01-يوليو-2021

يعد رامسفيلد مسؤولاً عن مقتل 400 ألف شخص

الترا عراق - فريق التحرير

بعد مشهد في باحة البنتاغون خلال أحداث 11 أيلول/سبتمبر، طرق اسم دونالد رامسفيلد أسماع العراقيين، الرجل الذي يوصف بمهندس الحرب على العراق في عام 2003 والمرتبط بعدد من أشد الفظائع وطأة في تاريخ البلاد.

يعد رامسفيلد مهندس الحرب على العراق والمسؤول عن فظائع شنيعة في البلاد

وقاد رامسفيلد الذي أعلنت وفاته، مساء الأربعاء 30 حزيران/يونيو، عن عمر ناهز 89 عامًا، الغزو الأمريكي ضد العراق في عهد جورج بوش الابن، حينما كان وزيرًا للدفاع للمرة الثانية، بحجة امتلاك نظام صدام حسين أسلحة دمار شامل، مئات آلاف الضحايا.

ورامسفيلد هو أصغر رجل  يشغل منصب وزير الدفاع على الإطلاق، وكذلك ثاني أكبر شخص سنًا في هذا المنصب.

من هو رامسفيلد؟

ولد رامسفيلد في 9 تموز/يوليو 1932 في شيكاغو، وكان مصارعًا جامعيًا وطيارًا في البحرية، قبل أن يصعد إلى واجهة المشهد السياسي بسرعة.

اقرأ/ي أيضًا: حقائق حول ذريعة احتلال العراق.. كيف تجسست واشنطن على صدام لسنوات؟

تخرج من جامعة برينستون بشهادة في العلوم السياسية، ثم خدم بعدها في البحرية لثلاث سنوات، وترشح لمجلس النواب عن مقاطعة الكونغرس الثالثة عشرة في الولاية، وفاز في الانتخابات في عام 1962 وهو في سن الثلاثين.

دخل عالم السياسة مبكرًا وتمكن من الوصول إلى منصب كبير موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي جيرالد فورد في سبعينيات القرن الماضي، ثم وزيرًا للدفاع آنذاك.

ارتبط اسم رامسفيلد بديك تشيني المخطط الأبرز للحرب على العراق، عبر علاقة استمرت مدى الحياة.

وظهر كبطل بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر حين رفض مغادرة مبنى البنتاغون الذي تعرض المبنى لهجوم بطائرة مختطفة مخلفة 183 قتيلاً، ليمهد المشهد لقيادة حربي أفغانستان والعراق.

ودافع الرجل عن الحرب في العراق في وجه الانتقادات الواسعة بعد أعمال العنف الدامية التي اندلعت في البلاد نتيجة غياب الاستراتيجية وحل الجيش.

الفلوجة والبصرة و"أبو غريب"!

وعلى الرغم من اعترف وزير الدفاع الأسبق بمسؤوليته الكاملة عن فضيحة التعذيب في سجن "أبو غريب" التي وقعت أثناء فترة مسؤوليته في نيسان/أبريل 2004، إلاّ أنه رفض الاعتذار للعراقيين.

لكن "فضيحة أبو غريب" ليست الوحيدة التي يتذكرها العراقيون كفظائع مرتبطة بمهندس الحرب على البلاد.

يرتبط اسم رامسفيلد بفضيحة سجن أبو غريب و"مجازر" ارتكبت في عدة مدن عراقية بعد عام 2003

ويقول الصحافي العراقي عثمان المختار، "لابد أن نستذكر هنا استخدام اليورانيوم في البصرة والنابالم في الفلوجة ومجزرة حديثة ومذبحة القائم والمحمودية وقافلة عرس البعاج".

ويضيف عبر حسابه في تويتر، أنّ "مئات آلاف الضحايا العراقيين سيكونون بانتظار رامسفيلد لمواجهته عن جرائمه".

ونشر متفاعلون كثر صورًا لرامسفيلد توثق المرحلة الأولى من الغزو الأمريكي، وعدوه مسؤولاً المآسي التي خلفها نظام المحاصصة في البلاد منذ 18 عامًا.

"مجرم حرب.."!

فيما تصفه الكاتبة سمر جراح، بـ "مجرم حرب"، وهو ما يتفق عليه أمريكيون أيضًا، إذ كتب "جون شوارتس" مقالاً في موقع "إنترسبت" بعنوان "وداعًا دونالد رامسفيلد مجرم الحرب التافه".

وقال الكاتب، إنّ رمسفيلد "نجح في القيام بأشياء فظيعة طوال حياته في حين ظل مبتذلاً"، مشيرًا إلى "كذبه حول وجود أسلحة دمار شامل في العراق عام 2002".

وأضاف، أنّ رامسفيلد "رأى في مقتل آلاف الأميركيين فرصة رائعة للقيام بكل ما تريده إدارة رئيسه جورج دبليو بوش".

وتابع، "في تلك اللحظة كان رامسفيلد يفعل أفضل ما قام به طوال حياته، ألا وهو تحويل معاناة الآخرين التي لا توصف إلى الغايات المنشودة، التي سولتها له نفسه وحلفاؤه السياسيون".

فيما كتب "سبنسر أكرمان" المحرر في موقع "ديلي بيست" مقالاً تحت عنوان "دونالد رامسفيلد، قاتِل 400 ألف شخص، يموت بسلام".

يعتبر أمريكيون رامسفيلد "مجرم حرب" ومسؤولاً عن مقتل 400 ألف شخص

ويقول الكاتب، "لا تحزنوا على وزير الدفاع، احزنوا على ضحاياه. فقد كان هناك عدد كبير للغاية لا يمكن حصره، لكن البنتاغون رفض العد على أي حال".

 ويضيف، "إنّ الأمر المأساوي الوحيد في وفاة دونالد رامسفيلد هو أنه لم يحدث في سجن عراقي".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

قرار حل الجيش العراقي.. انتقام أمريكي صنع "ضباط الدمج والميليشيات"