09-أكتوبر-2020

تعرضت الشركة الكورية إلى تهديدات وضغوط طوال سنوات

ألترا عرق - فريق التحرير

حادثة مدوية استيقظت عليها محافظة البصرة، الجمعة، حيث عثر على مدير الشركة الكورية المنفذة لمشروع الفاو الكبير، معلقًا وقد لقي مصرعه في ظروف غامضة.

شكّك متفاعلون وناشطون في الرواية الرسمية، مشيرين إلى حجم التهديدات والمشاكل التي واجهتها الشركة الكورية على مدى أعوام

المعلومات الرسمية الأولية التي صدرت، 9 تشرين الأول/أكتوبر، أشارت إلى أن "بارك تشول هوبا" انتحر بشنق نفسه داخل مقر الشركة في قضاء الفاو في البصرة، دون أسباب واضحة، كما قال مدير القضاء وليد الشريفي في تصريحات لوسائل إعلام بصرية.

"انتحار" في توقيت مريب!

وأظهرت صور التقطتها قوة أمنية، مدير شركة "دايو" الذي كان قبل ثلاثة أيام في مكتب وزير النقل العراقي ناصر الشبلي تمهيدًا لاستئناف المشروع المتوقف منذ 10 سنوات لأسباب مجهولة، معلقًا بسلك في صالة رياضية وهو بكامل ملابسه ويرتدي ساعة وحذاءً رياضيًا، فيما أظهر مقطع مصور جثة المدير الكوري وتظهر أثار السلك بشكل واضح على رقبته.

وعلى الفور، شكّك متفاعلون وناشطون في الرواية الرسمية، مشيرين إلى حجم التهديدات والمشاكل التي واجهتها الشركة الكورية على مدى أعوام، خاصة وأن الحادثة جاءت بعد أيام قليلة من إعلان وزارة النقل العراقية عن قرب توقيع عقد المرحلة الأولى من مشروع ميناء الفاو الكبير، مؤكدة أن "المشروع سيرى النور قريبًا".

وتعرضت الشركة إلى ضغوطات وتهديدات، كان آخرها في آذار/مارس الماضي إبان حكومة عادل عبد المهدي، حين حاصر مسلحون يدعون صلتهم بحركة عصائب أهل الحق، مقر الشركة واعتدوا على عاملين فيها، ما اضطر رئيس الوزراء السابق إلى إجراء زيارة مفاجئة إلى المحافظة، في محاولة لإيجاد حل للأزمة، لكنه فشل حينها وفق ضابط في الشرطة تحديث لـ"ألترا عراق".

"مؤامرة.. حرب تصفيات"!

الشكوك تسربت سريعًا من مواقع التواصل الاجتماعي إلى أوساط السياسيين وأروقة مجلس النواب، وتصاعدت تحذيرات ومطالبات بفتح تحقيق سريع وعاجل، واتخاذ إجراءات تضمن حماية الشركات والمستثمرين الأجانب.

اقرأ/ي أيضًا: تفاصيل محاصرة "دايو" في البصرة: عبدالمهدي يفشل بمفاوضة "بيت شايع"!

وأشارت عدة بيانات صدرت عن أعضاء في مجلس النواب وسياسيين، إلى "التوقيت الغريب" الذي وقعت فيه الحادثة، فيما لفتت مصادر إلى أن مدير الشركة الكورية كان قد تلقى مؤخرًا تهديدًا من "مافيات وجهات مسلحة لها نفوذ وسطوة".

وقال النائب عن كتلة سائرون صباح العكيلي، إن "حادثة قتل مدير الشركة الكورية هو مؤامرة كبيرة على العراق وعلى الجنوب خصوصًا، لأهمية هذا الميناء فالمؤامرات على البلد على قدم وساق".

العصائب تعلق

من جانبه، وجّه النائب حسن سالم، أصابع الاتهام في الحادثة إلى "المخابرات الدولية"، مستبعدًا أن تكون حادثة انتحار.

