08-مارس-2022

تحمّل بعض الناشطات جزءًا كبيرًا من فشل المرأة العراقية للأحزاب الإسلامية (فيسبوك)

ألترا عراق - فريق التحرير

يحتفي نصف الجنس البشري في 8 آذار/مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة احترامًا وتقديرًا لما تنجزه في مجالات الحياة كافة.

تحمّل ناشطات في مجال حقوق المرأة الأحزاب الإسلامية المسؤولية الأكبر بإفشال النساء العراقيات

وتعتقد بعض الناشطات في مجال حقوق المرأة أن اليوم مخصص لمراجعة ما حدث للمرأة من تشريعات وقوانين وانضمام لمواثيق دولية وتغييرات على صعيد نظرة المجتمع لها.

اقرأ/ي أيضًا: تمثيل المرأة العراقية ومشاركتها السياسية.. رهينة الإقصاء!

وفي العراق، كباقي فئات المجتمع، في أجندة المرأة الكثير من القضايا العالقة من بينها التهميش السياسي بعدم التمثيل الحقيقي لها في القرار التنفيذي والتشريعي، وكذلك في القضايا الاجتماعية مثل ما يدعى بـ"جرائم الشرف وغيرها".

القوانين الصارمة

تؤكد ناشطات في مجال حقوق المرأة على أهمية المساواة بين المرأة والرجل عبر "الحقوق والواجبات"، وما يتطلبه ذلك من تفعيل لقوانين مهمة.

إحدى القوانين المهمة - تقول صابرين نجاح ، رئيس منظمة معنية في هذا المجال - هو ما يتعلق بـ"جرائم الشرف" وهو مفعّل على حد قولها في إقليم كردستان، لكن هذا النوع من الجرائم يحصل بشكل طبيعي في المناطق الأخرى من العراق.

وتشير صابرين نجاح في حديث تلفزيوني تابعه "ألترا عراق" إلى أن "النساء يحتاجن إلى ما يحفظ كرامتها وشرفها ووجودها في العراق".

وتتفق عضوة مجلس النواب السابق ريزان شيخ دلير بعدم وجود "أي قانون لدعم المرأة خارج إقليم كردستان" الذي لديه قانون "لمناهضة العنف الأسري".

المرأة السياسية غائبة عن مفاوضات الأحزاب لتشكيل الحكومة

لكن القانونية والأكادمية ابتهال الغزي ترى أن قانون العقوبات العراقي يجرّم ما يدعى بـ"جرائم الشرف" عبر دليل "الجرم المشهود"، وتؤكد في حديث تلفزيوني تابعه "ألترا عراق" أن " مشكلة المرأة في تنفيذ القوانين مثل قانون العقوبات العراقية".

المجتمع لا يصنع ميركل!

أما على الصعيد الاجتماعي، تشخّص ناشطات في مجال حقوق المرأة خللًا في المجتمع نفسه لناحية مساهمته في عدم نجاح المرأة أو عدم وصولها إلى مرحلة المساواة مع الرجل.

تقول الناشطة صابرين نجاح إن "الشارع العراقي يشجع النساء الغربيات لكنه ينتقد نساء بلده"، وهو السبب الكافي الذي يجعل الكثير من النساء العراقيات الناجحات لا يصلن إلى مرحلة المستشارة الألمانية السابقة انيجلا ميركل، بحسب نجاح.

وتتفق الأكاديمية ابتهال الغزي مع ذلك بالقول إن "نسبة الجهل كثيرة في المجتمع بالنظرة إلى المرأة"، ذلك المجتمع "المليء بالتراكمات والأمراض النفسية" على حد تعبيرها.

وفي الوقت ذاته، لا ترى الغزي ضرورة للنقاش في موضوع "حق التعليم والعمل للمرأة" رغم أنه ليس بمستوى الطموح، وذلك لأن العراق "غادره منذ سنوات".

وفي انتقاد المجتمع أيضًا، تقول النائبة السابقة ريزان شيخ دلير إن الحديث عن تقصير المرأة في المنزل بسبب عملها ليس صحيحًا، فـ"تربية الطفل يجب ألا تقتصر على المرأة".

وتقول دلير إن ما تطلبه المرأة في عيدها هو أن "الرجل يتعامل كامرأة في الهدوء، لا أن تتعامل هي بالعنف مثله".

التهميش السياسي والأحزاب الإسلامية

ويبدو أن الناشطات في حقوق المرأة غير راضيات عن أداء النساء السياسيين في المجالات التنفيذية والتشريعية في ظل النظام العراقي ما بعد 2003، رغم تحديد مقاعد (كوتا) للنساء وإشراكهن في تولي بعض الوزارات.

وتقول النائبة السابقة ريزان شيخ دلير إن "المرأة السياسية غائبة عن مفاوضات الأحزاب لتشكيل الحكومة" التي تجري في العراق هذه الأيام بين الأحزاب السياسية.

وتلفت دلير إلى أن "أغلب" النساء في مجلس النواب العراقي "يمتلكن عقلية ذكورية"، مؤكدة على ضرورة "معاملة النائبة في البرلمان بوصفها إنسانًا لا امرأة".

وفي ظل الحديث عن تهميش الأحزاب للمرأة، وأي نوع من تلك الأحزاب يشتهر بذلك، تقول دلير إن "كل الأحزاب العراقية، الإسلامية والشيوعية والمدنية وغيرها، تتعامل مع المرأة بنفس العقلية".

وإذ ترى الأكاديمية ابتهال الغزي أن "مشكلة العراق سياسية وليست بالرجل والمرأة" إلا أنها تختلف مع شيخ دلير، بتحميلها الأحزاب الإسلامية ما نسبته "70% من إفشال المرأة" في العراق.

وتتفق مع الناشطة صابرين نجاح بالقول إن "الأحزاب الإسلامية لها الدور الكبير بإفشال المرأة، بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي ساهمت بانحدار المجتمع ككل".

 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

المرأة العراقية أمام "استحقاقات" الاستبداد.. حلقات من تاريخ لم يتوقف

صور| المرأة العراقية في 100 عام.. ماذا تعرف عن إسهاماتها في تطور البلاد؟