مع الأزمات المتوالية التي تشهدها محافظة كركوك، تنطلق أسئلة حول إمكانية إجراء انتخابات مجالس المحافظات فيها، نهاية العام الحالي.
يخشى قيادي في "اليكتي" من خطورة زج التنافس الانتخابي في أمور تهدد السلم الأهلي والمجتمعي بمحافظة كركوك
وشهدت محافظة كركوك خلال أيلول/سبتمبر الماضي، أزمة سياسية، على إثر قرار تسليم مقر العمليات المشتركة للحزب الديمقراطي الكردستاني، ما أدى إلى حصول احتكاك بين معتصمين رافضين لتسليم المقر وأنصار "البارتي"، لتفرض السلطات الأمنية حظر تجوال، ما دفع إلى التريث بتنفيذ القرار إلى أجل غير مسمى.
واعتبر القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، أحمد الهركي، الأوضاع في محافظة كركوك "مناسبة" لإجراء انتخابات مجالس المحافظات.
وقال الهركي في حديث لـ"ألترا عراق"، إنّ "الأوضاع في كركوك لا يمكن تقييمها بالمستقرة أو الجاهزة جدًا بنسبة كاملة"، مبينًا أنّ "التنافس الحزبي والسياسي شيء طبيعي"، مستدركًا بالقول: "لكن من الخطورة زج هذا التنافس الانتخابي في أمور تهدد السلم الأهلي والمجتمعي بكركوك".
وأضاف الهركي، أنه "بالفترة الاخيرة شهدنا خطابات غير مسؤولة من بعض الأحزاب والفئات السياسية والمجتمعية يجب تغييرها، بالإضافة لاتباع سلوك سياسي جيد"، مؤكدًا على "ضرورة عدم خلق تنافس أعمى يؤدي لتهديد السلم الأهلي في كركوك".
وفي الأثناء، ألمح القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، وفاء محمد، إلى إمكانية تشكيل تحالف كردي في كركوك لتشكيل الحكومة المحلية بعد انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، مبينًا أنّ "الأوضاع حساسة جدًا في المحافظة".
ويقول محمد لـ"ألترا عراق"، إنّ "انتخابات مجلس المحافظة في كركوك حساسة جدًا ومعقدة وفيها صراع سياسي وقومي وديني"، مبينًا أنّ "الكل يتجهز بقوة لهذه الانتخابات لأنها ستحدد مصير كركوك".
وأشار إلى أنه "من ناحية الاستعدادات، فالتحالف العربي داخل بقوة، فضلًا عن المكون التركماني"، مضيفًا أنّ "المكون الكردي هو الآخر مصر على حسم النتيجة لصالحه والحصول على منصب محافظ كركوك".
واشار القيادي إلى أنّ "هناك مرشحين بارزين من جميع القوى ومدعومين خاصة والأحزاب الكردية ستشارك بثلاث قوائم"، مؤكدًا أنه "بعد إعلان النتائج ستتوحد الأصوات الكردية داخل مجلس المحافظة بتحالف واحد للحصول على الأغلبية".
تحدث قيادي في "البارتي" عن إصرار كردي للحصول على منصب محافظ كركوك
وفي الأثناء، أكد المتحدث باسم التحالف العربي، عزام الحمداني، مشاركة المكون العربي بـ"قوة في انتخابات مجالس المحافظات بمحافظة كركوك، مشيرًا إلى أنّ "الاستعدادات جارية على قدم وساق".
وقال الحمداني في حديث لـ"ألترا عراق"، إنّ "المكون العربي يسعى في كركوك لحصد غالبية الأصوات في الانتخابات للتمكن من القرار داخل مجلس المحافظة الجديد وإعطاء صورة حقيقية تناسب التمثيل السكاني"، مبينًا أنّ "الأوضاع الأمنية والمجتمعية مؤمنة بشكل إيجابي للانتخابات وموعدها المقرر".
وعبّر عن "وجود تحفظ لدى التحالف العربي حول إجراءات تدقيق سجلات الناخبين"، داعيًا الحكومة الاتحادية إلى "تفعيل دور اللجان التي تم تشكيلها لغرض تدقيق السجلات بأسرع وقت ممكن لتلافي أي أخطاء وغبن بالتمثيل، من خلال اعتماد الناخبين الأصليين في كركوك وليس من خارجها، لأن هناك الكثير من البطاقات الانتخابية المزورة".
وبالنسبة للمتحدث، يوجد "تحالف استراتيجي وقوي بين المكونين العربي والتركماني بما يخص عراقية كركوك، ومن جهة أخرى لا يوجد أي اتفاق مع المكون الكردي لغاية الآن".
هناك تحفظ لدى التحالف العربي حول إجراءات تدقيق سجلات الناخبين
وقال الحمداني إنّ "التحالف العربي مستعد للاتفاق والتعاون مع كل من يعترف بعراقية كركوك وليس تسميات أخرى، فضلًا عن القبول بتطبيق القانون والدستور دون أي تلاعب".