واعتبر القيادي في حركة عصائب أهل الحق في بيان، ما جرى "عملية اغتيال نفذت من قبل مخابرات دولية لها مصلحة في عدم إنجاز ميناء الفاو الكبير الذي سيحقق ازدهارًا اقتصاديًا للعراق وانعدام الأهمية الاقتصادية لميناء مبارك الكويتي".

وذكر سالم قائمة من الدول التي قال إنها "ستتضرر من المشروع العراقي"، من بينها الكويت والإمارات ومصر وأمريكا وإسرائيل، مطالبًا بإجراء تحقيق فوري وجاد لكشف "الأيادي الخفية المجرمة والعميلة التي تعمل مع مخابرات هذه الدول لقاء الأموال".

لجنة تحقيق

وأعلنت وزارة الداخلية، مساء الجمعة، تشكيل لجنة تحقيقية رفيعة المستوى وإرسالها فورًا إلى محافظة البصرة لتتولى عملية التحقيق في "حادثة انتحار" مدير شركة دايو الكورية في ميناء الفاو بمحافظة البصرة.

وقال مدير دائرة الإعلام والعلاقات في الوزارة اللواء سعد معن في بيان، أن "اللجنة ستعمل إلى جنب لجنة تحقيقية أخرى شكلتها مديرية شرطة محافظة البصرة فور وقوع الحادثة وبإشراف قضائي".

"لا تنشروا صور الضحية"!

وعلّقت السفارة الكورية في العاصمة بغداد على الحادثة، مؤكدة في بيان أنها بانتظار نتائج التحقيقات التي تجريها السلطات العراقية.

ودعت السفارة، وسائل الإعلام إلى "تجنب نشر الشائعات والأخبار غير الحقيقية، وعدم تداول ونشر صور جثمان الضحية احترامًا له ولعائلته".   

كما أشار بيان السفارة، إلى أن "وزارة النقل العراقية أكدت استمرارها بتقديم دعمها ومساعدة شركة دايو للإنشاء لإنجاح مشروع ميناء الفاو الكبير في المستقبل القريب". 

وأكدت وزارة النقل، بدورها، استمرار العمل بالمشروع، مشيرة في بيان لها، إلى أن "شركة دايو أعلنت امتلاكها من الخبرة والخبراء ما يجعل العمل مستمرًا في الميناء".

قالت مصادر إن مدير الشركة الكورية كان قد تلقى مؤخرًا تهديدًا من "مافيات وجهات مسلحة لها نفوذ وسطوة"

وأعربت الوزارة، عن أسفها لـ"حادثة انتحار مدير الشركة"، مشددةً أن "التحقيقات جارية للكشف عن تفاصيل الحادث المؤسف". 

وتعهد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، مؤخرًا، بتفعيل المشروع، وسط احتدام الجدل حول مشاريع الربط السككي بين العراق ودول جوار من بينها إيران والكويت.

وقال المتحدث باسم الكاظمي أحمد ملا طلال، في 15 من أيلول/سبتمبر، إن "الأخير تعهد بأن تنال حكومته شرف البدء فعليًا بتنفيذ ميناء الفاو الكبير"، مبينًا في مؤتمر صحافي أن "الكاظمي أشار إلى حق العراق السيادي والدستوري في الموانئ العراقية وتحديدًا ميناء الفاو الكبير".

ولفت ملا طلال حينها، إلى أن "تلكؤ تنفيذ مشروع الفاو الكبير حدث لأسباب غير معروفة وقد يكون هنالك تعمد في التقصير من قبل الحكومات السابقة".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

جلسة استثنائية لمجلس الوزراء: أموال ومشاريع لعاصمة الاحتجاجات

كبار الضباط والقادة.. نتائج الاجتماع الأول للجنة التحقيق في هجمات الفصائل