الترا عراق – فريق التحرير
بعد أيام من صدور أمر بسحب قوات جهاز مكافحة الإرهاب، من محافظة كركوك (250 كم شمال بغداد)، كشفت مصادر كردية، الأربعاء 6 شباط/فبراير، عن قرب التوصل إلى اتفاق بين حكومتي المركز وكردستان، يقضي بإعادة انتشار قوات البيشمركة في كركوك والمناطق المتنازع عليها.
كشفت مصادر عن اتفاق لعودة قوات البيشمركة إلى المناطق المتنازع عليها وفق اتفاق جديد
اقرأ/ي أيضًا: ماذا حصل مع جهاز مكافحة الإرهاب في كركوك؟.. إجابات من مصدر خاص
وكانت القوات الاتحادية العراقية، قد أبعدت قوات البيشمركة من مدينة كركوك وكافة المناطق المتنازع عليها وأعادتها إلى الخط الأزرق، (حدود انتشارها في عام 2003)، خلال عمليات وجه بشنها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، في 16 تشرين الأول/أكتوبر 2017، اثر إجراء الإقليم استفتاًء للانفصال عن العراق في أيلول/سبتمبر من ذات العام.
فيما سيجري الانتشار الجديد للقوات الكردية بشروط جديدة، وفق مصدر تحدث لـ "الترا عراق"، منها تحديد موقع انتشارها في محيط المدن ونوعية القوات المنتشرة، وخضوعها لغرفة العمليات العراقية بقاعدة "كي وان" شمال غربي كركوك، فضلًا على حظر تواجدها قرب الحقول النفطية وبعض المناطق الأخرى، وأن تضم عناصر من بيشمركة الحزبين الكرديين (الديمقراطي والوطني).
بدوره كشف محمد الحاج محمود "كاكه حمه"، سكرتير الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني، اليوم، تفاصيل أكثر عن الاتفاق، فيما أكد أن "قوات البيشمركة لن تتمكن من ممارسة سلطتها كما في السابق في حال عودتها إلى محافظة كركوك المتنازع عليها".
محمود قال للصحافيين عقب اجتماع عقده مع الاتحاد الإسلامي الكردستاني في أربيل، إن "قوات البيشمركة ستعود إلى كركوك، ولكن عددها سيكون 1000 عنصر مقابل 12 ألف عنصر من الفرقة العراقية المتواجدة هناك". وأضاف : "ليس من السهل ان تعود إلى منطقة خرجت منها بقتال، وتمارس نفس السلطة التي كانت لك بالسابق فيها".
لكن أي اتفاق رسمي لم يبرم حتى اللحظة بين الجانبين، وفق اللواء قارمان كمال الدين نائب رئيس أركان قوات البيشمركة، والذي أشار خلال تصريحات صحافية، إلى أن خمس لجان من القيادة العليا للقوات المسلحة العراقية، ووزارة البيشمركة، تواصل استطلاع مناطق "مخمور، ديالى، سهل نينوى، وأطراف كركوك"، لتقييم الحاجة لإعادة انتشار البيشمركة، وتحديد الموقف النهائي.
وكانت قوات البيشمركة، قد استغلت انسحاب القوات العراقية اثر اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لمحافظات نينوى وديالى وصلاح الدين، لفرض سيطرتها على كركوك وأغلب المناطق المتنازع عليها، بعد حزيران/يونيو 2014.
بدأ الكرد جولة جديدة لـ "تطبيع الأوضاع" في كركوك بعد تكليف عبد المهدي أثمرت عن سحب جهاز مكافحة الإرهاب
تأتي التطورات الأخيرة، ضمن تحركات كردية جديدة لإعادة "تطبيع الأوضاع" في المناطق المتنازع عليها، بدأت، بعد تكليف عادل عبد المهدي برئاسة الحكومة الجديدة، حيث يعد الأخير مقربًا وصديقًا للكرد، تمخض عنها سحب قوات مكافحة الإرهاب من كركوك الشهر الماضي بضغوط أمريكية، حيث تولت تلك القوات مهمة حفظ الأمن في المدينة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2017، ومنعت رفع علم كردستان في المحافظة. فيما حلت محلها، الفرقة الخاصة بقيادة الفريق الركن كريم التميمي، والذي تعهد بعد جولة أجراها في المدينة، أمس، بفرض الأمن والقانون فيها، و"عدم التمييز" بين مكوناتها.
اقرأ/ي أيضًا: