ألترا عراق - فريق التحرير
نشرت صحيفة واشنطن بوست مقال رأي للرئيس الأمريكي جو بايدن، استبق فيه زيارته إلى الشرق الأوسط وتحديدًا المملكة العربية السعودية، موضحًا أسبابها، ومعلقًا على الملف العراقي.
قال الرئيس الأمريكي إن الهجمات التي ترعاها على إيران ضد الأمريكيين انخفضت بشكل حاد عما كانت عليه قبل عامين
ويعتزم بايدن زيارة الشرق الأوسط الأسبوع المقبل لبدء "فصل جديد في وقت حيوي بالنسبة للمنطقة"، حسب تعبيره، إذ أن "وجود شرق أوسط أكثر أمنًا وتكاملًا يعود بالفائدة على الأمريكيين من نواحٍ عديدة".
وأعطى بايدن في مقال ترجمه "ألترا عراق"، أمثلة على المعابر المائية "الضرورية للتجارة العاملة" والموارد الحيوية مثل "الطاقة" خصوصًا مع تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا.
وفي الملف العراقي، قال بايدن: "أنهينا المهمة القتالية الأمريكية وحولنا وجودنا العسكري إلى التركيز على تدريب العراقيين، مع الحفاظ على التحالف العالمي ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي شكلناه عندما كنت نائب الرئيس، وهو الآن مكرس لمنع داعش من الظهور مرة أخرى".
ولفت بايدن إلى تعرض السفارة الأمريكية في بغداد إلى "أكبر هجوم صاروخي منذ عقد، قبل شهر من تنصيبي"، وذلك في إشارة إلى قصف السفارة بأكثر من 20 صاروخًا نهاية شهر كانون الأول/ديسمبر 2020، وهو الهجوم الأكبر منذ العام 2010 بحسب قائد القيادة المركزي الأمريكي.
وتابع: "ازدادت الهجمات ضد قواتنا ودبلوماسيينا أربعة أضعاف خلال العام السابق. لقد أمر سلفي مرارًا وتكرارًا قاذات (B-52) بالتحليق من الولايات المتحدة إلى المنطقة والعودة مرة أخرى لردع هذه الهجمات. لكنها لم تنجح، واستمرت الهجمات".
وأضاف: "لقد استجبنا أيضًا للتهديدات ضد الأمريكيين. انخفض معدل الهجمات التي ترعاها إيران مقارنة بما كان عليه قبل عامين بشكل حاد".
أصبح العراق منصة للدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران بعد أن كان مصدرًا للصراعات بالوكالة، يقول بايدن
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن "العراق، الذي كان لفترة طويلة مصدرًا للصراعات بالوكالة والتنافس الإقليمي، يعمل الآن كمنصة للدبلوماسية، بما في ذلك بين المملكة العربية السعودية وإيران"، مضيفًا: "أشار صديقي الملك عبد الله ملك الأردن مؤخرًا إلى الأجواء الجديدة في المنطقة"، في تأكيد على رغبة التواصل بين دول المنطقة.
وتطرق بايدن في مقاله إلى اسم العراق رفقة ليبيا ولبنان حين وصف بلدانًا تعاني من "الجمود السياسي"، في سياق الحديث عن "منطقة مليئة بالتحديات"، إذ جدد بايدن حديثه عن "برنامج إيران النووي ودعم الجماعات التي تعمل بالوكالة، والحرب الأهلية السورية، وأزمات الأمن الغذائي التي تفاقمت بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا، والجماعات الإرهابية لا تزال تعمل في عدد من البلدان".
هذه التحديات، بالإضافة إلى "معاير حقوق الإنسان التي لا تزال متأخرة في كثير من دول العالم"، قال بايدن إنه سيؤكد على "مدى أهمية إحراز تقدم في هذه المجالات" حين يلتقي "قادة من جميع أنحاء المنطقة".
وعلى الرغم من سرد الرئيس الأمريكي لمشكلات المنطقة، إلا أنه قارن الأوضاع "بما كانت عليه قبل 18 شهرًا"، وأكد أن "المنطقة أقل ضغطًا وأكثر تكاملًا"، فقد "أعاد الخصوم السابقون العلاقات، وتعمل مشاريع البنية التحتية المشتركة على إقامة شراكات جديدة".
وختم بايدن مقاله بالقول: "في الأسبوع المقبل، سأكون أول رئيس يزور الشرق الأوسط منذ 11 سبتمبر بدون مشاركة القوات الأمريكية في مهمة قتالية هناك. هدفي هو الحفاظ على هذا النحو".
من المفترض أن يحضر الرئيس الأمريكي جو بايدن قمة مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى مصر والعراق والأردن كما سيلتقي مع نظرائه من جميع أنحاء المنطقة.
وكانت السفيرة الأمريكية في العراق ألينا رومانوسكي قالت إن الولايات المتحدة تدعم اندماج العراق اقتصاديًا مع دول المنطقة من خلال القمة القادمة التي ستعقد في السعودية، مشيرة إلى أن القمة ستبحث ملفات عدة منها الأمنية والاقتصادية وروابط وأواصر ثقافية وتعليمية، وستؤكد على التزام واشنطن بدعم تلك الدول أيضًا في التعاطي مع ملفي أزمة الغذاء والتغير المناخي.