15-مارس-2023
لنظام الذي تم تأسيسه بعد عام 2003 ببساطة لا يمكن أن يستمر

كلمة جينين بلاسخارت في ملتقى السليمانية السابع (Getty)

ألقت مبعوثة الأمم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، يوم الأربعاء 15 آذار/مارس 2023، كلمة في ملتقى السليمانية السابع، تطرقت خلالها إلى انتفاضة "تشرين" ومواجهات الخضراء، والمصاعب التي تواجه النظام وحكومة محمد شياع السوداني.

وذكّرت بلاسخارت في كلمة تابعها "ألترا عراق"، بمشاركتها في المنتدى ذاته عام 2019، قبل أشهر من اندلاع انتفاضة تشرين، حيث حذّرت آنذاك من أن "الغضب الشديد ينفجر بسهولة، وأن عدم اتخاذ أي إجراء سيؤدي حتمًا إلى حلقة جديدة من العنف"، مشيرة إلى أن ماحدث بعد ذلك هو نزول "الكثير والكثير من العراقيين إلى الشوارع، احتجاجًا على انسداد الآفاق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتعبوا من الفساد والمصالح الحزبية، وبعد 16 عامًا، لقد نفد صبرهم، ببساطة، حيال الوعود التي لم يتم الوفاء بها".

قالت بلاسخارت إنها تحدثت في 2019 عن مشهد "تشوبه سياسة الفصائل والأطراف الفاعلة غير الحكومية واختلال موارد الدولة وسوء الخدمات ونقص الوظائف"، لافتة إلى أن "الآن، بعد مضي أربع سنوات، لا يزال العديد من هذه القضايا قائمًا بشكل بالغ الحدة".

وتحدثت بلاسخارت عن أحداث تشرين "والخسائر الفادحة في الأرواح وكذلك الإصابات العديدة، جنبًا إلى جنب مع غياب المساءلة واختطاف الاحتجاجات السلمية من قبل كافة أشكال موازين القوى، إلى اتساع نطاق أزمة ثقةٍ كانت في الأصل هائلة"، وما تلا ذلك من استقالة رئيس الحكومة وتشكيل حكومة جديدة وإجراء انتخابات مبكرة قالت إنها "شفافة وذات مصداقية".

لكن العراق، والحديث لبلاسخارت، "وجد نفسه بعد فترة وجيزة في خضم أوضاع متقلبة للغاية ومشحونة سياسيًا بعد الانتخابات"، مشيرة إلى أن تصاعدت التوترت أدت إلى "اشتباكات مسلحة في قلب العاصمة وأماكن أخرى".

دعوة لدعم الحكومة

وفي حديثها عن تشكيل الحكومة بقيادة محمد شياع السوداني، أعادت بلاسخارت التذكير بأن ذلك يعني "العديد من التطلعات والمطالب - التي برزت في تشرين الأول 2019 - لا تزال حية. ويعني ذلك أن الحلول المؤقتة لا تجدي"، داعية إلى "التخلي عن التقاعس السياسي"، وعدم الاستمار في "اختبار صبر العراقيين وصمودهم".

"لا يمكن لأحد أن يتوقع من الحكومة الجديدة، أن تحقق المعجزات بين عشية وضحاها"، قالت بلاسخارت عن حكومة السوداني، وأضافت: "يستغرق التعامل مع التركة الهائلة لماضي العراق والتحديات العديدة للحاضر وقتًا".

وجددت المبعوثة الأممية تأكيدها على أن "إقرار حكومة العراق الجديدة الذي تمّ مؤخرًا بقيادة السوداني، يوفر فرصة بالغة الأهمية. فرصة لإعادة البلاد إلى مسار الاستقرار"، مذكرة بإحاطتها التي قالت فيها إن "الحكومة العراقية أبدت عزمها على معالجة عدد من القضايا الملحة".

وفي دعوة لدعم حكومة السوداني، قالت بلاسخارت إن "أي حكومة تحتاج إلى بعض الوقت لإنجاز الأمور. وكذلك، لكي تحقق أي حكومة تقدمًا ملموسًا، فإن الدعم واسع النطاق- سواء كان ذلك من داخل التحالف أو خارجه – يعدّ متطلّبًا أساسيًا".

وأشارت إلى أن "تنفيذ الحكومة سيتأخر كثيرًا وكذلك تقديم الخدمات العامة بدون موازنة يقرها البرلمان"، مؤكدة أن "خلق الوظائف بشكل مستدام لا يمكن تحقيقه من خلال زيادة تضخم القطاع العام. هناك حاجة ماسة إلى إصلاحات اقتصادية ومالية".

"النظام الذي تم تأسيسه بعد عام 2003 ببساطة لا يمكن أن يستمر. وإذا ترك كما هو، فسوف يأتي بنتائج عكسية مرة أخرى"، قالت بلاسخارت وأكدت ضرورة أن "تتجاوز جهود مكافحة الفساد المنهجي في العراق الأفراد أو الأحداث"، محذرة من أن " العراق سوف يفشل في الاختبار" إذا "لم يتم اتخاذ إجراء سريع"، كما دعت إلى "قيام علاقات مؤسسية" لحل القضايا العديدة العالقة بين بغداد وأربيل.

الاقتتال في كردستان

وعن إقليم كردستان، أشارت إلى أنه لا يمكن إغفال "الاقتتال السياسي الداخلي والمصالح الخاصة للأحزاب"، داعية الإقليم إلى الاتحاد والتصدي "للفساد المنهجي", وتعزيز "احترامه للحقوق والحريات الأساسية" وتحقيق "تقدم ملموس في الإصلاح الأمني والاقتصادي"، والانخراط في حوار الرغم من الخلافات الداخلية التي تبدو في بعض الأحيان - والحديث لبلاسخارت  - لا يمكن التغلب عليها، محذرة من "المخاطرة بما حققه (الإقليم) خلال العقود الماضية".