15-مايو-2024
بارزاني السوداني العميري

تكررت زيارات بارزاني إلى بغداد (ألترا عراق)

يجري رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، زيارات متكررة إلى العاصمة بغداد، للقاء المسؤولين الاتحاديين ومن بينهم رئيس الحكومة محمد السوداني، خصوصًا مع تفاقم الأزمات الناجمة عن قرارات المحكمة الاتحادية وما يتعلق بالرواتب والنفط وغير ذلك.

السوداني يعتبر زيارات رئيس الإقليم خطوة إيجابية لحلّ جميع المسائل المشتركة

ووصل نيجيرفان بارزاني، الثلاثاء 14 أيار/مايو 2024، إلى بغداد، والتقى السوداني، وبحثا "الأوضاع في إقليم كردستان العراق، وإجراءات الحكومة في تنفيذ خططها الاستراتيجية، التي تتعلق بتدعيم الاقتصاد"، فضلًا عن "التباحث بشأن عدد من الملفات المشتركة، والتأكيد على إدامة الحوارات والاجتماعات بين الجانبين على مختلف الصعد، في إطار الوصول إلى حلول مستدامة ضمن الدستور والقانون".

لكن رئيس إقليم كردستان، بدأ لقاءاته برئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، وناقشا "عددًا من القضايا التي بحاجة إلى معالجات قانونية". ثم انتقل للقاء رئيس المحكمة الاتحادية جاسم العميري، وناقشا "عدة أمور تخص البلد وإقليم كردستان، منها موضوع الانتخابات في الإقليم وضرورة إجرائها بما يضمن مشاركة الجميع ووضع الأطر كافة لضمان عدالة إجرائها"، وفق بيانين للقضاء والاتحادية.

زيارة بارزاني الثلاثاء، هي الثالثة في قرابة شهر، حيث كان رئيس الإقليم زار بغداد في 27 نيسان/أبريل الماضي، والتقى السوداني أيضًا، وأكدا "على استمرار الحوارات البناءة الخاصة بالقضايا المشتركة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان" وكذلك "العمل على تمتين العلاقة بين بغداد وأربيل".

وقبل ذلك، وفي 6 نيسان/أبريل 2024، زار بارزاني بغداد والتقى السوداني وأكدا "أهمية دعم الخطوات الحكومية الإصلاحية، من قبل سائر القوى الوطنية والسياسية؛ من أجل تعزيز مستهدفات الحكومة، والمُضيّ في ترسيخ التنمية الشاملة، وتجاوز كل العقبات الإدارية والتنفيذية التي كانت تحول دون الارتقاء بالواقع الخدمي والمعاشي والاقتصادي"، بينما أكد السوداني على "تحقيق التكامل في الأداء بين السلطات الاتحادية والسلطات في إقليم كردستان العراق".

أجرى نيجيرفان بارزاني 3 زيارات إلى بغداد في قرابة شهر 

"ألترا عراق" أجرى استطلاعًا لرأي قيادات وأعضاء بعض الأحزاب والتحالفات الكردية والشيعية، حول الزيارات المتكررة لبارزاني، وكانت قرارات المحكمة الاتحادية هي النقطة الحاسمة في معظم آراء القيادات الخمس المستطلعة.


 

موقف "اليكتي"

القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، برهان شيخ رؤوف، يعتقد بأن العلاقات الجارية بين الحكومتين الاتحادية وإقليم كردستان اعتيادية للارتباط فيما بينهما.

ويقول رؤوف في حديث لـ "ألترا عراق"، إن "العلاقات بين بغداد وأربيل توجد فيها خلافات ومشاكل تقف بطريق تطبيق الاتفاقات وهو ما يتطلب زيارات مكثفة لتفتيت الصعوبات"، إذ أن "العقبات كثيرة وهي تتعلق بالملف المالي والنفط والانتخابات والكثير غيرها"، وفق القيادي في "اليكتي"، الذي يرى أن "حل جميع المشاكل يمكن عبر العودة إلى الدستور العراقي وجعله الفيصل في جميع ما يطرح".

أما زميله شيرزاد صمد، القيادي الوطني الكردستاني، فيؤشر تناقضًا على الجانب الآخر، وهو إن "العلاقة بين بغداد وأربيل شهدت الكثير من الخلافات التي فصلت بشأنها المحكمة الاتحادية وقراراتها. 

ويرى صمد، في حديث لـ "ألترا عراق"، أن "ارتباط المركز والإقليم يتجه نحو علاقة طبيعية لأن بعض زعماء الإقليم وخاصة من الحزب الديمقراطي الكردستاني يحاولون الهروب من الالتزامات التي تترتب على الإقليم"، لكن "الالتزامات التي أقرتها المحكمة الاتحادية مؤخرًا ألزمت الإقليم بمواضيع صعبة بالنسبة له، ما جعل الأجواء تتوتر"، ثم يستدرك مرة أخرى ويقول: "لكن بالعموم التفاهمات تتجه نحو الاستقرار بحال تنفيذ جميع البنود التي أقرها القضاء في ملفات النفط والأموال وغيرها".

