21-أبريل-2020

مصطفى الكاظمي (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

ليس على غرار محمد توفيق علاوي ولا المنسحب الأخير عدنان الزرفي، لا يواجه رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي ما "يعكر مزاج مسيره" من قبل الكتل السياسية، بينما ينجز بهدوء أوراقه التي تمتلك من الفراغات والقدرة على تحريك الأسماء واستبدالها الكثير.

بالرغم من إبداء معظم الكتل السياسية وخصوصًا الشيعية منها "مرونتها" في التعامل مع كابينة الكاظمي، إلا أن هذا لا يتوافق مع تأخر الإعلان عن الكابينة

بل تسرع الكتل في إعادة تجديد الولاء متى ما برز ما يزعزعها، حيث لم يوفر تيار الحكمة جهدًا لإثبات استمرار دعمه للكاظمي بعد تداول تسريبات عن اقتراب التيار من سحب يده عن دعم المكلف الجديد.

اقرأ/ي أيضًا: "السلاح المنفلت".. هل يلتحق الكاظمي بقائمة "الفشل" في إدارة هذا الملف؟

قال عضو المكتب السياسي لتيار الحكمة فادي الشمري في بيان تلقى "ألترا عراق" نسخة منه، إن "كتلة الحكمة تؤكد موقفها في دعم المكلف لاختيار كابينته وفقًا لما أعلنه من اختيار شخصيات كفوءة وفاعلة لكابينته".

أضاف أن "الحكومة انتقالية وأمامها مهام جسيمة ومعقدة، وعلى قوى الاعتدال دعمها وإسنادها" مؤكدًا أن "تقديم التنازلات المشرفة من القوى السياسية انتصارًا للشعب وتحقيقًا للمطالب المشروعة لساحات الاحتجاج".

وبالرغم من إبداء معظم الكتل السياسية وخصوصًا الشيعية منها "مرونتها" في التعامل مع كابينة الكاظمي، إلا أن هذا لا يتوافق مع تأخر الإعلان عن الكابينة والبرنامج الحكومي للكاظمي الذي أكد منذ تكليفه حرصه على إكمال تشكيلته الحكومية في أسرع وقت ممكن.

تؤكد المصادر وجود خلافات تعكر مسير الإسراع بإنجاز الكابينة وتحديد موعد للتصويت عليها ومنح الكاظمي الثقة، إلا أن الكاظمي ليس قطبًا في هذه الخلافات، وربما هو الأكثر مرونة من بين كل الأطراف الأخرى، بينما يجلس أمام "أوراق المسودة" القابلة للحذف والاستبدال والإضافة، وهو يشاهد التناكفات بين الكتل السياسية مسترخيًا.

يقول السياسي بهاء الأعرجي إنه "لم يكن تأخير إعلان حكومة الكاظمي بسبب حدوث خلافات بينه وبين الكتل السياسية، وإنما بسبب خلافات بين الكتل المتصارعة على وزارات ومواقع معينة كما تُسميها بعض قيادات الصدفة بـ(أم الخُبزة!)".

وبالرغم من أن الكاظمي ينجز أوراقه بهدوء، تنتظر مسوداته ملء 3 فراغات بعد انتهاء الصراعات السياسية التي تخص كتل محددة دون غيرها.

يقول الخبير السياسي هشام الهاشمي والمطلع على مجريات الأمور، إن "مصطفى الكاظمي أنهى مفاوضاته في توزيع الحقائب الوزارية على المكونات وبحسب وزنها البرلماني، وينتظر السيفيات من أجل اختيار كابينته قبل يوم 9 أيار/مايو".

هشام الهاشمي: غالبية التسريبات عن الكابينة غير صحيحة، وهناك نزاعات داخل التحالفات حول وزارت النفط والداخلية والدفاع

وأكد الهاشمي في تغريدة رصدها "ألترا عراق"، أن "غالبية التسريبات عن الكابينة غير صحيحة، وهناك نزاعات داخل التحالفات حول وزارت النفط والداخلية والدفاع"، مبينًا أن "بعض الأحزاب تتمسك بترشيح شخصيات محددة".

اقرأ/ي أيضًا: هل ينجح الكاظمي في حصر السلاح ومحاسبة قتلة المتظاهرين؟

ويؤكد المحلل السياسي إحسان الشمري أن وضع الكاظمي اليوم بعيد عن وضع أسلافه محمد علاوي وعدنان الزرفي، حيث يقف خارج حلقة الخلافات الجارية.

وبالرغم من أن هذه التناكفات بعيدة عن أسوار الكاظمي، إلا أن الشمري يرى أن الكاظمي لن يكون بمنأى عن تأثيراتها الجانبية، مشيرًا إلى أن "الخلافات اليوم تدور في محور فرض الإرادات بين الكتل الشيعية والسنية فيما تبرز بشكل أقل حدة في الجانب الكردي".

وأضاف الشمري أن "صراع الإرادات هذا قد يؤدي إلى أن تسحب بعض الجهات المتضررة دعمها من حكومة الكاظمي حتى لو تم تمريره، وتشرع بوضع العقبات في وجه حكومة وظيفتها (منع الانهيار) الحاصل"، مؤكدًا أن "الكاظمي ليس بحاجة لمعوقات أكبر، فالوباء والاقتصاد والوضع الأمني كفيل بانهاك الجهود خلال الفترة القادمة".

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

ساحات الاعتصام تستعد لجولة جديدة.. ترقبوا "عاصفة" احتجاجات ضد الكاظمي

طبخ "الدولمة" وأشعل الجدل.. ماذا قال السفير البريطاني عن الكاظمي؟