22-أبريل-2022
الآثار

دراسة حديثة (Getty)

في بادرة تعدّ الأولى في مجال التوثيق الرقمي للمواقع الأثرية التي تضررت جراء اجتياج تنظيم "داعش" لمحافظات عراقية، نشرت شبكة النهرين التابعة لقسم التاريخ في جامعة لندن دراسة ميدانية مصورة قام بها أساتذة عراقيون متخصصون في علمي التاريخ القديم والآثار، لتقوم بكشف العديد من المواقع الأثرية القديمة في محافظة صلاح الدين.

الدراسة التي امتدت لمدة عامين من التتبع والرصد والتوثيق  لواقع هذه الآثار قبل وبعد تضررها، وجاءت باللغتين العربية والإنجليزية احتوت على الكثير من الصور الرقمية والإحصاءات والوصف  الدقيق لهذه المواقع قبل وبعد الأضرار، واشتملت على العديد المواقع الأثرية التي تعود لحقب تاريخية مختلفة  تصدرها موقع مدينة آشور الأثرية الواقعة في قضاء الشرقاط، وهي أحد المواقع التي ضمت إلى قائمة  التراث العالمي لليونسكو عام 2003.

آشور
بوابة تابيرا - مدينة آشور

وكان الموقع الذي شهد أضرارًا كبيرة بفعل التخريب المتعمد الذي قامت به عناصر تنظيم "داعش"، خصوصًا تلك التي حدثت خلال تموز/يوليو عام 2015 والتي تضرر فيها مواقع بوابة (تابيرا) الآشورية الشهيرة بعد تفجيره، وفي تلك الفترة أيضًا تمّ تخريب المقبرة الملكية الآشورية التي تحتوي على قبور الملوك الآشوريين وتخريب قصر (فرحان باشا) الذي يعد موقعًا تراثيًا تابعًا لدائرة الآثار، ويعود في تاريخه لعائلة الجربا، أمراء قبيلة شمر المعروفة، وتخريب قصر (فالتر أندريه) المنقب الألماني الذي ترأس البعثة التنقيبية الألمانية التي نقبت في مدينة آشور خلال الفترة الممتدة من 1903 – 1914.

وإلى جانب المواقع الآشورية وثقت الدراسة مواقع (مسجد ومدرسة الأربعين ) الكائن في مدينة تكريت – مركز محافظة صلاح الدين، والذي يعود إلى القرن الخامس الميلادي، ومرقد محمد الدري الواقع في قضاء الدور جنوب تكريت الذي تعرض إلى التفجير عام 2014.

الأربعين
مسجد ومزار الأربعين صحابي بعد تفجيره من قبل "داعش"
الدري
ضريح محمد الدري

وتكمن أهمية هذه الدراسة في كونها مرجعًا مهمًا للمختصين في ترميم  وصيانة المواقع الأثرية المتضررة جراء الحرب من خلال توثيقها العلمي الدقيق قبل وبعد الأضرار.

وتزخر محافظة صلاح الدين بأكثر من 800 موقع أثري تعود إلى حقب تاريخية مختلفة، كالعصور الحجرية والعصرين الآشوري والبابلي والعصر الاسلامي، وتتنوع هذه الآثار في صورها من قصور ومساجد وكنائس ومقابر،  لكنها لا زالت تعاني الإهمال وقلة الموارد المالية والبشرية، شأنها شأن بقية المواقع الأثرية في عموم البلاد.