10-نوفمبر-2019

استعاد المتظاهرون ساحة الخلاني تحت أزيز الرصاص بعد سقوط ستة قتلى وإصابة العشرات (الترا عراق)

الترا عراق - فريق التحرير

منذ أيام، يخوض المتظاهرون حراك الجسور، كر وفر نحو الأحرار والشهداء، يواجهه عنف غير مسبوق من جانب قوات مكافحة الشغب، حيث سقط عشرات المتظاهرين بين قتيل وجريح، فيما تصر السلطات على تصدير خطابات نفي وقوع ضحايا، وإطلاق الاتهامات لمن تصفهم بـ "المندسين" بارتكاب أعمال عدائية عبر "الدعابل والمنجنيق"، وسط تكتم شديد عن الاحصائيات من جانب وزارة الصحة.

صعدت قوات السلطة من العنف ضد المتظاهرين ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في حصيلة جديدة مع دخول الاحتجاجات أسبوعها الثالث

ليلة السبت 9 تشرين الثاني/أكتوبر، حيث دخلت الاحتجاجات أسبوعها الثالث، صعدت قوات السلطة التي يغطيها عناصرها الزي الأسود وأقنعة الوجه، عملياتها ضد المتظاهرين بعد يوم قاس، شهد ارتفاع حصيلة الضحايا، وفق المفوضية العليا لحقوق الإنسان والمرصد العراقي.

اقرأ/ي أيضًا: دماء على الجسور وأغانٍ تحت النصب.. بغداد تستعد لمليونية "ارحل"!

واصلت تلك القوات هجومها على المتظاهرين وسط بغداد، ودفعتهم تحت غطاء من الرصاص الحي وقنابل الغاز، من جسر الشهداء ثم الأحرار، وصولًا إلى شارع الرشيد وجسر السنك، قبل أن تشن حملة أخرى أشد عنفًا، وتجبرهم على التقهقر إلى ساحة الخلاني.

لم تتوقف قوات السلطة عند ذلك الحد، بل استولت على ساحة الخلاني واندفعت نحو مركز الاعتصامات في ساحة التحرير وجسر الجمهورية، ما دفع ناشطين ومتظاهرين إلى إطلاق نداءات استغاثة إلى أبناء العاصمة طلبًا للدعم.

خاطب المتظاهر غيث محمد، الشبان والأسر البغدادية، عبر مقطع فيديو بثه من قرب ساحة الخلاني، مناشدًا إياهم اللحاق بالمتظاهرين، فيما قال آخرون إن قنابل الغاز خنقت الأطفال والشبان وسط بغداد، والقوات تنوي اقتحام ساحة التحرير.

وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إن ستة من بين المتظاهرين قتلوا على الأقل، مؤكدًا تحرك القوات نحو ساحة التحرير، كما أظهرت مقاطع مصورة وصور، سقوط قتيل من المتظاهرين على الأقل، في حين اكتظت خيم ساحة التحرير وشارع السعدون بالمختنقين جراء قنابل الغاز، فضلًا عن مصابين بالرصاص، نقلوا إلى مستشفيات قريبة.

سقط ستة قتلى وعشرات الجرحى وفق المرصد العراقي لحقوق الإنسان من المتظاهرين حين هاجمت قوات الأن جسري الأحرار والسنك وساحة الخلاني

وثق أحد المقاطع، أصوات الرصاص وانشار الدخان ومطاردة المتظاهرين، فيما كانت مئذنة جامع الخلاني التاريخي، تصدح بتلاوة آيات من القرآن الكريم.

 

 

لكن المتظاهرين اندفعوا مجددًا نحو ساحة الخلاني، وتمكنوا من وقف تقدم قوات مكافحة الشغب، لتستمر المواجهة هناك، مع استمرار سقوط الضحايا وإطلاق النار حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

وقال الناشط جاسم الحلفي، إن "الشبان المحتجين، بسلميتهم وبشجاعة وبسالة نادرة، استعادوا وجودهم في ساحة الخلاني والشوارع المحيطة بها حتى جسر السنك".

من جانبهم، قال شهود عيان، إن أعداد المتظاهرين ارتفعت في ساحة التحرير، بعد أنباء محاولة القوات الأمنية اقتحامها، فيما نفى الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، عبد الكريم خلف نية القوات تفريق الاحتجاجات، وقال إن "مهمتها حماية المتظاهرين فقط"، وفق تصريح بثه التلفزيون الحكومي.

ويواجه خلف، سخطًا كبيرًا في أوساط الناشطين والمتظاهرين، بعد ظهور متكرر بتصريحات، تنفي وقوع ضحايا وتشكك بمقاطع مصورة وثقت عمليات قتل بشعة على يد قوات الأمن.

يقول خلف، إن "جيوشًا إلكترونية تدار من الداخل والخارج تقف خلف تلك المقاطع"، ويؤكد عدم سقوط قتلى، على الرغم من تشييع عدد من الضحايا في ساحة التحرير، بشكل يومي خلال الفترة القليلة الماضية.

اقرأ/ي أيضًا: هل أهدر خامنئي دماء المتظاهرين العراقيين.. كيف سيرد السيستاني؟!

يقول خلف أيضًا، إن "من بين المتظاهرين من يطلق الألعاب النارية على القوات الأمنية ويرشقها بالكرات الزجاجية (الدعابل) عبر آلة تدعى المنجنيق"، محذرًا من شدة خطورة ذلك، لكنه ينفي في ذات الوقت أن تكون القنابل التي تطلقها قوات السلطة خطرة أو قاتلة للمتظاهرين، على الرغم من التقارير الدولية التي وثقت اختراقها جماجم المتظاهرين وتهشيم رؤوسهم.

يستمر الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة بنفي سقوط ضحايا على الرغم من توثيق عمليات قتل بشعة على يد قواته!

بالأثناء، وقع انفجاران جديدان قرب ساحة التحرير، حيث تتواصل سلسلة الهجمات بالقنابل الصوتية، دون سقوط ضحايا، وفق ما قاله مصدر أمني لـ "الترا عراق".

 

اقرأ/ي أيضًا:

جبهة المتظاهرين تمتد إلى "الشهداء".. والسلطة تعزل العراق وتفتح النار!