 

"البارتي" ما يزال متخوفًا

على الجانب الآخر، يرى عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، هيثم المياحي، أن شكل العلاقة الحالية بين المركز وإقليم كردستان أصبحت "أكثر توازنًا" بعد الزيارات المتتالية لرئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني لبغداد. 

يخشى الحزب الديمقراطي الكردستاني من قرارات جديدة للمحكمة الاتحادية تزعزع الأوضاع خصوصًا بعد التدخل الدولي

ويقول المياحي في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "نيجيرفان بارزاني يمتلك الحنكة السياسية ومن مصلحة الإقليم والمركز تصفير كل الأزمات في هذه المرحلة، لوجود تصويت على موازنة 2024 وحلول لجميع المشاكل المتراكمة منذ عامي 2021 و 2022".

عضو "البارتي" لم يُخفِ المخاوف بشأن المستقبل، وقال إن "أي قرار أو تفسير جديد من المحكمة الاتحادية سيأزم الأوضاع خصوصًا بعد تدخل بعض الدول من أجل حل الأزمة بين بغداد وأربيل خلال الفترة الماضية"، لكنه يعرب عن تفاؤله بالقول، إن "المرحلة القادمة ستكون أفضل ومن مصلحة الطرفين حل جميع الخلافات سريعًا".

 

الإطار مرتاح للزيارات

من جانب قوى الإطار التنسيقي التي تحكم البلاد، سادت نظرة إيجابية حول تكرار زيارات نيجيرفان بارزاني. واعتبر عضو مجلس النواب عن ائتلاف دولة القانون، محمد الزيادي، الزيارات المتكررة لرئيس إقليم كردستان إلى بغداد "تعبيرًا عن حالة انسجام بين بغداد وأربيل".

ويقول الزيادي في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "طبيعة الحال تشير إلى هدوء وتفاهم في العلاقة بين حكومتي المركز وكردستان بتبادل الزيارات وكثافة المباحثات لحسم الملفات العالقة". ومن وجهة نظر النائب عن ائتلاف نوري المالكي، فإن "الزيارات هي من تأتي بنتائج حقيقية عكس الاتصالات [غير] المرئية التي تعطل التفاهمات وتجعلها غير حاسمة".

ويضيف الزيادي، أن "الأوضاع الآن مستقرة وقرارات المحكمة الاتحادية بشأن النفط والرواتب وانتخابات الإقليم جاءت وفقًا للدستور وهي ملزمة وباتة للجميع"، مؤكدًا أن "العلاقة الحالية تتطلب عدم إثارة أي خلافات والتباحث حول كل ما يؤدي للتفاهم والاستقرار".

يعتقد أعضاء في قوى الإطار التنسيقي أن زيارات بارزاني لبغداد هي من تفضي إلى حلول

كذلك الحال بالنسبة للمجلس الأعلى الإسلامي، الذي يرى  العلاقة بين المركز والإقليم تقترب شيئًا فشيئًا من الرؤية الدستورية، وهو ما "سيساعد ذلك في حل الإشكالات"، كلما "اقتربت أربيل من بغداد وأصبحت منسجمة اتحاديًا".

ويؤكد المتحدث باسم المجلس، علي الدفاعي، في حديث لـ"ألترا عراق"، أن "الحلول تكمن بتطبيق الدستور والاحتكام للقضاء وطاولة الحوار، ولا شك بأن الزيارات المتتالية لرئيس الإقليم إلى بغداد هي محل احترام وبعد كل واحدة منها يحصل تقارب بوجهات النظر"، معربًا عن "وجود نظرة إيجابية لزيادة زيارات قادة الإقليم للحكومة الاتحادية لأن التمسك بسياسة الدولة ستفرز الحلول بشكل مستمر ووضع المصلحة العليا نصب أعين الجميع".

ويقول إن "القادة في أربيل أدركوا عدم وجود حلول للمشاكل إلا بالعودة لبغداد والانسجام مع السياسة العامة للدولة وروح الدستور"، خصوصًأ وأن "بغداد وأربيل قد جربتا كيف تبقى الأزمات مفتوحة مع استمرار التفرد بالرأي وحصول القطيعة"، وفق رأيه.

ويعتقد متحدث المجلس الأعلى أن "المشاكل بين الحكومتين تحتاج لنظرة مشتركة دائمًا، مع دعوات بغداد دائمًا لحلول ممكنة ولكن عبر الحوار والنقاش"، مؤكدًا أن "الجميع يحتاج لبدء صفحة جديدة وتعاون بتشريع القوانين التي تعد أولوية لحل المشاكل العالقة، مع التزام جميع القوى السياسية بخطاب يراعي تأكيد الوحدة الوطنية أولًا واعتماد الحوار ثانيًا، فبغداد مصدر قوة لجميع العراقيين".