26-يوليو-2019

ويليام تيرنر

أما أنا فأقول للقَمرِ المعلقِ في الفضاءِ

أيحزنكَ الفراغُ اللّولبي الهائلُ الأركانِ؟

كنْ مثلي أشبُّ إلى الرياحِ البيضِ

مفتونًا بحبِ الأخرياتِ

كي أصير زرافةً من دونِ رأسٍ

مهاجرًا صوبَ الخيالِ من الخيالِ

وفي الخيالِ

وفي الخيالِ يصيرُ ماءُ البَحرِ شوقًا للرمالِ

وتصْبحُ البئرُ التي في القلبِ

جُحرًا للأفاعي

الأفاعي الباسِقاتِ كَما النخيلِ

الشامِتاتِ بِما يعذِّبُ ذلك القلبَ النحيل

وفي العيونِ

يمرُّ كلُّ العمرِ خطْفًا في العيون

تمرُّ بنتُ الحيِّ

والطفلُ الذي قد ماتَ فينا والظنون

كنا نُمَسِّدُ شعرَ هذا الليلِ عدًّا بالنجومِ

كنّا نَدُسُّ الحُبَّ سِرًّا في الغيومِ

كنّا نُخَزّنُ حُزْنَنَا خَوْفًا من الماضي الجميلِ

ثم انتهى

ذاكَ الذي قدْ كانَ ماضينا أنتهى

والحاضِرُ المَمْدودُ مَدًّا كالتَماسيحِ الرشيقة

صارَ يعدوْ

صوبَ ما اتفقَتْ عليهِ اللانهاياتُ البعيدة

أمّا أنا فمِثلُ حالِكَ أيها القمرُ الوحيد

معلّقٌ بالخوفِ بالمعنى بِما قدْ كانَ مني

حلَّ عني حلَّ عني.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

رسالة إلى الفجر

هل يبحث عنِّي من يشبهني؟

دلالات: