ألترا عراق ـ فريق التحرير
ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها، أن حكومتيّ المركز وإقليم كردستان اتهمت مئات الأطفال بالإرهاب لانتمائهم إلى تنظيم "داعش"، مشيرة إلى أن المحاكمات تستند غالبًا إلى اتهامات ملفقة واعترافات منتزعة تحت التعذيب.
رايتس ووتش: السلطات العراقية وسلطات إقليم كردستان تعتقل وتلاحق غالبًا الأطفال الذين لهم أي صلة مزعومة بداعش وتعذبهم لانتزاع الاعترافات
قالت المنظمة في تقريرها الذي صدر في 6 آذار/ مارس، وحمل العنوان "لازم كلّكم تعترفون" والذي صدر في 53 صفحة، إن "سلطات حكومتيّ العراق وإقليم كردستان اتهمت مئات الأطفال بالإرهاب لانتمائهم المزعوم إلى تنظيم داعش، مبينة أن "تقريرها يظهر الانتهاكات ضد الأطفال المشتبه في انتمائهم إلى "داعش" في العراق".
اقرأ/ي أيضًا: هيومن رايتس ووتش تكشف فحوى رسالة خطرة وجهتها إلى عبد المهدي
أضافت المنظمة في تقريرها الذي تابعه "ألترا عراق"، أن "السلطات العراقية وسلطات إقليم كردستان تعتقل وتلاحق غالبًا الأطفال الذين لهم أي صلة مزعومة بداعش، وتعذبهم لانتزاع الاعترافات وتحكم عليهم بالسجن بعد محاكمات سريعة وغير عادلة، مشيرة إلى أن "القانون الدولي يعترف بأن الأطفال المجندين من الجماعات المسلحة هم في المقام الأول ضحايا ينبغي إعادة تأهيلهم وإدماجهم في المجتمع".
قالت جو بيكر، مديرة المناصرة في قسم حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش، بحسب التقرير، إنه "يُحتجز الأطفال المتهمون بالانتماء إلى داعش ويُعذبون ويُحاكمون بغض النظر عن مستوى مشاركتهم مع التنظيم، لافتة إلى أن "هذا النهج القمعي ظالم وسيخلق عواقب سلبية دائمة للعديد من هؤلاء الأطفال".
فيما ينقل التقرير عن الأطفال الذين احتجزوا للاشتباه في تورطهم مع داعش، قولهم إنهم "يخشون العودة لبيوتهم عقب إطلاق سراحهم لأن توقيفهم يصنَّفهم تلقائيًا كـ"دواعش" ما يُعرّضهم لهجمات انتقامية، بينما قال أطفال محتجَزون لدى حكومة إقليم كردستان إنهم "يخشون إعادة اعتقالهم من قبل القوات الاتحادية العراقية إذا عادوا إلى المناطق الخاضعة لبغداد، مبينًا أن "هذه الوصمة قد تؤدي إلى انفصال دائم عن أُسرهم ومجتمعهم".
لفت التقرير إلى أن "السلطات العراقية وسلطات إقليم كردستان تستخدمان عمليات تدقيق أمنية تشوبها عيوب كثيرة وتؤدي غالبًا إلى احتجاز ومقاضاة الأطفال بغض النظر إن كانت لديهم علاقة بـ"داعش" وعن مدى تورطهم مع التنظيم".
تابع التقرير، أنه "قد تتطابق أسماء آخرين مع أسماء المشتبه بانتمائهم إلى داعش، مبينًا أن كثيرًا ما يُبلغ الجيران عن تورّط أفراد مع داعش بأدلة ضعيفة أو من دون دليل، أو بسبب خلافات شخصية".
تُقدّر هيومن رايتس ووتش أن السلطات العراقية وسلطات إقليم كردستان كانت تحتجز في نهاية 2018 حوالي 1.500 طفل بسبب انتمائهم المزعوم إلى داعش
بحسب التقرير، أن "هيومن رايتس ووتش تُقدّر أن السلطات العراقية وسلطات إقليم كردستان كانت تحتجز في نهاية 2018 حوالي 1,500 طفل بسبب انتمائهم المزعوم إلى داعش".
ووفقًا للسلطات الحكومية العراقية، أُدين 185 طفلًا أجنبيًا على الأقل بتهم الإرهاب وحكم عليهم بالسجن.
