25-يناير-2022

غضب في مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

تعيش الأوساط الفنية والثقافية في العراق صدمة شديدة على خلفية كتاب رسمي أصدرته وزارة الإسكان يهدد بـ"إزالة" مسرح الرشيد، بعد أكثر من 40 عامًا على إنشائه، فيما يستنهض الفنانون بعضهم والذين هددوا بأن "يكونوا دروعًا بشرية" أمام الرغبة بإزالته.

هددت وزارة الإسكان بـ"إزالة" مسرح الرشيد بحجة أن المبنى مشيد على أرض تعود ملكيتها للوزارة

وأصدرت وزارة الإسكان والإعمار كتابًا رسميًا تضمن إنذارًا إلى دائرة السينما والمسرح لـ"إخلاء" بناية مسرح الرشيد خلال 14 يومًا، وبخلافه هددت وزارة الإسكان بـ"إزالته"، بحجة أن المبنى مشيد على أرض تعود ملكيتها للوزارة.

اقرأ/ي أيضًا: منزل غائب طعمة فرمان يتحول إلى "مكب نفايات".. اختفاء محزن للنخلة والجيران

القرار أثار استغراب وغضب الأوساط الفنية، خصوصًا وأن المبنى مشيد منذ 40 عامًا، بالإضافة إلى أنه منذ 2003 وحتى الآن وبعد مرور 18 عامًا كان المبنى مهملًا ومملوءًا بالركام وتعرض للحرق، ولم تتحرك وزارة الإسكان لانتشاله أو المطالبة به، إلا بعد أن استعاد مسرح الرشيد نشاطه مجددًا وإعاد ترميمه وافتتاحه بجهود ذاتية من الفنانين وموظفي دائرة السينما والمسرح، حيث تم إعادة افتتاحه في 17 كانون الأول/ديسمبر 2021، أي قبل نحو شهر من الآن، وتم تدشين خشبة مسرح الرشيد بفرقة العود للموسيقار مصطفى زاير وسط حضور الجمهور، حيث حضرت العوائل البغدادية وأقيمت هذ الحفلة بدعم من الأمم المتحدة.

ويعود تاريخ إنشاء مسرح الرشيد إلى عام 1979 حيث خصصت وزارة الإسكان هذه الأرض إلى وزارة الإعلام لتكون بناية "مصلحة السينما والمسرح"، فيما شُيّد المسرح عام 1981 من قبل شركة فرنسية وأخرى سويسرية ويحتوي على 500 إلى 600 مقعد.

ووجهت الفنانة العراقية آلاء حسين رسالة غاضبة إلى الجهات المعنية للتدخل لمنع تنفيذ كتاب وزارة الإسكان والإعمار، فيما أكدت أنّ الفنانيين سيقومون بوقفة احتجاجية وإذا استدعى الأمر سيكونون "دروعًا بشريًا" لمنع تنفيذ هذا القرار، لإزالة هذا الصرح وإرث "أساتذتنا" كما وصفته.

واعتبر فنانون ومختصون أن هذه الخطوة هي "جس نبض" إذا مرّت سيمضي الأمر لهدم جميع الصروح الحضارية الأخرى في البلاد.

وأشارت عدد من الآراء إلى أنّ مساعي إزالة المسرح بعد أن تمّ إعماره وإعادة افتتاحه ربما يرتبط باسمه "الرشيد"، في إشارة إلى الأجواء التي نمت بعد عام 2003 من قبل بعض الجهات والأحزاب الإسلامية ضدّ التسميات التي تتعلق بعدد من خلفاء العصر العباسي.

وقاربت بعض الآراء بين خطوة وزارة الإسكان وأعمال تنظيم "داعش" بهدم الآثار في الموصل، فيما أشاروا إلى أنّ الوزارة "تريد تحويل الأرض ربما إلى مول حزبي"، في إشارة الى تراكم الاستثمار بالمولات في العراق ولا سيما العاصمة بغداد التي تشهد كثافة في بناء المولات التي تعود عائديتها غالبًا لشخصيات سياسية و"فصائل مسلحة". 

 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

بغداد.. خشبة تتحدث عن الخشبة

بنات بغداد.. التداوي بالمسرح