25-ديسمبر-2021

أثناء الاحتفالات برأس السنة الميلادية سينتهي عام 2021 باستعراض مسلح (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

كان العام 2021 عام تأزم وضيق وإحراج للميليشيات المسلحة الشيعية في العراق، حيث انعكس "عدم الارتياح" هذا إلى عدّة استعراضات وردود أفعال عسكرية، بفعل جملة أحداث وتطوّرات ألحقت بهم "هزائم معنوية" تم التنفيس عنها عبر فعاليات مسلحة أو شعبية.

شهد العام 2021 العديد من الاستعراضات المسلحة الصريحة للميليشيات في بغداد على عكس السنوات السابقة

وبدأ العام 2021 باحتشاد جماهير الفصائل المسلّحة والحشد في ساحة التحرير ببغداد في الثالث من كانون الثاني/يناير لإحياء ذكرى اغتيال أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني، ومساءً انتقلت هذه الحشود بمسيرة على شارع مطار بغداد وإشعال الشموع حيث موقع اغتيال المهندس وسليماني، وشارك فيها عدد من قادة الفصائل والحشد الشعبي بينهم رئيس أركان الهيئة "أبو فدك المحمداوي"، ورفعت حينها صور المهندس وسليماني، إضافة إلى شعارات مطالبة بـ"إخراج القوات الأمريكية من العراق".

اقرأ/ي أيضًا: أسلحة و"تواثي" في قلب بغداد.. استعراض جديد للفصائل ينتهي باقتلاع شجرة

وفي 8 شباط/فبراير، انتشر العديد من مقاتلي ميليشيا "سرايا السلام" التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في عدّة محافظات ولا سيما ببغداد والنجف، بعد بيان من الصدر تحدّث فيه عن خطر وهجمة "داعشية بعثية على المقدسات" في ثلاث محافظات، لكنه قال إنّ "الهجوم لا يتعلق بالمراقد الشيعية المقدسة الموجودة في بغداد وكربلاء والنجف ".

وبعد مرور أكثر من شهر وتحديدًا في 25  آذار/مارس،  تفاجأ البغداديون بامتلاء شوارع بعض المناطق بسيارات حكومية تابعة للحشد الشعبي يستقلها مسلحون يطلقون على نفسهم "ربع الله" وهي حركة غير رسمية ولا معروفة، الأمر الذي تسبّب بذعر شديد، وسط عدم امتلاك الدولة وأجهزتها الأمنية حينها لأي أجوبة عن كيفية انتشار المسلحين في الشوارع وتنقلهم، دون امتلاكهم أي صفة رسمية وباستخدام عجلات حكومية، في الوقت الذي أشار مراقبون وخبراء أمنيون إلى أن "ربع الله هم أفراد من كتائب حزب الله"، حيث ظهر هذا التشكيل في بادئ الأمر ليوحي إلى أنه "حركة شعبية عنيفة" مهمتها مهاجمة القنوات التلفزيونية والمؤسسات التي تخالف توجهات الفصائل فضلًا عن الملكيات الخاصة من قبيل القاعات والمقاهي التي تدّعي الحركة أنها تحتوي على فعاليات "مشبوهة"، بحسب وصفهم.

وكانت هذه الفعالية هي أوّل ظهورمسلح لـ"ربع الله" لتعزّز المعلومات التي تشير إلى أنها ميليشيا تابعة لـ"كتائب حزب الله" وجزء من الحشد الشعبي وليست "شعبية"، وشهد الاستعراض إلقاء كلمة تطالب بعدة مطالب اقتصادية حيث تزامن هذا الحراك مع ارتفاع الأسعار في الأسواق نتيجة خفض قيمة الدينار أمام الدولار، إلا أنّ المطالبات المعلنة من قبيل خفض سعر الدولار، كانت عبارة عن "تنفيس" لتمرير رسائل ترتبط بحقيقة مخفية لهذا التحرّك، بحسب تقارير تحدّثت عن أنّ الاستعراض جاء بعد حملة اعتقالات سرية طالت أفرادًا من الفصائل متورطة بهجمات صاروخية على المنطقة الخضراء.