اقرأ/ي أيضًا: قصّة "الجنس" مقابل الغذاء.. شهادة حية من مخيمات النزوح في نينوى
أوضح التقرير، أنه "في تشرين الثاني/ نوفمبر، قابلت هيومن رايتس ووتش 29 شخصًا احتجزتهم حكومة إقليم كردستان كأطفال لارتباطهم المزعوم بداعش وأقارب 8 أطفال اعتقلتهم السلطات العراقية كمشتبه بانتمائهم إلى داعش ومناصري حماية الطفل ومحامين محليين وخبراء قانونيين آخرين، مبينًا "في 2017، زارت هيومن رايتس ووتش عدة مراكز احتجاز في الأراضي الخاضعة لبغداد حيث يُحتجز أطفالًا يشتبه بانتمائهم لداعش".
أشار إلى أنه "من بين الأطفال الذين اعترفوا بارتباطهم بداعش أثناء مقابلتهم، قال معظمهم إنهم انضموا بسبب الحاجة الاقتصادية أو بسبب ضغط الأقران أو العائلة، أو للهروب من المشاكل العائلية أو لاكتساب مكانة اجتماعية، قال البعض إنهم عملوا كحراس أو طباخين أو سائقين، فيما نفى آخرون تورطهم رغم أن بعضهم قال إن لديهم أقارب ينتمون لداعش، مضيفًا أنه "لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من التحقق بصورة مستقلة من تورطهم المحتمل مع داعش".
لفت إلى أنه "غالبًا ما تُعذب قوى الأمن الأطفال عند القبض عليهم ليعترفوا، موضحًا "أبلغ 19 من أصل 29 صبيًا وشابًا احتجزتهم حكومة إقليم كردستان عن تعذيبهم بما في ذلك الصدمات الكهربائية والضرب بالأنابيب البلاستيكية أو الكابلات الكهربائية أو القضبان وإجبارهم على أوضاع مجهدة".
وينقل التقرير، عن صبي "17 عاما"، قوله، إن "المحققين قالوا له: "عليك أن تعترف بأنك كنت مع داعش. حتى إن لم تفعل، فعليك الاعتراف"، فيما قال صبي آخر، بحسب التقرير، اعتقلته قوات الأمن العراقية، إن "المحققين ضربوه وعلّقوه في الهواء مرارا لمدة 10 دقائق كل مرة ورسغيه مُقيدان وراء ظهره، مضيفًا أن "المحققين أخبروه بأنهم سيعذبونه أكثر إذا أنكر اعترافه أمام القاضي".
بيّن التقرير، أنه "رغم اشتراط القانون العراقي وقانون إقليم كردستان على السلطات تمكين وصول المتهمين إلى محامين، قال معظم الفتيان إنهم لا يعرفون ما إذا كان لديهم محام، وأن جلسات الاستماع والمحاكمات لم تستمر أكثر من 5 أو 10 دقائق".
رايتس ووتش: رغم اشتراط القانون العراقي وقانون إقليم كردستان تمكين وصول المتهمين إلى محامين، قال معظم الفتيان إنهم لا يعرفون ما إذا كان لديهم محام، وأن جلسات الاستماع والمحاكمات لم تستمر أكثر من 5 أو 10 دقائق
فيما دعت منظمة هيومن رايتس ووتش "الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان تعديل قوانين مكافحة الإرهاب لوقف احتجاز ومحاكمة الأطفال لمجرد الانتماء لداعش والاعتراف بأن القانون الدولي يحظر تجنيد الأطفال في الجماعات المسلحة، مطالبة بـ"الإفراج عن كل الأطفال الذين لم يتركبوا جرائم أخرى وضمان إعادة تأهيلهم وإدماجهم. ينبغي معاملة الأطفال الذين ارتكبوا جرائم عنف أخرى وفقًا للمعايير الدولية لقضاء الأحداث، مشيرة إلى أنه "على السلطات أيضًا وقف استخدام التعذيب والتحقيق مع المسؤولين عنه ومحاسبتهم".
اقرأ/ي أيضًا:
حقوق الإنسان تكشف عدد نساء وأطفال مقاتلي "داعش" الأجانب في العراق