تجريفًا للمناطق الخضراء واستخدامها كوحدات سكنية، بالإضافة إلى أن هناك تجاوزات وعشوائيات وصلت إلى مؤشرات خطيرة على صحة المواطن وأمنه"، معتبرًا أن "بغداد تتعرض إلى كارثة بيئية لا سيما في منطقة الرصافة".

اقرأ/ي أيضًا: الزراعة والصناعة.. شاهدان يكشفان "جرائم" الاحتلال الأمريكي بالأرقام!

وبينما حمل الخفاجي محافظة بغداد وأمانة العاصمة "مسؤولية التجاوزات على المساحات الخضراء وعدم تنفيذ قانون 154، وكذلك قانون التصميم الأساسي لمدينة بغداد للمحافظة على نسبة الأوكسجين في العاصمة"، أشار إلى أن "التصميم الاساسي لمحافظة بغداد هو أن يكون 40% مناطق خضراء و60% للسكن، إلا أن المساحات الخضراء في العاصمة الآن تبلغ 10% فقط".

وعلى هذا الأساس، فإن المساحات الخضراء المتواجدة فقط 10% من أصل 40%، ما يعني أن بغداد فقدت 75% من مساحاتها الخضراء المصممة وتحتفظ بـ25% فقط.

80% من العراق في نطاق التصحر أو التصحر الوشيك.. وبغداد غير صالحة للسكن

تقع مساحات شاسعة من العراق تقدر بنحو 80% في نطاق التصحر أو التصحر الوشيك، حيث بيّنت وزارة الزراعة أن 50% من مساحة البلاد مبتلاة بالتصحر، فيما أشارت إلى أن "20 الى 30 بالمئة مهددة كذلك أيضًا بدرجات متفاوتة"، ما يعني أن 80% من مساحات العراق في نطاق التحصر تقريبًا.

ويشير المتحدث الرسمي للوزارة في تصريحات للصحيفة الرسمية وتابعها "ألترا عراق"، إلى أن "الوضع في العاصمة بغداد، بات غير ملائم للسكن، لا سيما بجانب الرصافة بسبب قلة المساحات الخضراء"، مبينًا أن "مواجهة التصحر عبر زراعة الأحزمة الخضراء، بحاجة إلى مبالغ طائلة وبرنامج وطني وستراتيجية واضحة، في حين أن المبالغ المخصصة حاليًا للوزارة لا تكفي لذلك". 

هل فقدت بغداد مصدرها للأوكسجين؟

وعلى ضوء الحسابات السابقة، والتي تبين فقدان العاصمة بغداد لـ75% من مساحاتها الخضراء، وكما هو معروف، فإن النباتات والمساحات الخضراء مسؤولة عن سحب وتقليل نسبة غاز ثنائي أوكسيد الكاربون في الجو بالمقابل طرح غاز الأوكسجين الضروري للتنفس وإدامة الحياة للإنسان والحيوان، ما يعني أن بغداد ربما تكون قد فقدت نحو 75% من مصدرها للأوكسجين، الأمر الذي يطرح تساؤلات عن الأضرار الناجمة من هذا التراجع في المساحات الخضراء.

يقول الأكاديمي والأستاذ في علم البايولوجيا، عباس سعد في حديث لـ"ألترا عراق" إن "لظاهرة تقلص وإزالة المساحات الخضراء تأثير كبير جدًا على ظاهرة الاحتباس الحراري"، أما من ناحية الأوكسجين فيشير عباس إلى أن "نسبته ثابتة في الغلاف الجوي نوعًا ما، وتأثير تراجع المساحات الخضراء موجود لكنه ضئيل في هذه الجزئية".

ويلخص سعد التأثير الأعظم لتراجع نسبة المساحات الخضراء بـ3 نقاط، الأول يتمثل بـ"زيادة معدلات الاحتباس الحراري، كون الأشجار تعمل على تثبيت  غاز ثنائي أوكسيد الكاربون من خلال سحبه من الأجواء وتثبيته على شكل مركبات هيدروكاربونية ومشتقاتها، بالإضافة إلى أن هذه المساحات تعمل على تلطيف الأجواء من خلال التبخر ودورها في امتصاص الإشعاع الشمسي الواصل إلى الأرض ".

ويضيف سعد أن "التأثير الآخر لاختفاء المساحات الخضراء والنباتات هو في تراكم العناصر الثقيلة في الأجواء، كون الأشجار تعمل على سحب هذه العناصر خصوصًا في المدن الحضرية المتقدمة صناعيًا وذات الزخم المروري".

تقول وزارة الزراعة إن الوضع في العاصمة بغداد بات غير ملائم للسكن لا سيما بجانب الرصافة بسبب قلة المساحات الخضراء

ويبيّن كذلك أن "إزالة هذه المساحات تسببت بتعريض مدينة بغداد إلى عواصف ترابية على مدار السنة لأنها كانت تعمل مصادات لهذه العواصف كونها تمثل أحزمة خضراء حول العاصمة".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

خلال نصف قرن من تاريخ "أرض السواد": ما هو مصير 33 مليون نخلة عراقية؟

الزراعة: لا نمتلك صلاحيات لمنع عمليات تجريف البساتين