وبعد ذلك بشهرين، وتحديدًا في 26 أيار/مايو، طوق عدد كبير من مقاتلي الحشد الشعبي المنطقة الخضراء وبقيادة رئيس أركان الحشد "أبو فدك المحمداوي"، وذلك على خلفية اعتقال قائد عمليات الحشد في الأنبار قاسم مصلح، بتهمة 4 إرهاب، لقضايا تتعلق بهجمات صاروخية على قواعد عسكرية تضم بداخلها عناصر أمريكية، فضلًا عن اتهامات بتورطه باغتيال الناشط المتظاهر الشهير في كربلاء إيهاب الوزني، ليتم إطلاق سراح مصلح فيما بعد بقرار قضائي.

وفي 26 حزيران/يونيو، وبعد شهر واحد فقط من هذا التأزم بين ميليشيا الحشد وفصائله وبين رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، نظمت هيئة الحشد الشعبي استعراضًا بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيسه وحضر الكاظمي الاستعراض، فيما غابت فصائل "سرايا السلام"، فضلًا عن ألوية حشد العتبات عن هذا الاستعراض ولم تشارك به.

ويبدو أنّ فصائل الحشد الشعبي تستعد لاختتام عامها الصعب باعتصام مستمر منذ 19 تشرين الأول/أكتوبر احتجاجًا على نتائج الانتخابات، حيث لقيت الأجنحة السياسية للميليشيات الشيعية المسلحة خسارة مدوية بانتخابات تشرين، متمثلة بتحالف الفتح الذي تراجعت عدد مقاعده من أكثر من 40 مقعدًا إلى نحو 17 مقعدًا فقط، فضلًا عن حركة حقوق المرتبطة بميليشيا "كتائب حزب الله" والتي لم تحصل سوى على مقعد واحد، بالإضافة إلى عدم نجاح زعيم هذه الحركة حسين مؤنس "أبو علي العسكري" بالحصول على مقعد في البرلمان، وهي هزيمة معنوية مدوية، وفقًا لعديدين.

ولا يزال قادة الميليشيات يرفضون الاعتراف بنتائج الانتخابات، ولجأوا إلى طرق مختلفة لإلغائها، أبرزها نزول أنصارهم نحو الشوارع باحتجاجات عنيفة انتهت بمقتل شخص وإصابة العشرات مطلع تشرين الثاني/نوفمبر عند أبواب المنطقة الخضراء، وبعد التهديد من قبل القوى الخاسرة بـ"الثأر" لما جرى في المنطقة الرئاسية المحصنة، هاجمت في فجر 7 تشرين الثاني/نوفبمر طائرات مسيرة منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لكنّ محاولة الاغتيال فشلت، فيما ذهبت أصابع الاتهام نحو "الفصائل المسلحة الخاسرة".

أثناء الاحتفالات في رأس السنة الميلادية انتشرت عناصر تابعة للميليشيات في بغداد بذريعة رفع صور لـ"أبو مهدي المهندس"

ولم ينته عام 2021 دون استعراض مسلح في بغداد أيضًا، حيث وأثناء الاحتفالات في رأس السنة الميلادية، نشرت الميليشيات المسلحة عناصرها بعد منتصف 25 كانون الأول/ديسمبر في ساحة الفردوس وسط بغداد مع تهديدات بشن هجمات بالصواريخ، وذلك بذريعة محاولة رفع صورة لـ"أبو مهدي المهندس". 

وأظهرت مشاهد تابعها "الترا عراق"، مسلحين يتجولون بمركباتهم في بغداد، وعناصر مدججة بالعصي تحتشد وسط العاصمة.

 

 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

رويترز: قاآني "وبّخ" العامري والخزعلي للقبول بنتائج الانتخابات

بعد ساعات من تهديدات ميليشيات.. هجوم صاروخي على الخضراء