14-يناير-2022

من إعلان نتائج الانتخابات إلى الجلسة الأولى (فيسبوك)

بعد فتورٍ نسبي في المناطق العراقية عمومًا قبل إجراء الانتخابات البرلمانية في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2021، شهدت الأيام التي تلت إعلان نتائج الانتخابات العراقية وخسارة بعض الأحزاب لبعض من ثقلها في المجلس التشريعي، تصاعدًا في الهجمات التي تنوعت بين استهداف مقار وبعثات ومعسكرات أجنبية فضلًا عن قوات أمنية وأحزاب وشخصيات عراقية.

لم تنقطع الخروق الأمنية والاستهدافات المتكررة منذ الانتخابات التي جرت في العاشر من تشرين الأول 2021

ولم تكشف التحقيقات واللجان الحكومية المُشكّلة بعد كل حادث أية نتائج أو اتهامات مباشرة إلى مرتكبي العمليات رغم التلميح بمعرفتهم في بعض الأحيان.

البدء بالكاظمي

في ليلة السادس - السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2021 صحى العراقيون على خبر محاولة اغتيال رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي حيث استهدفته طائرات مسيرة ألقت قنابل على منزله داخل المنطقة الخضراء.

اقرأ/ي أيضًا: العمليات: قصف المنطقة الخضراء أسفر عن إصابة طفلة وامرأة

وخرج الكاظمي بعد الاستهداف مباشرة ليقول في خطاب تلفزيوني إنه "يعرف جيدًا" من الذي استهدفه. لكن لجنة القائد العام للقوات المسلحة التحقيقية لم تفصح عن معلومات حتى الآن سوى بعض التي سردها مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي في مؤتمر صحفي لاحق، والتي وُصفت من أوساط سياسية وشعبية بأنها "بديهيات لا فائدة منها".

استهداف التواجد الأجنبي

تواصلت عمليات استهداف أرتال الدعم اللوجستي التابعة للتحالف الدولي عبر عبوات ناسفة توضع في الطرق السريعة التي تمر بها الأرتال من محافظة البصرة أقصى جنوب العراق مرورًا ببغداد ووصولًا إلى محافظة الأنبار الغربية.

كما تعرضت المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد إلى استهداف في 19 كانون الأول/ديسمبر 2022 بواسطة صاروخين من نوع كاتيوشا سقط أحدهما قرب ساحة الاحتفالات فيما تصدت منظومة الدفاع الجوي (سيرام) التابعة للسفارة الأمريكية المُستهدفة الصاروخ الأول وفجرته في الأجواء كما أفادت مصادر أمنية حينها.

ومع إحياء ذكرى اغتيال القائد في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي "أبو مهدي المهندس" تطايرت الصواريخ على مواقع عدة تابعة للولايات المتحدة والتحالف الدولي.

وفي الثالث من كانون الثاني/يناير 2022 تعرضت القاعدة العسكرية المشتركة في مطار بغداد الدولي لهجمات بطائرات مسيرة مفخخة في وقت الفجرـ جرى إسقاط طائرتين كُتب عليهما "عمليات ثأر القادة"، كما اُبعدت طائرتان أخريان خارج محيط القاعدة.

وبعد يومين فقط، تعرضت قاعدة عين الأسد غربي العراق إلى قصف صاروخ قالت مصادر إن عدد الصواريخ التي سقطت في محيط القاعدة كانت خمسة بفعل منظومة الدفاع الجوي التابعة للتحالف الدولي، فيما أشارت بيانات رسمية أمريكية إلى أن الصواريخ سقطت بعيدة بكيلومترات عن السفارة.

في 13 كانون الثاني/يناير تعرضت المنطقة الخضراء مجددًا إلى قصف بثلاثة صواريخ انطلقت من منطقة الدورة باتجاه السفارة الأمريكية قبل صدّ اثنين منها بواسطة المنظومة الأمريكية الدفاعية، فيما سقط صاروخ آخر على مدرسة ضمن مجمع القادسية القريب من السفارة.

وفجر السبت، 15 كانون الثاني/يناير، اقتربت ثلاث طائرات مسيرة من المحيط الجنوبي لقاعدة بلد الجوية في محافظة صلاح الدين، فيما قالت خلية الإعلام الأمني في بيان إنها "طائرات معادية"، مشيرة إلى أنّ "القوة المكلفة بحماية الأبراج الخارجية قامت بفتح النار باتجاه هذه الطائرات التي لاذت بالفرار".

تحذيرات وتهديدات

بعد استهداف رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بطائرات مسيرة وتواصل الهجمات على أرتال التحالف الدولي والقواعد الأجنبية والسفارة الأمريكية، جاء دور استهداف الأحزاب العراقية.

وكانت رويترز قد نقلت عن قائد فصيل مسلح عقب إعلان النتائج الأولية للانتخابات الأخيرة بيومين قوله إن "الجماعات المسلحة جاهزة للجوء لسيناريو العنف إذا لزم الأمر لضمان بقاء نفوذها بعد ما يعتبرونها انتخابات مزورة"، والذي أشار إلى "لجوئهم للشوارع وحرق مباني الأحزاب كما حصل معهم خلال احتجاجات تشرين"، في حال لم تنجح الأطر القانونية.

وفي السياق الزمني ذاته أصدر الإطار التنسيقي الذي يضم أحزابًا وفصائل مسلحة معترضة على نتائج الانتخابات بيانًا أكد فيه رفضه لنتائج الانتخابات محذرًا من أن "المضي بتلك النتائج يهدد بتعريض السلم الأهلي للخطر".

من جانبه، دعا المسؤول العسكري لكتائب حزب الله أبو علي العسكري "المقاومة العراقية للاستعداد لمرحلة حساسة تحتاج منا إلى الحكمة والمراقبة الدقيقة"، كما أشار إلى الحشد الشعبي بأنه "المستهدف الأساسي وقد دُفع عربون ذبحهم إلى من يريد مقاعد مجلس النواب وعليهم أن يحزموا أمرهم ويستعدوا للدفاع عن كيانهم".

التحذيرات والتهديدات تواصلت هذه المرة عبر الأمين العام لـ"عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي الذي قال في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2021 إن "وضع البلاد يسير نحو الأسوأ" بسبب معطيات الانتخابات، محذرًا "مما هو أسوأ من الانسداد السياسي مالم تتخذ إجراءات وتدخلات".

وبالفعل، خسر الإطار التنسيقي الدعوى التي قدمها بالنيابة رئيس تحالف الفتح هادي العامري للطعن بالنتائج مع نهاية العام الماضي.

استهداف العراقيين

انتقلت الاستهدافات التي توقفت عند القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، من الأرتال والمقار الأجنبية إلى الأحزاب والشخصيات العراقية السياسية.

وقبل جلسة البرلمان الأولى، تعرضت مواقع البيشمركة شمالي ناحية آلتون كوبري بين أربيل وكركوك إلى قصف بسبعة أو ثمانية صواريخ بتصريحات متضاربة دون إصابات، لكن السلطات الأمنية لم تعلن عن مصدر النيران كما لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن القصف.

 وكان مجلس النواب قد انعقد في 9 كانون الأول/ديسمبر 2022 وأسفر عن انتخاب هيئة الرئاسة كاملةً بالثلاثي الممثل عن "تقدم" والكتلة الصدرية والحزب الديمقراطي الكردستاني، الذين شكّلوا تحالفًا بدا أنه أقصى الإطار التنسيقي - المنسحب من الجلسة - من المعادلة.

مساء 13 كانون الأول/ ديسمبر تعرض مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في منطقة الكرادة وسط بغداد إلى انفجار قالت مصادر أمنية إنه كان بواسطة رمانة يدوية استهدف فرع الحزب الخالي من ممثليه ما تسبب بأضرار مادية فقط.

وبعد تجاوز الساعة منتصف الليل، هز انفجار في منطقة الأعظمية العاصمة بغداد استهدفت مقر حزب تقدم، ثم ظهر في مقطع فيديو مُسرب عنصران يستقلان دراجة نارية يلقيان بقنابل داخل المقر قبل أن يلوذا بالفرار.

وفي الليلة ذاتها قالت مصادر أمنية إن مقر تحالف العزم في منطقة اليرموك تعرض هو الآخر لهجوم لم تُعرف طبيعته إن كان بواسطة قنابل أو طائرات مسيرة. وقد نفت خلية الإعلام الأمني وجود الانفجار فيما أكد نواب وسياسيون في التحالف المشترك بين العزم - تقدم الموضوع.

بعد الجلسة الأولى للبرلمان في دورته الخامسة تعرضت مقرات حزبية إلى هجومات مختلفة

صبيحة اليوم التالي، تعرض القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني والمتحدث باسم الحزب مهدي عبد الكريم الفيلي إلى محاولة اغتيال شرقي العاصمة بغداد بعد أن فتح مسلحون النار عليه في طريق قناة الجيش السريع لكن دون أن يفلحوا بقتله.

 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

المتحدث باسم البارتي لـ "الترا عراق": تعرضنا إلى محاولة اغتيال في بغداد

السفارة الأمريكية: تعرضنا لهجوم من "مجاميع إرهابية" في بغداد