مع الحصول على الدعم الخارجي، يعمل العراق على تطوير مشاريعه النفطية الكبرى، والتي مر عليها عقود طويلة دون أن تمتد يد التجديد عليها، ومنها مصفى نفط البصرة الذي كان قد حصل على قرض بقيمة 300 مليون دولار عام 2019 من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، إلا أن الدعم الياباني تجدّد 2021 وتمثل بمبلغ نحو 3 مليون دولار، بمثابة القرض الرابع للمشروع.
في تطوير مشروع مصفى نفط البصرة سيستغني العراق عن استيراد البنزين المحسن الذي يستورده بكميات كبيرة
وتكمن أهمية تطوير مصفى البصرة، وفقًا لخبراء، أنه سيذهب بالعراق نحو تكنولوجيا حديثة تستخدم لأوّل مرّة في قطّاع الصناعات التحويلية، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة القيمة الاقتصادية للنفط الأسود من خلال تحويله إلى مشتقات نفطية ذات قيمة أعلى، كالبنزين المحسن الذي يستورده العراق بكميات كبيرة، ويشكّل مشكلة حقيقية له، لعدم القدرة على الإنتاج لمثل هذه النوعيات.
اقرأ/ي أيضًا: حملة شعبية وتحذير من العطش.. ما هي أسباب تلكؤ مشاريع المياه في البصرة؟
كما من المؤمل أن تثمر الخطة الموضوعة حاليًا عن تحسين جودة المشتقات النفطية، والقدرة الإنتاجية النفطية العراقية وتلبية الحاجة المحلية من المنتجات، بالإضافة لسد الهوة وتقليل الطلب على المنتوجات التي يجري استيرادها عبر إدخال وحدة التكسير بالمعامل المساعد، مع إضافة وحدتي الهدرجة (لمعالجة زيت الغاز الخفيف) والذي سيسهم بدور فعّال وبارز في عملية إعادة الإعمار ودعم الاقتصاد الوطني.
ويفسّر الخبير النفطي علاء الأسدي، تفاصيل المشروع قائلًا، إن "المصفى يقع في منطقة الشعيبة بمحافظة البصرة وعملية تطويره ستكون بإضافة وحدة جديدة، لكونه يحتوي حاليًا على ثلاث وحدات بصرة 1 وبصرة 2 وبصرة 2 الذي يستهلك إجمالي النفط يوميًا 300 ألف برميل تقريبًا، مضيفًا في حديثه لـ"ألترا عراق"، أن "الوحدة الجديدة التي ستضاف تسمى FCC لتصبح طاقة المصفى الكلية 355 ألف برميل في اليوم".
ويؤكد الأسدي، أن "هذه الوحدة سترفد السوق العراقية بما يقارب 7 مليون إلى 7 ونصف مليون لتر يوميًا من البنزين عالي الأوكتان، مشيرًا إلى أن "هذا فقط من وحدة التكسير بالعامل المساعد، فيما سيرتفع الإنتاج مع وحدتي الهدرجة بمعدل 8 مليون لتر يوميًا".
وبينما لفت المختص إلى أن "العراق حكوميًا ورسميًا كان يعلن أنه ينتج 15 مليون لتر ويستهلك 25 مليون، ويعني هذا كون الفارق والنقص اليومي هو 10 مليون لتر، أكد تغطية الوحدة الجديدة المعنية بالهدرجة لـ80% من احتياجات السوق المفقودة (أي ستخفض المستورد من 10 مليون لتر يوميًا إلى 2 مليون لتر يوميًا)".
وبشأن مدة القرض الياباني التي تستمر 30 سنة وبفائدة 0.2 %، علّق الخبير النفطي، بأن نسبة الفائدة جدًا قليلة وبمثابة هدية للشعب العراقي، معتبرًا أنها "خطوة إيجابية ولا تكلف العراق الكلف العالية، بل على العكس، الفائدة قليلة جدًا لأن المشروع يقع ضمن المشاريع المقلّلة للتلوّث".
وعن كون المشروع "صديق البيئة"، أوضح أن "ذلك صحيح، لأن الوقود عالي الأوكتان الذي سينتج منه ويسمى 95 أوكتان فما فوق، يقلّل التلوث الناتج من البنزين العادي بنسبة تتراوح من 26 إلى 30%، مؤكدًا أنه "سيؤدي لتقليل التلوث في جو العراق والكرة الأرضية بشكل عام، كما بيّن أن "مثل هكذا مشاريع مفيدة للبيئة وللاقتصاد بدولة مثل العراق، إذ تقلّل الاستيراد للمشتقات النفطية بنسبة 80% وتقليل تلوث الهواء أيضًا".
لكن الأكاديمي النفطي، محمد الحسناوي، يختلف مع الطرح السابق بأن المشروع سيسد حاجة العراق، مؤكدًا في حديث لـ"ألترا عراق"، أن "ذلك يعد مستبعدًا في الوقت الحالي، مستدركًا "لكن يمتلك جوانب إيجابية أهمها خفض حجم الاستيرادات من المشتقات النفطية".
لا يعتقد الأكاديمي محمد الحسناوي أن تطوير مشروع مصفى البصرة سيسد حاجة العراق بالوقت الحالي
وأضاف الحسناوي، أن "مشروع تطوير مصفى البصرة سيعزّز قدرت العراق المحلية لإنتاج المشتقات، فضلًا عن موضوع التشغيل وتوفير العملة الصعبة وغيرها من الإيجابيات الأخرى التي ستتضح فور إكمال العمل به".
اقرأ/ي أيضًا:
النفط: إيرادات شهر تموز بلغت أكثر من 6 مليارات دولار
العراق يوقع اتفاقًا مع الصين لإنشاء محطات طاقة نظيفة