احتفل الإيزيديون في معبد لالش في مدينة دهوك في إقليم كردستان، بعيد رأس السنة الإيزيدية، الذي صادف هذا العام 18 نيسان/إبريل 2023. ووفق ما يعتقدون، يسمّى عيد رأس السنة الإيزيدية، باللغة الكردية "سري صالي"، أو الأربعاء الأحمر، يحتفل فيه الإيزيديون ببداية الحياة، وبنزل طاووسي ملك، وهو ملاك من عند الخالق، إلى الأرض ليباركها.
يعتقد الإيزيديون أن عيد رأس السنة الإيزيدية هو من أقدم أعياد العالم لأنه رمز لبداية الحياة وتكوّن الأرض
ورافق "ألترا عراق" تجمّع العديد من العائلات الإيزيدية، الذين ارتدوا اللباس الإيزيدي التقليدي، داخل معبد لالش للاحتفال بعيد رأس السنة الإيزيدية.
أقدم أعياد العالم
"عامر يزيد خان"، وهو أحد المنظمين للطقوس الدينية داخل معبد لالش، قال لـ"ألترا العراق"، إننا "نحتفل اليوم بعيد رأس السنة الإيزيدية، وهو عيد مقدّس لكل إيزيدي، ومن أقدم الأعياد في العالم، لأنه رمز لبداية الحياة، وتكوّن الأرض".
وأضاف "يزيد خان": "جمعنا أكثر من 366 فتيلة نار، استعدادًا للعيد، ولوّنا البيض بألاحمر والأبيض والأخضر، وهي ألوان أمّنا الأولى الطبيعة، وترمز إلى الأرض المتماسكة الطيّبة المعطاءة، ولذلك نواظب على تلوين البيض كل عيد للحفاظ على البشرية".
وأكمل "يزيد خان": "عند غروب الشمس نبدأ بإشعال الفتيل، ونستخدم زيت الزيتون للتأكيد على أهمية الطبيعة في ديانتنا، يشعل الرجال والنساء النيران ويحملونها بأيديهم، وترتفع أصوات الزغاريد تعبيرًا عن الفرح بالعيد".
شقائق النعمان
وفي اليوم الثاني لإشعال النيران، يزود الإيزيديون بعضهم، ويتبادلون الهدايا، والبيض الملوّن الذي يعتبرونه هدية من طاووسي ملك، ويضعون الورد الأحمر (شقائق النعمان) أمام منازلهم، تعبيرًا عن المحبة والسلام، واحتفالًا بقدوم الربيع.
وقالت الشابة الإيزيدة "سعدية جحو" إنّ "عيد رأس السنة الإيزيدية هو عيدنا المقدس، نأتي إلى معبد لالش بزيّنا الأبيض الذي يرمز للسلام، نهنئ بعضنا بقدوم العيد، ونشعل فتيل النار مع غروب الشمس، خاتمة "أتمنى عيدًا سعيدًا للجميع".
وتمنى الشاب الإيزيدي، أنور قاسم بمناسبة العيد، أن "تعود جميع النساء الإيزيديات المحتجزات لدى تنظيم داعش، وأن يعم الأمان في جميع منازل الإيزيديين".
من هم الإيزيديون؟
وتعود مفردة الإيزيدية إلى كلمة "يزدان" التي تعني "عبدة الله" الذين يمشون على الطريق القويم، والإيزيدية من الديانات الهندو-إيرانية القديمة قبل الديانة الزاردشتية، التي تعرف تاريخيًا بديانات الخصب المرتبطة بالطبيعة واكتشاف الزراعة وبدء التحضر.
وليس للإيزيدية نبي أو رسول مثل الديانات الأخرى، حيث يرتبط الإنسان بربه مباشرةً، وليس في طقوسها صلاة جماعية، إنما يصلي الإيزيدي وحده في مكان منزوٍ، متوجهًا لحركة الشمس في شروقها وغروبها.
وبحسب الإحصاءات، يبلغ عدد الإيزيديين في العراق نحو 1.6 مليون نسمة، وقع عشرات الآلاف منهم ضحية لانتهاكات ارتكبها تنظيم داعش بحقهم، عند سيطرته على منطقة سنجار شمال البلاد، في العام 2014.
وبحسب الأمم المتحدة، فإنّ "داعش" عمد إلى استرقاق أكثر من 6،500 من النساء والأطفال، وتسبب العنف بتشريد أكثر من 350،000 في مخيمات النزوح شمالي العراق.