25-فبراير-2021

تحدث مسؤول عراقي عن رد قاآني على رسالة الكاظمي (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

3 سيناريوهات يمكن استشرافها مع تجدد الهجمات الصاروخية ضد البعثات والمصالح الأمريكية في العراق بعد أشهر من الهدوء النسبي، كما يرى تقرير استند إلى معلومات مسؤولين في واشنطن وبغداد.

استند التقرير إلى معلومات مسؤولين أمريكيين وعراقيين حول الهجمات الأخيرة التي شهدتها بغداد وأربيل

ويشير التقرير الذي نشرته وكالة الصحافة الفرنسية وترجمه "الترا عراق"، الخميس 25 شباط/فبراير، إلى ارتباط الهجمات بالمفاوضات بين واشنطن وطهران حول الملف النووي، ومسؤولية الفصائل الموالية لإيران عنها على الرغم من محاولة التملص.

وخلص التقرير، الذي استند إلى معلومات مسؤولين في واشنطن وبغداد، إلى أسباب استئناف الفصائل المسلحة للهجمات في هذا التوقيت، مشيرًا إلى أنّ أحدها يرتبط بحساب مصرفي عراقي رسمي تريد طهران الوصول إليه.

 وفيما يلي نص التقرير:


يقول المحللون إن تجدد الهجمات الصاروخية على الأهداف الأمريكية في العراق يظهر أن الفصائل المتحالفة مع إيران تضغط على الحكومة بينما قد تسعى طهران إلى الحصول على نفوذ على الإدارة الأمريكية الجديدة.

كان العراق، الذي شوهته عقود من الحرب والتمرد، ساحة معركة استراتيجية للخصمين اللدودين للولايات المتحدة وإيران، وكلاهما حليف لبغداد لا يزالان على خلاف حاد حول البرنامج النووي الإيراني.

اقرأ/ي أيضًا: سيناريوهات قصف الخضراء.. لماذا تبرأ حلفاء طهران من "الصواريخ الإيرانية"؟

ويقول المحللون والمسؤولون فى العراق إن استئناف الهجمات بعد أربعة أشهر من الهدوء النسبي يظهر أنّ إيران وحلفاءها العراقيين يتخلون الآن عن خفض التصعيد ويبحثون عن النفوذ على منافسيهم.

وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير في العراق، "يبدو إننا عدنا إلى العام الماضي"، في إشارة إلى عدة أشهر في العام 2020 عندما سقطت الصواريخ على مواقع أميركية مرة في الأسبوع أو أكثر.

وفي يوم الإثنين الماضي سقط صاروخان بالقرب من السفارة الأمريكية فى بغداد بعد أيام من سقوط آخر في قاعدة جوية فى الشمال حيث يقوم مقاول عسكريون أمريكيون بصيانة مقاتلات أف - 16 تم شراؤها من واشنطن.

كما أصابت الصواريخ مجمعًا عسكريًا في أربيل، عاصمة المنطقة الكردية، في 15 شباط/فبراير، مما أسفر عن مقتل مدني ومقاول أجنبي يعمل مع القوات التي تقودها الولايات المتحدة.

وقال مسؤولون أمنيون إن هذه الحوادث كانت متسقة مع عشرات الهجمات التي وقعت العام الماضي، والتي شملت عادة إطلاق صاروخ عيار 107 ملم من شاحنة.

وفي هذا العام، سارعت الجماعات الموالية لإيران التي تُلام عادةً على هذه الهجمات - بما في ذلك كتائب "حزب الله" و"عصائب أهل الحق" - إلى إدانة الضربات.

غير أنّ المصادر الأمنية غير مقتنعة.

وقال المسؤول الأمريكي الذي طلب عدم الكشف عن هويته إنّ "كل المؤشرات تشير إلى إنه نمط واحد من الهجمات". "والمعلومات التي تم تبادلها معنا تقول أن هناك المزيد في المستقبل".

- "تعزيز القدرة" -

وربما تكون الديناميات المحلية والدولية قد دفعت إلى استئناف الهجمات.

وقالت أنيسة بصيري من المعهد الملكي للخدمة المتحدة إن هناك "اعتبارات داخلية" حيث تحرص الجماعات المسلحة العراقية على الطعن في تأكيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بأنه قادر على كبح جماحها.

وتضيف، "يريدون تذكير الجميع بأنهم لم يختفوا وأن يظهروا لرئيس الوزراء أنهم لم يقيدوا".

وتابعت بصيري، أنه مع الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في أكتوبر المقبل، فإن هذه الفصائل التي تخوض فروعها السياسية الانتخابات تستعرض عضلاتها.

لكن الصواريخ قد تحمل أيضًا رسالة من طهران إلى واشنطن، التي تعرض في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن إحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي تخلى عنه سلفه دونالد ترامب في عام 2018.

وتطالب إيران واشنطن برفع العقوبات فورًا بينما تريد الولايات المتحدة أن تتحرك ايران أولاً بالعودة إلى جميع التزاماتها النووية السابقة.

وقد وجهت إيران لهجة متشددة هذا الأسبوع حيث تقيد بعض عمليات التفتيش على المواقع النووية وحذرت من أنها قد تزيد من تعزيز تخصيب اليورانيوم.

وقالت بصيري "إن تجدد الهجمات قد يكون محاولة من جانب المقربين من إيران لزيادة نفوذ طهران فى ضوء المحادثات التى تلوح فى الأفق مع الولايات المتحدة".

- النقد المحظور -

وقال مسؤولون محليون وغربيون، إنّ إيران قد تكون لديها أيضًا أسباب مالية بحتة للضغط على بغداد.

ومع تقلص اقتصادها، فإن طهران في حاجة ماسة إلى الوصول غير المقيد إلى حساب في بنك التجارة العراقي المملوك للدولة، حيث تدفع بغداد ثمن الغاز الإيراني المستورد.

فقد كان العراق غير راغب في صرف ما يعادل نحو ملياري دولار بحرية، خوفًا من أن يثير ذلك غضب الولايات المتحدة.

وفي كانون الثاني/يناير، سافر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ومسؤول عراقي رفيع إلى طهران حاملين رسالة من مصطفى الكاظمي يطلب فيها من طهران كبح جماح المجموعات المسلحة في العراق بعد ثلاث هجمات بالصواريخ.

وقد التقى الوفد إسماعيل قاآني الذي أصبح قائدًا لقوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني بعد أن قتلت طائرة أمريكية بدون طيار في بغداد العام الماضي سلفه قاسم سليماني.

وقال مسؤول عراقي كبير على علم وثيق بالرحلة، إنّ "قاآني قال لهم إنه ما لم يحصلوا على أموال من حساب البنك فإنهم لن يتمكنوا من السيطرة على نشاطات المجموعات المسلحة في العراق".

وقال مسؤول عراقي آخر ودبلوماسي غربي إنّ محادثاتهما في بغداد أكدت وجود علاقة بين حساب البنك والهجمات الصاروخية.

في الوقت الراهن يبقى أن نرى كيف سيرد بايدن على الهجمات الجديدة.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية الإثنين أن الولايات المتحدة "ستحمل إيران مسؤولية تصرفات وكلائها الذين يهاجمون الأميركيين" لكنها لن "تهاجم" في العراق وتخاطر بزعزعة استقراره.

وكانت هذه إشارة واضحة إلى تحذير ترامب من أن أي هجوم ضد المصالح الأمريكية في العراق قد يطلق العنان لضربات أمريكية على الجماعات المسلحة.

بيد أن رد الفعل العسكري الأمريكي الحازم قد لا يكون خارج الطاولة.

وقال المسؤول العسكري الأمريكي إنّه خلال المحادثات مع واشنطن "قدمنا خيارات منها الضرب داخل العراق وخارجه، بيد أننا لم نسمع بعد من الإدارة الجديدة".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الكاظمي يتوعد مطلقي "الصواريخ العبثية": سنعرض الجناة قريبًا