29-سبتمبر-2022
القصف الإيراني في العراق

غضب في مواقع التواصل بعد القصف الإيراني (فيسبوك)

ألترا عراق - فريق التحرير

في الوقت الذي كانت فيه القوى السياسية العراقية منشغلة تمامًا في جلسة البرلمان للتجديد لرئيسه وانتخاب نائبه الأول وسط احتجاجات واسعة، وفي ظل إجراءات أمنية مشددة حولت العاصمة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، كانت محافظة أربيل تتعرض لرشقات صاروخية من الجانب الإيراني لتخلّف 71 ضحيةً بين قتيل وجريح من المدنيين، الأمر الذي أثار غضبًا كبيرًا في الأوساط الشعبية وفي مواقع التواصل  الاجتماعي.

غضب اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي بعد القصف الإيراني لإقليم كردستان العراق، وانتقاد لاذع لصمت الحكومة العراقية

وكانت قيادة القوات البرية للحرس الثوري قد تبنّت الهجوم على ما وصفته بـ"التنظيمات الإرهابية" بواسطة عدد من صواريخ 360 متوسطة المدى، إضافةً إلى عشرين طائرة مسيرة انتحارية استهدفت أربع مناطق داخل حدود إقليم كردستان.

من جانبها، أدانت وزارة الخارجية العراقية الهجوم الإيراني واصفةً إيّاه بـ"الأعمال الإستفزازيَّة، أُحادية الجانب، تُعَقِّدُ المشهد الأمنيّ وتُلقي بظلالها على المنطقة ولن تساهم إلّا بالمزيد من التوتر". 

الحزبان الرئيسان في إقليم كردستان أدانا الهجمات الإيرانية، واعتبر "الديمقراطي الكردستاني" أن الهجمات "رسالة سياسية غير مقبولة"؛ بينما اعتبر "الاتحاد الوطني"استهداف كردستان أمرًا يُحتّم البدء بحوار وطني بغية حل المشاكل والخلافات وتوحيد الصفوف والمواقف".

القصف الإيراني في العراق

غضب شعبي واسع 

في مواقع التواصل الاجتماعي تصاعد الغضب الشعبي بسبب الهجمات الإيرانية، حيث طالب مدونون الحكومة العراقية باتخاذ إجراءات حازمة إزاء الحادث تحت وسم #طرد_السفير_الإيراني والذي تصدر منصة تويتر.

طرد السفير الإيراني

الصحفي رعد هاشم نشر مقطعًا للعملية الصاروخية وعلّق كاتبًا: "كأنهم يقصفون صفوف الكفرة!".

مدونات في تويتر تفاعلّن مع صور لطلاب مدارس مختبئين من القصف، متساءلات: "ما ذنب الأطفال؟" 

مدون آخر نشر مقطعًا لطلاب مدرسة ابتدائية، وهم يحاولون الفرار من الصواريخ الإيرانية التي سقطت بالقرب منهم، مستذكرًا حادثة قصف مدرسة "بلاط الشهداء" ابان الحرب الإيرانية العراقية.

وقال المجلس الوطني الكردي إن القصف "استهدف المناطق الآهلة بالسكان ومدارس للطلبة، وتسبب بسقوط "عددٍ من الشهداء والجرحى".

قصف كردستان

وسفيان السامرائي تصريحات السفير الايراني واصفًا إياه بـ"المجرم".

"سبات عميق".. انتقادات لاذعة للحكومة

 

لم يقتصر الغضب الشعبي على الجهات الإيراني،  بل تعداه إلى الموقف الحكومي من الهجمات فضلًا عن مواقف القوى السياسية بشكل عام. 

كتبت سارة عن إحدى الحالات المأساوية واصفةً الموقف الحكومي بـ"السبات العميق". 

أمّا المدون يوسف فانتقد انشغال القوى السياسية بجلسة البرلمان والتصويت على رئاسته. 

ودعا الحزب الديمقراطي الكردستاني، الحكومة الاتحادية، إلى "اتخاذ مواقف أكثر جرأة تجاه هذه الاعتداءات الإيرانية التي تتنافى وحسن الجوار والعلاقات المتينة التي تربط بين بغداد وطهران، فضلاً عن أن اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي من قبل بغداد هو أحد الحلول المطروحة".

عمار النعيمي نشر مقطعًا مصورًا لاحتفال نواب الإطار التنسيقي بعقد جلسة البرلمان وكتب بلهجة عراقية: "شلون تردون يحترمنا العالم؟". 

أمّا بركات كريم، فوجّه انتقاداته للقوات الأمنية، معتبرًا أنها "قادرة الشباب العراقي فقط".

في ذات السياق نشر وائل الطائي صور لطلاب مختبئين من القصف وكتب: "السيادة ليست فقط في المنطقة الخضراء".

وكتب نصير العسكري: "لا جديد"، مهاجمًا انشغال الطبقة السياسية بـ"تقاسم الكعكة". 

انعكاس للاحتجاجات الإيرانية

ناشطون ومحللون سياسيون اعتبروا أن الهجمات تأتي في سياق تداعيات الاحتجاجات الشعبية ونشاط المعارضة في الداخل الإيراني. 

وكتب الناشط في الحراك الاحتجاجي أبو زين العابدين الحسناوي متهكمًا: "الظاهر أن أطفال كردستان كانوا يخططون لقلب نظام طهران".

ورأى مدونون أن الهجوم جاء لتشويه الصورة عن الاحتجاجات الإيرانية.

واعتبر المحلل السياسي إبراهيم الصميدعي أن الهجمات نتيجة "صداقة" أطراف سياسية كردستانية بالمعارضة الإيرانية. 

وكانت مؤسسة مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان كشف معلومات القصف قائلة إنه "جرى إطلاق أكثر من 70 صاروخًا باليستيًا من طراز فاتح وطائرات مسيرة مفخخة من داخل الأراضي الإيرانية على أربع مراحل، تضمنت الأولى الصواريخ الباليستية فقط، والثانية الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة، والثالثة الصواريخ الباليستية بإسناد طائرات المراقبة، وفي المرحلة الرابعة استخدمت الصواريخ الباليستية فقط".

القصف الإيراني في العراق