17-فبراير-2023
السفيرة والسوداني

السفيرة الأمريكية رومانوسكي أثناء مراسم توقيع اتفاقية رسمية في بغداد (تويتر)

أعلنت السفيرة الأمريكية في العراق ألينا رومانوسكي، الجمعة، ارتفاع عدد متابعي حسابها الرسمي على تويتر بوصفها سفيرة للولايات المتحدة في بغداد إلى 50 ألف.

وتولت رومانوسكي مهامها في العراق في ظروف معقدة شهدت أعمال عنف وهجمات طالت مقر السفارة، حيث اضطرت الإدارة الأمريكية إلى تعليق أعمال إصدار تأشيرات الدخول من بغداد منذ نهاية عام 2019.

دعت السفيرة الأمريكية إلى استمرار النقاش حول قضايا العراق بمناسبة ارتفاع عدد متابعيها إلى 50 ألف شخص

السفيرة قالت عبر حسابها اليوم، "شكرًا للدعم القوي من العراقيين. لقد وصلت إلى 50,000 متابع على تويتر اليوم".

وأضافت، " سعيدة بمعرفة أنّ رسائلي حول الأهداف المشتركة بين الولايات المتحدة والعراق تحفز المحادثات. دعونا نستمر في النقاش".

 

"خالة الولائيين"!

التغريدة لقيت تفاعلاً متباينًا عبرت عنه تعليقات نحو 300 شخص من بينهم شخصيات سياسية وبرلمانية، بين منتقد لسياسات الولايات المتحدة وحكومة الإطار التنسيقي، وآخرين أشاروا إلى ضرورة استمرار الحوارات لحلّ مشاكل المنطقة.

 

من بين التعليقات، كتب مغردون إنّ السفيرة باتت "تمثل خالة الولائيين (الجهات السياسية والفصائل الموالية للمرشد الإيراني)"، ومن يتكلم عنها بسوء "سيعتبر ابن سفارة"، وهي تهمة تطلق على ناشطين وصناع رأي تعرض كثير منهم بعدها لعمليات قتل وتغييب واعتقال.

 

سخرية..

فيما ركز آخرون على "المآسي" التي جرتها الولايات المتحدة على العراق منذ عام 2003، بعد الغزو بحجة امتلاك النظام السابق "أسلحة دمار".

عبر مغردون بسخرية وغضب عن تحول العلاقة بين قوى الإطار والفصائل المسلحة بالسفيرة الأمريكية منذ تشكيل حكومة السوداني

تغريدات أخرى جاءت ساخرة، حيث قارن أحد المتفاعلين بين حساب السفيرة الأمريكية بـ 50 ألف متابع، وبنين الموسوي التي يتابعها أكثر من مليون شخص.

 

سياسيًا، كتب عضو التيار الصدري عصام حسين تعليقًا على تغريدة السفيرة، "بالعكس خالة، العراقيون يتابعوك لغرض واحد، هو كيفية السيطرة على أحزاب سياسية لديها السلاح الكافي لقمع المواطن العراقي واستخدمته في موارد عدة، وأنت وحدك استطعت أن تروضي هذا السلاح بهذه السهولة، وجعلت السفارة في مأمن تام من هذا السلاح، العراقيون يتابعوك أيضًا حتى يتشفوا بهذا السلاح".

 

بدورها، كتبت النائب عالية نصيف، "لا يغرنك الرقم، الشعب العراقي حي".

3

 

سفارة "آمنة" في ظل حكومة الإطار

مؤخرًا كانت أعلنت الإدارة الأمريكية استئناف إجراءات إصدار تأشيرات الدخول لغير المهاجرين من مبنى السفارة في بغداد، لأول مرة منذ الحصار الذي شنته فصائل مسلحة في كانون الأول/ديسمبر 2019، عقب مقتل عناصر من الفصائل بقصف أمريكي في القائم.

 

وردت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حينها، باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني وجمال جعفر "المهندس" القائد الأبرز للفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق، لتندلع بعدها عمليات قصف عشوائي لمحيط السفارة وبعض مواقع تواجد القوات الأمريكية في البلاد على مدار أكثر من سنتين.

تلك الهجمات تراجعت بشكل كبير منذ أن ركزت الأطراف السياسية الشيعية جهدها لمواجهة المشروع السياسي لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ما أجبر الأخير على الانسحاب، لتتوقف تمامًا بعد تشكيل قوى حكومة محمد شياع السوداني من قبل الإطار التنسيقي.

 

"سفيرة فوق العادة"

وكان مجلس الشيوخ وافق في الثالث والعشرين من آذار/مارس الماضي 2022، على مهمّة الدبلوماسية ألينا رومانوسكي، سفيرةً فوق العادة لبلادها في العراق.

وتحيط رومانوسكي، مواليد 1955، أجواء العسكر، فقد عمل والدها وزوجها وابنها الأصغر في الجيش الأمريكي، فضلاً عن توليها شخصيًا مهام متعددة في وزارة الدفاع الأمريكية، فيما قضت العقد الأول من حياتها في العمل لصالح وكالة المخابرات الأمريكية (CIA)، ثم شقت طريقها نحو العمل الدبلوماسي.

وتعد رومانوسكي أول سيدة تشغل المهمة بعد السفيرة أبريل غلاسبي التي ترتبط بذكريات غير سعيدة للعراقيين، حيث تتهم بتحريض صدام حسين على غزو الكويت، أو إيهامه بأنّ ذلك "مسموح".

رومانوسكي باشرت أعمالها في بغداد منذ حزيران/يونيو 2022، بالتزامن مع ذروة الأزمة السياسية الناجمة عن الانتخابات المبكرة، قبل أن تحسم بسيطرة قوى الإطار الذي بات يؤكد على ضرورة "ترسيخ العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية".