18-أغسطس-2019

مهرجان دهوك السينمائي (فيسبوك)

يسترجع مهرجان دهوك السينمائي الدولي السابع في دورته الحالية العديد من كلاسيكيات السينما العربية التي يرجع تاريخ إنتاجها إلى خمسينيات القرن الماضي، فضلًا عن العديد من الأفلام العربية حديثة الإنتاج، توزعت الأفلام العربية المنتقاة للاشتراك في هذه النسخة من المهرجان على مدى يقترب من سبعين عامًا، ولم تقتصر على صنف واحد، وإنما شملت الأفلام الروائية بنوعيها الطويل والقصير، فضلًا عن الأفلام الوثائقية، ولم تقتصر هذه الأفلام على دولة عربية واحدة، وإنما غطت المشاركات أغلب الدول العربية.

من الأفلام الكلاسيكية العربية التي اختيرت للاشتراك في نسخة هذا العام من المهرجان الفيلم اللبناني "إلى أين؟ 1957"

من الأفلام الكلاسيكية العربية التي اختيرت للاشتراك في نسخة هذا العام من المهرجان الفيلم اللبناني (إلى أين؟ 1957) للمخرج جورج نصر الذي يحكي قصة رجل يهاجر خارج لبنان لمدة عشرين عامًا ليعود بعدها فيجد نفسه منكرًا في بلده، ويجد ابنه يخطط للهجرة فتعاد المأساة من جديد، والفيلم بالأبيض والأسود، اشترك في كتابة السيناريو جلال الشرقاوي مع جورج نصر، وهو من تمثيل نزهة يونس، شكيب خوري، منير نادر، وهيام يونس.

اقرأ/ي أيضًا: السينما العربية لأول مرة في مهرجان دهوك

يحضر عبقري السينما المصرية وأسطورتها الراحل (يوسف شاهين) في هذا المهرجان بفيلمه (اسكندرية ليه؟ 1979) الذي هو الفيلم الأول من سلسلة أفلام صنعها وأخرجها شاهين تعكس سيرته الذاتية تبعه بعد ذلك أفلام (حدوتة مصرية، إسكندرية كمان وكمان، واسكندرية نيويورك)، وتميز هذا الفيلم بأنه لم يقتصر على حياة مخرجه، وإنما عرض لطبيعة الحياة في الاسكندرية في فترة الحرب العالمية الثانية من خلال الشاب الحالم المحب للسينما (يحيى شكري) الذي يعيش مقسمًا بين أحلامه التي تأخذه إلى هوليوود، وبين واقعه أبان الحرب، ولا سيما وهو ابن عائلة من الطبقة الوسطى، متسائلًا عن معان جديدة للحياة وسط أهوال الحرب وآلامها، وقد حاز هذا الفيلم على جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين عام 1979.

ومن كلاسيكيات السينما التونسية اختير أول فيلم روائي تونسي من إخراج مخرجة أنثى للعرض في المهرجان، وهو فيلم (فاطمة 1975) للمخرجة التونسية سلمى بكار، وهو فيلم وثائقي بالألوان يعرض لطبيعة حياة النساء في تونس بين العامين 1930 و 1975، وقررت الحكومة التونسية دفن هذا الفلم بوساطة رقابتها بعد عرضه لمرة واحدة فقط.

وبالانتقال إلى سينما بلاد الشام، فإن سوريا سيمثلها فيلم المخرج والممثل الرائد محمد ملص (الليل 1992) الذي يعرض فيه ملص سيرته الذاتية وتفاصيل مجتمع كان عاش في طفولته بين أبنائه في المدينة التي عاش وربي فيها، وصارت ركنًا جوهريًا من وجدانه الشخصي. والفيلم مأخوذ عما يشبه السيرة الذاتية التي كتبها محمد ملص في رواية حملت اسم (مذكرات عن مدينة كانت تعيش قبل الحرب)، والفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما في سوريا ومن تمثيل صباح جزائري، فارس الحلو، عمر ملص، والراحل رفيق سبيعي .

وإن ألقينا نظرة مقربة إلى الأفلام العربية المعاصرة التي اختار مهرجان دهوك السينمائي الدولي عرضها في دورته السابعة نجدها جميعا تدور في فلك التعايش الذي اختاره المهرجان شعارًا له وثيمًا لأفلامه. ومن أبرز أفلام القرن الحادي والعشرين التي يعرضها المهرجان فيلم دخل المنافسة على السعفة الذهبية في كان 2002، وهو ملحمة تنقل وقائع الحب والألم من وجهة نظر مخرجه الفلسطيني إيليا سليمان، التي عرضها بوساطة قصة حب بين رجل من القدس وامرأة من رام الله، وما يواجهه هذا الحب من عقبات في فيلمه (يد إلهية).

عرضت العديد من الأفلام العراقية الناطقة بالعربية في أيام المهرجان، في قسم الوثائقيات والأفلام الروائية كذلك، أما الروائية فسيعرض منها فيلم "ابن بابل 2009"

الفيلم الوثائقي السوري (ماء الفضة 2014) لأسامة محمد ووئام سيماف بدرخان الذي قدم لمحات عن الحياة في سوريا أيام الحرب بشكل سينمائي يشار له بالبنان سيكون حاضرًا في المهرجان.

(كفر ناحوم) لم يغب هذا الاسم عن الأخبار الفنية والثقافية، ولا عن الأوساط السينمائية في العامين الأخيرين، بعد أن استطاعت مخرجته اللبنانية نادين لبكي أن تتنافس على السعفة الذهبية في كان 2018 وتنتزع جائزة من لجنة التحكيم في المهرجان نفسه وأن تصل إلى الأوسكار بهذا الفيلم، سيعرض (كفلا ناحوم) في أيام مهرجان دهوك السينمائي ضمن الأفلام العربية الأحدث إنتاجًا.  

اقرأ/ي أيضًا: أفلام عدي رشيد.. ترميم العراق بما تيسر

أما الأفلام العراقية الناطقة بالعربية فيعرض العديد منها في أيام المهرجان، في قسم الوثائقيات والأفلام الروائية كذلك، أما الروائية فسيعرض منها للمخرج محمد الدراجي فيلم (ابن بابل 2009) الذي يتناول مأساة الفقد، من خلال طفل وجدته المسنة وهما يبحثان عن بقية العائلة بعد أحداث سقوط العهد البائد بأسابيع قليلة متنقلين بين شمال العراق وجنوبه، وللمخرج نفسه يعرض في قسم الأفلام الوثائقية الفيلم ( العراق حب، حرب، رب، وجنون 2008). كما ويعرض ضمن الأفلام الوثائقية المشاركة في المهرجان فيلم للمخرج زرادشت أحمد بعنوان (لا مكان للاختباء) الحائز على جائزة أفضل مخرج، في مهرجان "أوروبا الشرق للفيلم الوثائقي" في طنجة.

يعرض كذلك في أيام المهرجان الفيلم الروائي الطويل الذي مثل فلسطين في جائزة الأوسكار لعام 2018 للمخرجة آن ماري جاسر (واجب 2017) الذي يكشف الخلاف بين وجهات نظر جيلين من خلال وجهات نظر أب وابنه يجمعهما واجب واحد.

ويعرض من لبنان للمخرجة البارزة جوسلين صعب فيلميها الشهيرين (دنيا 2005) الذي منعته العديد من الدول من العرض لمناقشته لموضوع شديد الحساسية هو ختان البنات في مصر، أما الآخر فهو فيلمها القصير المعروف (أطفال الحرب 1976).

فيما حضرت السعودية في أيام المهرجان بفيلم لمخرجة وممثلة شابة بعنوان (حرمة 2012) تناقش فيه عهد كامل بوصفها بطلته ومخرجته بجرأة مسألة الصداقة بين الجنسين في مجتمع يُحرّم فيه الاختلاط.

وتحضر المخرجة رنا عيد في فيلمها الوثائقي (بانوبتيك 2017) موجهة في فيلمها رسائل حب لأبيها ومدينتها سنتطلع إلى تفاصيلها في دهوك.

وفي قسم الأفلام القصيرة يعرض فيلم (موج 98) للمخرج اللبناني إيلي داغر الذي يحمل معه أملًا بأن يفيق بطله على ماهو غير اعتيادي ولا مألوف.

يعرض من لبنان للمخرجة جوسلين صعب فيلميها الشهيرين (دنيا 2005) الذي منعته العديد من الدول من العرض لمناقشته لموضوع شديد الحساسية هو ختان البنات في مصر

وبالاشتراك بين الكويت والجزائر في فيلم (قنديل البحر) تختلط الأسطورة بالواقع ونرى هذا الامتزاج بعين مخرجه الفرنسي من أصول جزائرية داميان أونوري.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم عالمي ببطولة ثلاثة ممثلين عراقيين

جدلُ مستمر يصل إلى "القضاء".. ما أسباب تراجع الدراما في العراق؟