21-يونيو-2021

تقريع الأمن وتجاهل الأمم المتحدة.. مسنة تستنهظ "حميّة الرجال" (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

ساعات معدودة من حراك والدة الناشط إيهاب الوزني في ظهيرة يوم الأحد 20 حزيران/يونيو بمحافظة كربلاء، أوضحت مشاهد متعددة تنعكس بشكل واضح على الحالة الاحتجاجية في البلاد.

تضمن الحراك عدة مشاهد زلزلت مواقع التواصل الاجتماعي، كان أولها منع القوات الأمنية والدة الوزني من نصب خيمة اعتصامها أمام محكمة كربلاء

المرأة المسنة التي جابت الشوارع المحيطة بمحكمة كربلاء اقتصر حراكها على المطالبة بدم ولدها الذي أغتيل في أيار/مايو الماضي، بعد انتهاء المهلة التي حددتها في وقت سابق بـ12 يومًا للقضاء، للكشف عن قتلة ولدها ومحاسبتهم، قبل أن تنتهي المهلة دون أن تتحقق شيئًا، وبالتزامن مع مرور 40 يومًا على اغتيال ولدها الناشط إيهاب الوزني، فيما يمثل هذا الحراك، الهدف الأول على قائمة الحركة الاحتجاجية في البلاد في الوقت الحالي والمتمثلة بالمطالبة بمحاسبة قتلة المتظاهرين والناشطين و"إنهاء الإفلات من العقاب".

اقرأ/ي أيضًا: والدة إيهاب الوزني تكشف حقائق جديدة: قاسم مصلح هدّد ابني بالقتل

تضمن الحراك عدة مشاهد زلزلت مواقع التواصل الاجتماعي، كان أولها منع القوات الأمنية والدة الوزني والأشخاص المرافقين لها من العائلة والمتضامنين، من نصب خيمة اعتصامها أمام محكمة كربلاء، قبل أن تتوجه للضباط وعناصر الأمن بخطاب تضمن عبارات وجمل تقريعية بحق الضباط والمنتسبين من العناصر الأمنية أمام محكمة كربلاء، بينما كان الضباط وعناصر الأمن يتجنبون النظر بوجه المرأة المسنة ويبتعدون عن الكاميرات وهي تلقي كلمات التقريع عليهم بسبب "عدم قيامهم بواجبهم والسماح لأصحاب الكاتم والسيارات المظللة من العبور أمامهم وقتل ولدها"، متهمة إياهم بـ"الجبن".

 

 

ووجهت والدة الوزني كلمات قاسية بحق الضباط وعناصر الأمن متهمة إياهم بـ"التواطؤ مع أصحاب الكواتم من الميليشيات الإيرانيين" بحسب وصفها، بعد أن تم منعها من نصب خيمة الاعتصام أمام المحكمة.

 

 

مشاهد مميزة أخرى تضمنتها ساعات الحراك في ظهيرة يوم أمس الأحد، تمثلت بمرور عجلات تابعة للأمم المتحدة، وهي تطرق أبواب العجلات محاولة التحدث إلى بعثة الأمم المتحدة للحصول على دم ابنها ومحاسبة قاتليه، قبل أن تقوم العجلة بتجاهلها والسير بعيدًا، وهو ما يعكس "الخذلان العراقي" من دور الأمم المتحدة تجاه الدماء التي سقطت خلال التظاهرات والممارسات المعارضة لحقوق الإنسان في العراق طوال السنوات الماضية.

 

 

حكومة خالية من "الشرف وشيم الرجال".. واستغراب من شيوخ العشائر

واختتمت والدة الوزني تحركاتها بإلقاء بيان تم تداوله بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن "يأست" من السماح لها بتنفيذ اعتصامها أمام المحكمة في كربلاء، وقلة الناصرين، حيث جاء في بيانها أنه "بعد مرور 40 يومًا على استشهاد ولدي إيهاب جواد الوزني وبعد أن قام الأحرار في كربلاء والمحافظات بخطوات سلمية للضغط على الحكومة و القضاء من أجل الكشف عن قتلة ولدي؛ أصبح واضحًا لنا ولكل العراقيين بأن هذه الحكومة تخلو من شيم الرجال والشرف والغيرة، وإلا لما تركوا امرأة كبيرة في السن ومريضة تفترش الشوارع وتتصدى وتتحمل عبئ تقصيرهم من أجل استرجاع دم ولدها ونيل أبسط حقوقها بالقصاص من المجرمين".

وأضافت: "أوجه خطابي باستغراب إلى الذين عهدنا منهم الصدق والثبات على المبادئ ونصرة المظلومين من شيوخ العشائر الأصلاء، ممن بقي لديهم شرف و غيرة وحمية في عموم العراق"، متسائلة: "أين أنتم من امرأة مفجوعة تفزع لأبنائها وتقوم بدور أكبر من أدواركم؟ أين رايات الحظ والبخت وبيارق الحق المنصوبة في مجالسكم والتي ترمز لنصرة المظلوم ضد الظالم؟! يا شرفاء العشائر العراقية: إن أمكم قد سُلب منها أعز ما تملك وهو ابنها وفلذة كبدها، لا أريد سوى ذلك القاتل الذي اغتال ابني قرب منزله وسط الظلام، فبعد عون الله، لا خير إلا في رجال الحق والعدالة، الذين يثبتون في قولهم ويوفون في عهدهم". 

وتابعت: "وأخيرًا أدعو بدعاء السيدة زينب (ع) على قتلة أحبتها: "اللَّهُمَّ خُذْ بِحَقِّنَا وَانْتَقِمْ مِنْ ظَالِمِنَا، وَأَحْلِلْ غَضَبَكَ بِمَنْ سَفَكَ دِمَاءَنَا"، وأعلموا بأنني لا أريد سوى أن أرى قاتل ولدي يُحاكم أمام الرأي العام أو ليلحقني الله به، فعلى الدنيا من بعده السلام، وحسبي الله ونعم الوكيل".

يقول مصدر لـ"ألترا عراق" إن عائلة إيهاب الوزني ووالدته ستحاول أن تعتصم مرة أخرى أمام محكمة كربلاء

من جانب آخر، قال مصدر لـ"ألترا عراق"، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إن "والدة وعائلة المغدور إيهاب الوزني ستحاول معاودة الكَرَّة مرة أخرى لتقوم بنصب خيمتها الاحتجاجية بعد أن منعتها السلطات يوم أمس، وتركتها في الشمس الحارقة وهي مريضة"، مشيرًا إلى أن "عائلة الوزني ستتوجه لوحدها إلى المحكمة وطلبت من الأصدقاء والمحبين عدم الحضور وذلك لتجنب حدوث أي اصطدام مع القوات الأمنية". 

 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

لحظة "الانفجار".. عواقب عقدين من الإفلات من العقاب

تظاهرات "إنهاء الإفلات من العقاب": زعماء ومسؤولون يواجهون تهم قتل