01-يوليو-2021

يتوقع أنّ تشهد البلاد احتجاجات كبيرة

الترا عراق - فريق التحرير

على وقع موجة خانقة، أعلنت الحكومة تعطيل الدوام الرسمي حيث فاقت درجات الحرارة نصف درجة الغليان في مدن الوسط والجنوب مع غياب التيار الكهربائي، وسط تحذيرات مباشرة من تأثيرات خطرة، وبوادر احتجاجات جديدة قد تكون "دامية".

تنتظر البلاد 3 موجات لاهبة في ظل استمرار أزمة الكهرباء

وشملت العطلة، الخميس 1 تموز/يوليو، العاصمة بغداد وغالبية محافظات وسط وجنوب البلاد.

تحذير من جحيم الصيف!

وتقبع 3 مدن عراقية على الأقلّ في قائمة أشد مدن العالم حرارة، كما يؤكد راصدون، فيما يرجح أنّ تشهد البلاد 3 موجات أخرى تصل فيها درجات الحرارة إلى 52 مئوية، خلال شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس.

ويصنف العراق من بين "الدول الهشة" على صعيد التغير المناخي، إذ يعاني ارتفاع الانبعاثات الكاربونية واختفاء الغطاء النباتي وتناقص التساقط المطري والإيرادات المائية مقابل التصحر والعواصف الترابية، ما يسبب ارتفاعًا غير مسبوق لدرجات الحرارة.

وحذرت وزارة الصحة، في وقت سابق، من "تأثير خطر ومباشر" لارتفاع درجات الحرارة على أجسام العراقيين.

إيران تقطع الكهرباء!

ويقضي العراقيون ساعات طويلة في أجواء لاهبة حيث يغيب التيار الكهربائي نتيجة أزمة معتادة، ما دفع إلى احتجاجات جديدة في بعض المدن والمناطق من بينها البصرة وواسط.

فيما تعزو الحكومة الأزمة، إلى انقطاع الكهرباء القادمة من إيران وانخفاض حجم الغاز المجهز لمحطات التوليد العراقية.

وأطفأت إيران تمامًا، 4 خطوط كهرباء تزود البلاد بثلث الحاجة من الطاقة، وفق تقرير لـ "أسوشيتد برس".

اقرأ/ي أيضًا: عملاق الصناعة الأمريكية يعلن عن خطة جديدة للكهرباء في العراق

وقال مصدر حكومي، اليوم، إنّ "الجانب الإيراني قطع خطي ديالى ـ ميرساد (400 كي في)، وخط خانقين ـ سربيل زهاب (150 كي في) لأسباب مجهولة". 

وتضغط إيران التي تعاني من ضائقة مالية على الحكومة العراقية لإطلاق الديون المتأخرة، إذ تبلغ الديون المترتبة على بغداد 4 مليارات دولار.

وساهمت الأزمة الاقتصادية في البلاد في تأخير الدفع، فضلاً عن نظام الدفع المعقد الذي يهدف إلى التهرب من العقوبات الأمريكية.

ولا يستطيع العراق دفع ثمن الواردات مباشرة لإيران، لكنه يستطيع دفع ثمن السلع والأدوية وغيرها من النفقات المتعلقة ببعثة طهران الدبلوماسية والشركات الإيرانية العاملة في العراق.

الربط الكهربائي.. على الورق فقط!

ومع التحذير من عواقب استمرار اعتماد العراق على الطاقة الإيرانية، ما تزال مشاريع الربط الكهربائي مع الخليج ومصر حبرًا على وقع.

ولم تخرج القمة الثلاثية التي عقدت في بغداد بين العراق ومصر والأردن بمواعيد محددة لإطلاق مشاريع الطاقة.

ويقول تقرير "أسو شيتد برس"، إنّ تداعيات أزمة الكهرباء قد تؤثر على إمكانية إجراء الانتخابات في ظل توقعات بموجة احتجاجات عارمة.

بالتزامن، غادر رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، على رأس وفد وزاري إلى بروكسل، في زيارة رسمية إلى مقر الاتحاد الأوروبي لإجراء مباحثات تركز على مجال الطاقة.

صعق.. ورصاص!

وبدأت بوادر الاحتجاجات في البصرة وواسط، بتظاهرات في بلدة العزيزية القريبة من العاصمة وقضاء الزبير أقصى جنوب البلاد.

وتعاملت السلطات بقسوة مع المحتجين في العزيزية، واستخدمت الرصاص الحي وقنابل الغاز.

كما أظهرت مشاهد تعذيب متظاهرين على يد قوات "مكافحة الإجرام" بالهراوات وأدوات الصعق.

وأكّد محمد رضا المسؤول الإداري عن القضاء في حديث لـ "الترا عراق"، قبل ساعات من تنحيته عن منصبه بموجب قرار من المحافظ محمد جميل المياحي، إنّ "القوات التي ارتكبت أعمال العنف قدمت من مركز المحافظة، وتخضع مباشرة لإمرة قائد الشرطة".

وقال رضا، إنّ "لجنة تحقيق قد شكلت لتحديد المسؤولين عن إطلاق النار على المتظاهرين قرب محطة التوزيع، ومرتكبي أعمال التعذيب بحق المتظاهرين"، مشيرًا إلى "إطلاق سراح متظاهرين اعتقلوا خلال الأحداث".

وأصيب شخصان على الأقلّ بالرصاص الحي أثناء الاحتجاجات التي شهدها القضاء.